موقع سبورت 360 – كانت خسارة ريال مدريد أمام ضيفه أياكس برباعية كالزلزال الذي ضرب أركان النادي الملكي. الكارثة أو الفاجعة هي من الألفاظ التي استخدمت في وصف هذه الخسارة وهو ما يدل على حجم الفاجعة لدى جمهور الأبيض الملكي وصحافته التي لم تتقبل حتى اللحظة تغير الزمن وضرورة الهبوط بعد صعود.

لكن خسارة ريال مدريد هذه مفيدة جداً على الأقل من وجهة نظر كاتب هذه السطور لأنها أسقطت آخر أوراق التوت ووضعت الأمور أخيراً في نصابها الصحيح وجعلت الجميع ينظر إلى الأمام بدلاً من التمسك بالماضي المجيد والفترة التاريخية ومحاولة الحفاظ عليها وهو أمر مستحيل في منطق الحياة….المطلوب الآن بعد انكشاف كل شيء هو اتباع الخطوات التالية لعودة الفريق إلى مكانته الطبيعية محلياً وأوروبياً :

1- الإيمان بداية بأن الفريق بحاجة لمشروع تجديد طويل والأمد ولن تنفع معه الحلول السريعة كتغيير مدرب أو جلب لاعب نجم أو خلافه . وذلك لأن لاعبي العمود الفقري لتشكيلة الريال الحالية باتوا بلا حوافز حقيقية وبالتالي لابد من تطعيم ” هذا العمود الفقري ” بلاعبين جدد يمتلكون دوافع كبيرة .وهذا الأمر لا يمكن حدوثه في موسم واحد أو دفعة واحدة حتى ولو توافرت الأموال لذلك فكيف وهي غير متوفرة بسبب النتائج المتواضعة ومسألة بناء الملعب التي تحتل أولوية ؟

2- إعادة بناء شخصية الفريق ونقطة البداية بجلب مدرب يتميز بقوة الشخصية والسمعة الطيبة لأنه الأساس في منح هذه الشخصية للفريق انطلاقاً من مقولة أن ” شخصية الفريق من شخصية مدربه ” . ومن الضروري العمل معه على مشروع طويل الأمد، بمعنى الصبر عليه خصوصاً في البدايات وعدم التفريط به بعد أول هزة أو هزتين .

3 – تدعيم الفريق بناء على الوضعية المالية التي سبق ذكرها ، وبالتالي لابد من البحث جيداً في السوق عن لاعبين مميزين ويبتعدون عن لاعبي النخبة في العالم بخطوة واحدة أو خطوتين وهو ما يؤمن تخفيض تكلفتهم والأهم امتلاكهم الحوافز لتقديم شيء للنادي في مرحلته الحالية.

المحصلة ..المطلب الأساسي لتجاوز ريال مدريد لمحنته الحالية هو الصبر ،الصبر على الفريق حتى يتم بناؤه والصبر على المدرب حتى يتم عمله والصبر على النتائج حتى تأتي. علينا أن نتذكر العام 2009 عندما ضخ بيريز أكثر من 250 مليون يورو على الفريق لكن النتائج لم تأتي إلا مع بداية العام 2011 ، وحالياً الـ 250 مليون يورو غير موجودة وإن وجدت فلن تجلب سوى لاعب صف أول واحد أو اثنين فالحل هو العمل الطويل المدى وهذا النوع من العمل يحتاج إلى استراتيجية والصبر لتحقيقها .