عودة زيدان إلى ريال مدريد، هذه العبارة لها وزن كبير، عبارة غريبة لكنها بالتأكيد طوق النجاه لجماهير النادي الملكي، زيزو يعود وتعود معه أحلام الملايين من عشاق الميرنجي.

المدرب الفرنسي الذي جعل معجزة الفوز باللقب الأغلى والأكبر أوروبياً دوري أبطال أوروبا أمراً عادياً وسهلاً، عاد مرة أخرى للمكان الذي حول فيه المعجزات إلى وقائع.

عامين ونصف من الإنجازات والمعجزات، تولى المهمة خلفاً للإسباني رافا بينيتيز في ظروف صعبة، ولكنه في عامها حقق اللقب الأصعب دوري أبطال أوروبا ومن هنا بدأ كل شيء.

عامين ونصف يساوون عند زيدان ثلاثة بطولات دوري أبطال أوروبا، 3 ألقاب متتالية، لا يوجد أحد في التاريخ حقق ما حققه الفرنسي مع ريال مدريد.

زيدان قدم استقالته مع نهاية الموس الماضي بعد عامين ونصف من الإنجازات موضحاً أنه ينتظر تحد جديد، 9 أشهر فقط من الفراق، ليعود زيدان وأمامه أحد أكبر التحديات في فريق ريال مدريد.

9 أشهر رقم زمني بسيط وصغير في عالم كرة القدم ولكن هناك الكثير من الأحداث الغريبة، المثيرة والصادمة التي حدثت في ناد ريال مدريد منذ رحيل زيدان وحتى وقتنا هذا.

رحيل كريستيانو رونالدو..

الشريك الأكبر في إنجازات زيدان مع ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، هداف النادي الملكي في كل موسم، رحل إلى يوفنتوس الإيطالي بعد حوالي شهر ونصف من ترك زيدان منصبه كمدرب في ريال مدريد.

رونالدو رحل بدون خطة محكمة من إدارة ريال مدريد لتعويضه، ترك فراغاً كبيراً وبرأيي رحيله كان أحد أسباب فشل لوبيتيجي ومن بعده سولاري، صانع الفارق في الميرنجي طوال السنين الماضية رحل بدون معوض حقيقي.

إدارة ريال مدريد فشلت فشل كبير بتعويض رحيل كريستيانو رونالدو، التعاقدات في الصيف كانت ضعيفة للغاية، فينسيوس الصغير وبعدها ماريانو الذي ارتدى القميص رقم 7 وهو لا يعلم قيمته في تاريخ الميرنجي.

أعتقد أن الأمر هذا سيتغير مع عودة زيدان، ريال مدريد سيبحث بكل تأكيد عن اسم كبير في السوق قادر على تعويض رونالدو، الأسماء المطروحة الآن هازارد أو مبابي.

انتهاء الهيمنة أوروبياً..

البطل 4 مرات في أخر 5 سنوات لم يعد بطلا، ريال مدريد بعد سيطرة كاملة على الكرة الأوروبية وبطولة دوري أبطال أوروبا أخر 5 سنوات منها 3 مرات متتالية، خرج على يد آياكس الهولندي من ثمن النهائي بعد الهزيمة المهينة برباعية مقابل هدف على ملعب سانتياجو بيرنابيو.

زيدان ترك ريال مدريد وآخر مباراة له هو مدير فني كانت نهائي دوري أبطال أوروبا، نهائي كييف الذي فاز به أمام ليفربول الإنجليزي بثلاثية ليتوج الملكي بالبطولة الثالثة عشر في تاريخه والثالثة على التوالي تحت قيادة زيدان.

حتى مباراة السوبر الأوروبي في بداية الموسم، خسرها ريال مدريد أمام الجار أتلتيكو، زيدان رحل وحلت معه شخصية أوروبية غير عادية.

اليوم زيزو يعود والريال بطل مهزوم ومنهار، وبالتأكيد هو عائد اليوم من أجل هذا، من أجل عودة ريال مدريد بطلاً للقارة العجوز مرة أخرى.

لوبيتيجي وسولاري..

زيدان سوف يعود لخلافة 2 مدربين وليس مدرب واحد فقط، فكرين وليس فكر واحد، لوبيتيجي وبعده سولاري ولكن كانت النتيجة واحدة انهيار موسم ونتائج ريال مدريد.

الحقيقة شخصياً أرى تجربة سولاري أفضل كثيراً من لوبيتجي، سولاري أعاد بعض الأشياء التي افتقدها ريال مدريد مع لوبيتيجي، الروح في الكثير من المباريات، بعض الفنيات، أيضاً ظهور لاعبي بشكل لائق تحت قيادته ولكن هذا لم يدوم طويلاً.

زيدان عليه تطبيق أفكاره من جديد بعد بصمات لوبيتيجي وسولاري الغير ناجحة، عليه أن يستعيد شخصية ريال مدريد التي بناها وهدمها الآخرون من بعده.

أزمات في غرفة خلع الملابس..

عدم الاستقرار في غرفة خلع ملابس ريال مدريد طوال الموسم، والأخبار المثيرة التي تخرج منها كان لغزاً كبيراً وبالتأكيد كان من عوامل سقوط وانهيار موسم ريال مدريد.

الأخبار الأخيرة من مصادر موثوقة تتحدث عن مشادة كبيرة بين إثنين من قادة ريال مدريد وهم سيرجيو راموس ومارسيلو بعد خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا يوم الأربع الماضي، شيء بالتأكيد لن يسمح به زيدان مرة أخرى حتى لو كان على حساب استمرار بعض اللاعبين في الفريق.

وجوه غائبة عن التشكيلة الأساسية تنتظر زيدان ..

زيدان سيعود وهناك من اللاعبين اعتمد عليهم كثيراً في حقبته أصبحوا مهمشين الآن ولم يجدوا فرصهم مع لوبيتيجي أو سولاري.

أهمهم إيسكو و نافاس، الأول الفنان الذي كان ينتظر رحيله بسبب تجاهل سولاري له ولا أحد يعلم السبب حتى الآن، أما الثاني بعد سنين من الإبداع وحراسة عرين الملكي واحراز البطولات في النهاية فضل ريال مدريد عليه كورتوا، الأخير الذي يقدم أداءاً ضعيفاً للغاية منذ وصوله من تشيلسي.

أشياء كثيرة تغيرت في فترة زمنية بسيطة، ريال مدريد تحول من بطل حقيقي تحت قيادة زيدان، إلى فريق مستسلم بلا روح، بدونه هذا هو التحدي كبير أمام زيزو.