سولاري يعبث في ريال مدريد بدون منطق .. إيسكو الحل وليس المشكلة

رامي جرادات 13:02 14/01/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كل شخص في العالم يتمسك برأي معين يكون مقتنعاً به تماماً، ويحاول استعراض أدلته وحججه لتبرير موقفه، إما بشكل نظري أو عملي، لكن أحياناً نجد البعض يخالف المنطق ويعاند الجميع رغم أنه لا يملك وجهة نظر بالأساس، هذا تماماً ما ينطبق على سانتاجيو سولاري مدرب ريال مدريد فيما يتعلق بإقصاء إيسكو من التشكيلة الأساسية.

    سولاري خلال 17 مباراة أشرف فيها على تدريب ريال مدريد، لم يعتمد على إيسكو بشكل أساسي سوى في مباراتين فقط، الأولى ضد مليلية في كأس الملك، والثانية أمام سيسكا موسكو في دوري أبطال أوروبا.

    الغريب في الأمر ان ريال مدريد يعاني من عاصفة إصابات في الأسابيع الأخيرة، فقد غاب عن مباراة الأمس امام ريال بيتيس 6 لاعبين هم جاريث بيل، ماركو أسنسيو، ماركوس يورنتي، ماريانو دياز، توني كروس، ولوكاس فاسكيز، بالإضافة إلى إصابة كريم بنزيما أثناء المباراة، ورغم ذلك، لم يشارك إيسكو أساسياً، ولا حتى كبديل.

    القصة كاملة

    عندما استلم سولاري مهمة تدريب الفريق خلفاً لجولين لوبيتيجي، قام مباشرةً بإقصاء إيسكو من التشكيلة الأساسية لأنه كان يعتقد أن اللاعب غير جاهز بدنياً بنسبة 100% كونه عائد من إصابة، أو هذا ما ظنه الجميع، لكن المباريات التي يجلس بها اللاعب على دكة البدلاء بدأت تتوالي، حتى اتضح أن المدرب الأرجنتيني غير مقتنع به أساساً.

    واستفاد سولاري من ردة فعل إيسكو المتهورة باعتراضه على الخروج من التشكيلة الأساسية في مباراة إيبار، لكي يبعده عن المشهد بشكل كامل في مباراة روما ويقصيه من القائمة الرسمية، وبعد أن أشركه في مباراتين تحصيل حاصل، عاد ليجلسه على دكة البدلاء مجدداً، وعندما يتم سؤاله في المؤتمرات الصحفية عن السبب، يجيب بديبلوماسية ويحاول التهرب من ذكر أي سبب مقنع، مؤكداً على أن المسألة مجرد اختيارات فنية.

    يعاند بدون رصيد

    أي مدرب في العالم، عندما يريد استبعاد نجم كبير في فريقه، يجب أن يكون لديه خطة بديلة أنجح، أو على الأقل، يملك رصيد يشفع له عند الجماهير والصحافة واللاعبين، فمثلاً، لم يتجرأ أحد على انتقاد بيب جوارديولا عندما قرر بيع زلاتان إبراهيموفيتش، لأنه ببساطة كان قد حقق سداسية تاريخة، وتبعها بخماسية تاريخية أخرى، كذلك عندما أقصى يايا توريه من التشكيلة الأساسية، قدم بداله سيرجيو بوسكيتس الذي أصبح بعد ذلك واحد من أفضل لاعبي التاريخ بمركزه.

    جوزيه مورينيو المعروف عنه معاداته للنجوم في السنوات الأخيرة، لم يستبعد بول بوجبا من التشكيلة الأساسية إلا بعد جولات عديدة من الخلافات بينهما، ولو أراد السبيشل ون السير على نهج سولاري، لما خاض مارياو بالوتيلي أي دقيقية معه عندما كان يشرف على تدريبه في إنتر ميلان.

    سولاري جاء كمدرب مؤقت بعد أن كان مدرباً للكاستيا، ورغم تحقيقه بعض النتائج الإيجابية في أولى المباريات، إلا أن أداء ريال مدريد كان متواضعاً بها، والحظ وقف بجانه في العديد من المناسبات، بعد ذلك تلقى الفريق هزائم مذلة، وبدأ ينحدر الأداء بشكل أسوأ في كل أسبوع، حتى أن مستوى الفريق مع جولين لوبيتيجي كان أفضل كثيراً من حيث الأداء، وبالتالي، لا يملك سولاري أي رصيد خاص يشفع له عند الجماهير والصحافة، او يجعل اللاعبين يصبرون عليه لأنه مدرباً كبيراً، فهو ليس كذلك، حتى انه لم يظهر أي بوادر حتى الآن تبشر أنه مدرب صاعد يملك المؤهلات ليصبح شيئاً يوماً ما.

    بالإضافة إلى كل هذا، لم يقدم سولاري أي بديل مقنع لإيسكو حتى الآن، سواء من حيث الأفراد أو من حيث الأداء والنتائج، فمستوى ريال مدريد متدني جداً، بوجود إيسكو وبدونه، واللاعبون الذين يفضلهم عليه لم يقدموا شيء يذكر حتى الآن باستثناء فينيسيوس الذي لا لعب بمركز صانع الألعاب من الأساس، فالجميع يعلم أن إيسكو أفضل من فالفيردي وسيبايوس ولوكاس فاسكيز بمراحل، وخلال كل هذا الوقت الذي حصل عليه سولاري لم يثبت العكس.

    السير على خطى زيدان .. بعيد المنال

    الصحافة رأت بسولاري عند وصوله بأنه تكرار لتجربة زين الدين زيدان الناجحة بامتياز، كما انه ألمح بنفسه في عدة مناسبات أنه سيحاول السير على خطى استاذه وزميله السابق، لكن لم تمضى سوى 17 مباراة ليتبخر هذا الحلم سريعاً.

    لكي تكون مثل زيدان، عليك أن تفعل ما يفعله، وليس التخلي عن أهم سلاح كان يستخدمه المدرب الفرنسي وهو الوحدة في غرفة خلع الملابس، فعندما كان زيدان يفضل إيسكو على خاميس رودريجز، لم يمنعه ذلك من منح بعض الفرص للنجم الكولومبي، ولم يقصيه من المشهد بشكل كامل كما يفعل سولاري اليوم، على الرغم من أن اللاعب قام بالاعتراض على قرارات زيزو في أكثر من مناسبة.

    اللاعبون لم يكونوا مثاليون مع زيدان، فقد أظهر أكثر من لاعب اعتراضه على استبداله، منهم كريستيانو رونالدو، خاميس رودريجيز، وإيسكو نفسه، ورغم ذلك، لم يقصي أي منهم لأنه يعي جيداً مدى رغبة نجوم بهذا الحجم باللعب، وكان دائماً يحاول احتواء جميع المشاكل، ثم يتخذ القرارات بعد نهاية الموسم، مثل الاستغناء عن خاميس الذي لم يكن مقتنعاً به.

    سولاري كسر أول قاعدة لزيدان وهي عدم خلق مشاكل مع اللاعبين في منتصف الموسم، فلا يعقل أن لاعب بإمكانيات إيسكو لا يستحق المشاركة في مباراة كأس الملك، مما يؤكد أن المشكلة بين الطرفين شخصية بحتة، ولا علاقة لها بكرة القدم لا من قريب ولا بعيد.

    إيسكو الحل وليس المشكلة

    في الوقت الذي رحل فيه كريستيانو رونالدو، والذي تراجع فيه مردود بعض اللاعبين بسبب التقدم في السن أو لأسباب أخرى، لم يعد يملك ريال مدريد الكثير من اللاعبين الموهوبين والقادرين فعلاً على صناعة الفارق، وسولاري جاء وقضى على أكثر لاعب يمكن أن ينقذ الفريق في هذه المرحلة.

    إيسكو يملك مهارات فردية عالية تجعله قادراً على استغلال أي ثغرة لدى الخصم من اجل ترجيح كفة فريقه، كما يمتاز بأدوار تكتيكية أيضاً، ولو لم يكن كذلك، لما فضله زيدان على جاريث بيل في آخر موسمين، وبالتالي كان يمكن للمدرب سولاري الاستفادة قدر الإمكان من إيسكو بعد أن يستعيد لياقته البدنية، وجعله المحرك الرئيسي للفريق في الثلث الأخير، بدلاً من تحويله إلى مشكلة رئيسية في الفريق قد تتسبب في خروج الفريق خالي الوفاض هذا الموسم بسبب كثرة الجدل التي يحيط بها.