منذ الصيف الماضي، وكانت جميع التوقعات تشير إلى أن ريال مدريد مقبل على موسم صعب جداً، وذلك بسبب رحيل زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو، وعدم تعويضهما بالشكل المطلوب، لكن لم يتوقع أحد أن تكون بداية الموسم كارثية بالشكل الذي وصل إليه الحال قبل بضعة أسابيع.
حتى لحظة إقالة جولين لوبيتيجي، كان وضع ريال مدريد صعب جداً، ولم يكن يظن أحد أن الفريق سوف يستعيد عافيته خصوصاً بعد الهزيمة القاسية بالكلاسيكو، لكن الحال انقلب سرعياً بعد وصول سانتياجو سولاري الذي قاد الفريق لتحقيق 4 انتصارات متتالية أعادت الثقة والهدوء إلى اللاعبين.
والسؤال المهم الآن، هل ريال مدريد انتفض حقاً وبإمكانه الفوز بلقب الليجا هذا الموسم، أم أن الانتصارات الأخيرة كانت مجرد ردة فعل بعد الهزيمة في الكلاسيكو أو لسهولة المنافسين، هذا ما سنحاول الإجابة عليه:-
مركز سادس وهمي
صحيح أن ريال مدريد يقبع في المركز السادس، وهناك 5 فرق تتفوق عليه في سلم الترتيب، لكن جميعنا يعلم أن الفارق ليس كبيراً، حيث يبتعد الريال عن برشلونة المتصدر بفارق 4 نقاط فقط، وهو فارق يمكن تعويضه بسهولة إن واصل الفريق على نفس النهج الذي بدأ عليه مع سانتياجو سولاري، وعلى الأغلب لن ينهي الفريق الملكي عام 2018 بهذا المركز وسوف يصعد للمركز الثاني أو الثالث مع مرور الجولات.
ماذا يحتاج الفريق لكي يحصد اللقب ؟
صحيح أن الفارق ليس كبيراً والفريق بدأ يستعيد عافيته، لكن المشاكل الأساسية في ريال مدريد ما زالت حاضرة، فهناك خلل واضح في الإعداد البدني، وهذا يتضح من كثرة الإصابات، وإن استمر الحال على ما هو عليه بإصابة لاعب تقريباً في كل مباراة، فمن الصعب جداً أن ينافس على لقب الليجا في الموسم الحالي، لاسيما بعد أن خسر الفريق العمق في دكة البدلاء.
يجب أولاً تحسين الجانب البدني لدى اللاعبين، وهو ما يقوم به بالفعل سانتياجو سولاري، فأول قراراته كان إعادة أنتونيو بينتوس مسؤول اللياقة البدنية الذي عمل مع زين الدين زيدان على مدار عامين ونصف، ومن المتوقع أن يتحسن الريال في هذا الجانب مع توالي الأيام.
كذلك يجب على فلورنتينو بيريز تدعيم صفوف الفريق في الميركاتو الشتوي بلاعبين على أقل تقدير، فيمكن التعاقد مع مهاجم يساعد كريم بنزيما المتألق في الفترة الأخيرة، ويضع ضغطاً على جاريث بيل وماركو أسينسيو اللذان يقدمان مستوى سيء للغاية، بالإضافة إلى ضم لاعب خط وسط إن كان الأمر ممكناً، والحديث يدور عن دي يونج الذي بدأ النادي الاهتمام به، والسيولة المالية لن تكون عائقاً لبيريز بحسب ما تؤكده الصحف الإسبانية.
الابتعاد عن المشاكل والتركيز على كرة القدم
عندما يبدأ لاعبو ريال مدريد بالالتفات إلى أمور أخرى بعيدة عن كرة القدم، تظهر المشاكل في أداء الفريق، حيث عانى اللاعبين في الفترة الماضية من محاولة إثبات أنهم بخير بدون رونالدو، واتضح هذا من خلال تصريحاتهم الحادة، وكانت النتيجة عكسية تماماً.
مهمة سولاري الأولى هي محاولة حل أي خلافات من هذا النوع، والسيطرة على السلطة المطلقة التي أصبح يملكها سيرجيو راموس داخل النادي، لأن الأمور حتى الآن يمكن احتوائها، لكن الصحافة باتت تتربص لقائد الريال وتنتظر أي هفوة لكي تزعزع استقرار الفريق.
ومن الأمور الأخرى المطالب سولاري بها هي إرضاء اللاعبين المهمين، فيجب أن يمنح دقائق أكثر لإيسكو في الفترة القادمة لأننا نعلم جيداً أن الفريق سيحتاجه عاجلاً أم أجلاً، كذلك يتوجب عليه محاولة استعادة مستوى بعض اللاعبين وبالأخص جاريث بيل وماركو أسينسيو ورافاييل فاران ولوكا مودريتش.
الخلاصة
يمكننا القول أن الليجا ما زالت في المتناول بالنسبة لريال مدريد، وبالنظر إلى وضع برشلونة المتذبذب أيضاً، فيمكن أن يعود الريال ويحصد اللقب في نهاية الموسم، لكن ذلك مشروط بكل ما تم ذكره سابقاً، فالطريقة التي سيسر بها سانتياجو سولاري واللاعبين خلال الشهرين القادمين سوف تحدد كل شيء.
