أسباب معاناة ريال مدريد في الشوط الأول .. وما سر الانتفاضة ؟

رامي جرادات 02:41 14/02/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جيتي إيميج

    نجح ريال مدريد بالعودة من ملعب “يوهان كرويف أرينا” بانتصار ثمين على أياكس بهدفين مقابل هدف، وذلك ضمن إطار ذهاب دور الستة عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا.

    وعانى ريال مدريد في المباراة بالأخص خلال الشوط الأول، حيث كان أياكس قريب من التقدم بالنتيجة في أكثر من لقطة، بل أنه سجل هدف التقدم بالفعل قبل أن يتدخل الفار ويلغيه بداعي التسلل، لكن الفريق انتفض في الشوط الثاني ونجح في تسجيل هدفين عن طريق كريم بنزيما وماركو أسينسيو حسما اللقاء لمصلحته.

    لماذا عانى ريال مدريد في الشوط الأول ؟

    أولاً، وقبل أي شيء، يجب الإشارة إلى أن أياكس قدم أداء مذهل في أول 45 دقيقة، مما يعني أن مشاكل ريال مدريد لم تكن السبب في هذه السيطرة للفريق الهولندي، وإنما الخطة المحكمة التي وضعها إريك تين هاج والتزم بها جميع اللاعبين، لكن كان غائباً عنهم اللمسة الأخيرة فقط وحسن اتخاذ القرار في بعض اللقطات.

    وبعيداً عن روعة أياكس، كان هناك مشاكل عديدة في ريال مدريد، أهمها نقص الذكاء عند بعض اللاعبين، وهنا أخص بالذكر ريجيلون رغم براعته الدفاعية، كاسيميرو وجاريث بيل، هذا الثلاثي فقد الكثير من الكرات وكانوا يهدرون الهجمات التي كان يعاني ريال مدريد كي يشنها، وذلك بسبب قراراتهم العشوائية بالتعامل مع الكرة سواء بالتمرير أو المراوغة أو حتى كيفية الاستلام.

    المشكلة ليست بخسارة الكرة بحد ذاتها لأن ليونيل مسي نفسه يخسر الكرة أحيانا، المسألة متعلقة باتخاذ القرارات السيئة، ونقص الحنكة والدهاء الذي يمتاز به لاعبون آخرون مثل لوكا مودريتش وتوني كروس وسيرجيو راموس وكريم بنزيما، عندما يهدر لاعب واحد مجهود فريق كامل في كل هجمة تقريباً، فحينها سوف يظهر خط الوسط بأنه ضعيف للغاية، رغم أن الحقيقة عكس ذلك.

    لقد لاحظنا أن لوكا مودريتش وتوني روس لم يقدما شوط أول ممتاز، لكنهما لم يكونا سيئين أيضاً كما يظن البعض، حيث صعدا ابلكرة في عدة مناسبات، ونجحا في وضعها بمناطق أياكس، لكن تعامل جاريث بيل وريجيلون وكاسيميرو السيء كان يمنح أياكس فرصة الارتداد السريع، وفي هذه اللحظات كان يظهر خط وسط الريال على أنه كارثي، أو هذا ما يحفظه المحللون في الاستديوهات دائماً.

    هناك عيوب كثيرة في ريال مدريد بالشوط الأول، لكن آخر ما يمكن الحديث عنه لتجنب الإطالة، هو تيبو كورتوا، لن نتطرق للهفوة التي ارتكبها في لقطة هدف أياكس الملغي، أو بعدم وجود ثقة من اللاعبين به كما هو الحال مع كيلور نافاس، وإنما سوف نسلط الضوء على قضية أخرى تماماً شرحناها في مقال مستقل قبل بضعة أسابيع.

    عندما يتعرض ريال مدريد للضغط في مناطقه، ويصعب إخراج الكرة، يلجأ الفريق للكرات الطويلة، ودائماً ما يكون الحارس هو المتكفل بهذه المهمة، مشكلة تيبو كورتوا أن دقة تسديداته سيئة للغاية، ويقوم بتشتيت كل الكرات بشكل عشوائي رغم أنه لا يتعرض للضغط من أي مهاجم.

    كان يمكن أن يستغل ريال مدريد المساحات الشاسعة في دفاعات أياكس لو كان تيبو كورتوا يحسن التمريرات الطويلة بدلاً من إرسال الكرة لدفاعات أياكس ليمنحهم فرصة بناء هجمة جديدة، وعندما يكون حارس مرماك الممرر الأول للفريق الخصم، متى سوف تمتلك الكرة إذاً؟ وكيف سوف تصنع هجمات على خصمك؟ هذا الأمر حدث كثيراً وليس في مباراة اليوم فقط، ويمكننا العودة لمباراة إيبار عندما انهزم الفريق بثلاثة نظيفة لنجد كم كرة منحها كورتوا للخصم.

    سر الانتفاضة ؟

    كما هو الحال في حدينا عن الشوط الأول عندما أعطينا أياكس حقه قبل تطرقنا لمشاكل الريال، فإن أياكس هو من منح الفريق الملكي فرصة التقدم والسيطرة في الشوط الثاني بسبب تراجعهم، وهذا طبيعي بحكم المجهود البدني الجبار الذي بذلوه في أول 45 دقيقة، خصوصاً أنه لم يؤتي بثماره في نهاية المطاف وخرج الفريق متعادلاً سلبياً رغم كل الفرص التي صنعوها.

    لكن في الوقت ذاته، شاهدنا تركيز أعلى من ريال مدريد في تبادل الكرة، وتمركز مميز في مناطق أياكس خصوصاً للظهيرين، مما اتاح حامل الكرة خيارات عديدة، ويبدو أن سولاري نبه اللاعبين من نقطة التسرع في التمرير واتخاذ القرار، فكل ما يحتاجه الفريق هو السيطرة على الكرة، ثم ستبدأ الفجوات تظهر في دفاع أياكس المتهالك.

    السبب الثاني يعود إلى خبرة لاعبي ريال مدريد في إدارة مثل هذا النوع من المباريات، فقد واجهوا هذه المواقف في نفس البطولات عدة مرات، وكانوا دائماً يتغلبون على خصمهم ذهنياً، ويصمدون دفاعياً إلى حدٍ ما.

    أما السبب الثالث والاهم برأيي، هو تحرر كريم بنزيما ولوكا مودريتش اللذان فُرض عليهما رقابة لصيقة في الشوط الأول، حيث كانت خطة أياكس الدفاعية تعتمد على منع وصول الكرة لهما بأريحية لأنهما الوحيدان القادران على إيجاد الحلول في بناء الهجمات من العدم، وعندما تحرر هذا الثنائي بسبب عدم قدرة لاعبي أياكس على اللعب بنفس النسق بات الريال يملك الأفضلية في التحكم والسيطرة.

    كذلك يجب الإشادة بالعمل الفردي الرائع الذي قام به فينيسيوس جونيور في لقطة الهدف الأول، والذي يوضح نقطة الذكاء التي تحدثنها بها في الشوط الأول، فبعد أن راوغ لاعبين، حافظ على هدوئه ومرر الكرة لبنزيما الذي تحرك هو الآخر بشكل رائع، ولو كان جاريث بيل بدلاً من البرازيلي الشاب، لحتماً سدد الكرة بشكل سريع ومتهور أو قرر التراجع للخلف.