ريال مدريد بقيادة بيريز .. فلنستمتع بفظاعة المشهد !

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “انت غبي ما بتعرف تسوق” هي الجملة التي سمعها كل من في الشارع، قبل أن ينشب الشجار ما بين صديقاي، شجار ربما يغضب ويحرج الكثيرين إن حصل بين أصدقائهم، لكن لا أعلم السبب الذي جعلني سعيداً في هكذا موقف، ربما أكون من الأشخاص الذين يستمتعون بهكذا مناوشات، لدرجة أنني كنت أرغب بجلب بعض “التسالي” للاستمتاع بالمشهد، أو ربما لأنني لست من أنصار نظرية “بلاش فضايح” فالفضائح حصلت وشاهدها الجميع ولا داعي لأن أبذل مجهوداً في إخفائها أو الرد عليها، إذاً فلنستمتع بها مع باقي المشاهدين.

    أخذني الكلام عن نفسي _التي يبدو أنني بحاجة لمساعدة طبية لكي أتعامل معها_ بدون أن أحدثكم عن سبب النزاع، وحتى أكون صادقاً لا يوجد سبب واحد لهذا النزاع، فهناك 100 سبب وسبب، هو خلاف بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري.

    أن يتشارك شخصان في شراء سيارة هو أمر سيء، والأسوأ أن تكون مراقباً عليهما ومضطراً لتحمل كل نقاش محتدم بينهما حينما يحدث أي عطل في هذه السيارة، ربما هذا الذي دفعني لعدم التدخل في الشجار النهائي الذي شهد عليه العشرات في الشارع، بل تناقله الآلاف على هواتفهم المحمولة، نحن أصبحنا “ترند” في ظرف ساعات !

    ومن حسن حظي أنني ما زلت أذكر ما أوصلنا لهنا، فحينما حدث أول صوت مزعج بالسيارة اندلعت شرارة أول خلاف، صديقي الذي يلعب دور الخبير ولا يجلس خلف مقعد القيادة يرفض بشكل قاطع أن سيارته بحاجة لأي قطع تغيير، ويصر على أن الخلل يمكن إصلاحه ببعض الصيانة البسيطة بحجة أن سيارته “جبارة من نوع مرسيدس” ، أما صديقي السائق فهو بدون حول ولا قوة “قله يمين بيجي يمين، قله شمال بيجي شمال” ، شيء بمنتهى السذاجة والسلم.

    الأيام مرت والأصوات المزعجة تزايدت، ثم تحولت لأعطال حقيقية تجعل قيادة السيارة خطرة، وما زال “خبيرنا الأفلاطون” متسمراً عند رأيه .. القيادة الخطرة تطورت إلى حوادث، والحوادث أنتجت خسائر وأضرار، ولم يتغير شيء، فأنا لم أحدثكم أن صديقي الخبير “راسه أيبس من الصخر” فلو بقيت تتحدث معه 100 عام وقدمت له كل الأدلة التي تؤكد أنه مخطئ لن يقتنع إلا بما يراه هو صحيحاً… نعم هو شيء من غرور العظمة.

    بقي الحال على ذلك حتى لفظت السيارة أنفاسها الأخيرة، تدهورت واضطررنا بنهاية المطاف لوضعها على جانب الطريق ويبدو أن المحرك لم يعد صالحاً للعمل، كذلك “البريكات” فهي لم تسعفنا لإيقاف السيارة بالشكل الصحيح، وغيره وغيره…

    لم يكن من الخبير إلا أن صرخ بالسائق المسالم مجدداً “انت غبي ما بتعرف تسوق” وهو ما أدى لانفجار الأخير هذه المرة، وهنا اضطررت للعب دور المتفرج فليس هناك داعي لفض النزاع بين “خبير أفلاطوني” وشخص آخر خسر كل شيء بسبب سكوته عن الخطأ الواضح.

    لا أعلم لماذا تذكرني هذه القصة بالعملاق ريال مدريد ، أو فلنقل لم يعد عملاقاً، فبعد خروجه من أياكس شعرنا جميعاً أن الأحوال انقلبت رأساً على عقب، فالريال أصبح هو الفريق المتوسط أو الضعيف وأياكس هو القوي والمرعب، شيء طبيعي أن تشعر بذلك بعد أن يخسر الفريق 3 بطولات في ظرف 6 أيام خلال 3 مباريات تقام في معقله سانتياجو برنابيو ! هل هذا معقل منيع أم قلعة رملية؟

    فلورنتينو بيريز _خبير عصره وزمانه_ لم يقتنع بأن فريقه بحاجة لقطع صيانة، أصر وكابر وعاند بحجة أن فريقه بطل أوروبا، بل أنكر هذه الحقيقة في قرارة نفسه، فرغم أن عدم رغبته بجلب نجوم جدد منبعها اقتصادي بحت إلا أنه أراد إقناع نفسه وإقناع الجميع بأن ما يحدث ناجم عن مشروع رياضي، حتى لدرجة أننا صدقناه في ذلك أحياناً !

    ريال مدريد كان بحاجة ماسة لمهاجمين جدد، ليس صيف 2018 ، بل في صيف 2017 أو حتى 2016 ، ورغم ذلك لم يحرك “الأفلاطون” بيريز ساكناً ، فهو أصر على الاستمرار بملاحقة سائقي النادي وتوجيههم لكيفية القيادة بسيارته المهترئة والتي تتراجع قدرتها على الدوران يوماً تلو الآخر.

    السقوط أمام أياكس برباعية، وأمام برشلونة بثلاثية، والخروج من “المولد بلا حمص” نتيجة حتمية لعدم إجراء صيانة دورية وتغيير القطع التالفة في مشروع ريال مدريد ، موسماً تلو الآخر شاهدنا فيه ريال مدريد يغض النظر عن جلب لاعبين جدد ويتجه لخيارات “ترقيع” لم تصلح الأعطال.

    حتى أكون صادقاً، ريال مدريد لم يكن بحاجة لثورة قبل عام أو عامين ، لم يكن بحاجة لصيانة في كافة أجزاء الفريق ، لكن التأخر في تغيير الأجزاء البسيطة التالفة فاقم المشكلة، وأدى لخسارة كبيرة في نهاية المطاف أدت لانهيار الفريق ليقف على جانب الطريق يضرب كفاً بكف، ولا نعلم هل سيتم إنعاشه هذه المرة أم لا، أو بالأحرى هل يمكن إنعاشه أم لا.

    انتهى الشجار بنهاية المطاف، فتدخل العقلاء وفضوه، لكني أعلم بقرارة نفسي أنه سيتكرر مرة أخرى إن لم يتخلَ خبيرنا عن عناده، ولم يتخلَ صديقي الساذج عن سلمه المبالغ به…

    شاهد .. ريال مدريد في الحضيض وبرشلونة يستمتع بالمشهد