بتراجع ريال مدريد وبرشلونة هل نشاهد تنافس رباعي في الدوري الإسباني ؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لم يتوقع عشاق برشلونة وريال مدريد أن تكون انطلاقة الفريقين متشابهة إلى هذا الحد في الموسم الحالي من الدوري الإسباني، فبعد 7 جولات على بداية الليجا نشاهد أن كلا الفريقين يقعان جنباً إلى جنب في قمة ترتيب المسابقة.

    برشلونة هو من فاجأ الجميع بهذه الإنطلاقة المتذبذبة بشكل أكبر من غريمه ريال مدريد باعتبار أنه حامل اللقب ومتمرس على مسابقة الدوري الإسباني، عكس الريال الذي عودنا على تقديم نتائج غير مقنعة في الليجا خلال السنوات الماضية.

    البرسا تعثر أولاً بالتعادل مع جيرونا في كامب نو، ثم خسر أمام متذيل الترتيب ليجانيس خارج الديار، قبل أن يتعادل مع أتلتيك بيلباو في كامب نو أمس، لتكون حصيلته 14 نقطة وهو نفس ما جمعه ريال مدريد لغاية الآن في ظل تعرضه للخسارة أمام إشبيلية في سانشيز بيزخوان وتعادله مع بيلباو خارج الملعب، وأتلتيكو مدريد في البرنابيو.

    هذه الحصيلة المتوسطة والنتائج المتشابهة للفريقين في الجولات السبع الأولى فتحت باب السخرية من جماهير الدوري الإسباني، كما فتحت باب النقاش حول إمكانية مشاهدة منافسة رباعية على لقب الدوري الإسباني.

    إشبيلية يعود للواجهة بعد بدايته المتواضعة

    لو قلت لأي شخص بأن إشبيلية سيكون قريب جداً من ريال مدريد وبرشلونة في صدارة الترتيب قبل 10 أيام فلن يصدقك، المسألة ليست مبالغة فانطلاقة أبناء الأندلس كانت سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث تلقى هزيمتين وتعادل مرة واحدة في أول 4 جولات ليحصد 4 نقاط من أصل 12 نقطة.

    لكن في ظرف أيام قليلة تغير كل شيء، إشبيلية استطاع التفوق على ليفانتي بنتيجة كاسحة 6-2 ثم قدم مباراة للتاريخ ولن تنسَ بسهولة ضد ريال مدريد تفوق فيها بنتيجة 3-0 ، قبل أن يهزم إيبار بنتيجة 3-1 ، ومع تعثر الريال والبرسا استطاع أن يصبح خلفهما بفارق نقطة واحدة فقط.

    تواجد إشبيلية في المركز الثالث حالياً لا يعني شيئاً بلغة كرة القدم، فبطولة الدوري طويلة ولا يمكن الاعتماد على النتائج الحالية للتيقن بمستقبل الفريق، لكن ما يزيد من احتمالية أن يستطيع أبناء الأندلس الدخول كمنافس على اللقب هو وجود بابلو ماتشين على دكة بدلائه.

    ربما يكون اسم بابلو ماتشين مجهولاً للكثيرين في عالم كرة القدم وهذا أمر طبيعي ما دام المدرب يخوض موسمه الثاني فقط في الدوري الإسباني وبطولات المحترفين بشكل عام، لكن ما شاهدناه من المدرب في الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي يوحي بأننا أمام عقل كروي من طراز عالي.

    شاهد أهداف مباراة أشبيلية وريال مدريد 3-0 في الدوري الإسباني

    بابلو ماتشين بدأ مسيرته التدريبية في سن 25 عام مع فريق براعم نومانسيا عام 2000 واستمر مع النادي حتى عام 2013، قبل أن يتولى تدريب جيرونا ليقوده إلى مصاف أندية الدرجة الأولى موسم 17\2018 ، ولم يكتفِ بذلك بل استطاع أن يمنح جيرونا المركز العاشر في جدول ترتيب الموسم الماضي.

    تميز ماتشين ظهر بشكل واضح في مبارياته ضد ريال مدريد، المدرب يملك فلسفة كروية مميزة، فهو يعتمد على السرعة الهائلة في نقل الكرة بالثلث الأخير من ملعب الخصم لاستغلال المساحات بين رباعي خط الدفاع، كما يعتمد على الضغط المتواصل والهائل على حامل الكرة لمنع مفاتيح لعبه من بناء الهجمة بشكل تدريجي.

    مشكلة ماتشين (أو ماشين) الرئيسية تكمن في تدني جودة أداء فريقه دفاعياً، أسلوب اللعب الذي يطبقه يجعل المساحات بين خطوط فريقه الثلاث كبيرة جداً، وفي ظل عدم امتلاكه لاعبين بسرعة كبيرة وقوة بدنية هائلة يصبح من السهل ضربة بالكرات البينية والتمريرات الطويلة والهجمات المرتدة.

    رغم ذلك يبقى العمل الهجومي الذي يقدمه هذا المدرب من ضمن الأفضل والأكثر متعة في الدوري الإسباني، وهو ما قد يمنحه فرصة البقاء على مقربة كبيرة من ريال مدريد وبرشلونة طوال الموسم في حال ابتعد فريقه عن الإصابات والمشاكل الداخلية.

    real

    أتلتيكو مدريد لم يقل كلمته بعد

    على غرار إشبيلية، لم تكن انطلاقة أتلتيكو مدريد جيدة أيضاً، بل أن الكلام عن إمكانية ابتعاده عن برشلونة المتصدر بعدد كبير من النقاط وخروجه بالتالي من المنافسة على اللقب مبكراً كان مطروحاً على الطاولة قبل نحو أسبوعين من الآن، وهو ما تغير بالطبع بعد تعثر البرسا في 3 مباريات متتالية.

    أتلتيكو استطاع تقليص الفارق مع برشلونة وريال مدريد إلى نحو نقطتين، صحيح أنه في المركز الرابع على سلم الترتيب حالياً إلا أن الفارق النقطي يوحي بقدرته على البقاء في دائرة المنافسة على لقب الليجا بكل قوة.

    دييجو سيميوني قائد كتيبة الروخي بلانكوس واجه مشكلتين في الجولات الأولى، أولاً هي عدم قدرة فريقه على الخروج بشباك نظيفة في ظل تراجع قدرتهم على التعامل مع الكرات العرضية بل والهجمات المرتدة للفرق الضعيفة، وثانياً عدم قدرة أنطوان جريزمان ودييجو كوستا على تحويل الفرص لأهداف.

    المشكلة الأولى استطاع سيميوني حلها بنجاح واتضح ذلك بعدم قدرة ريال مدريد على تهديد مرماه بشكل حقيقي في لقاء الديربي أمس، مع خروج فريقه بشباك نظيفة في 3 مباريات متتالية. أمام المشكلة الثانية فحلت جزئياً لكنها عادت للظهور بوضوح أمس في ظل اهدار جريزمان وكوستا حالتي انفراد بمرمى تيبو كورتوا.

    كوستا لم يستطع تسجيل أي هدف في الدوري الإسباني لغاية الآن في 7 مباريات خاضها، فيما سجل جريزمان 3 أهداف، وهي حصيلة سيئة لقلبي الهجوم.

    في حال استطاع جريزمان وكوستا هز الشباك بغزارة في الجولات المقبلة فإن أتلتيكو سيصبح عملة صعبة جداً في الدوري الإسباني، وربما نشاهده يزيح ريال مدريد وبرشلونة عن قمة الترتيب في ظل امتلاكه منظومة دفاعية صلبة وفي ذات الوقت معاناة القطبين الشديدة من ترهل دفاعي على جميع المستويات.

    شاهد غضب أرتورو فيدال من قرار استبداله

    الوقت ما زال مبكراً للحكم على جميع الفرق

    رغم التوقعات المبدئية بأن يكون إشبيلية وأتلتيكو مدريد منافسان على اللقب في الموسم الكروي الحالي بما يضفي المزيد من المتعة على مجريات الدوري الإسباني، إلا أنني مضطر للتأكيد على أن هذه نظرة مبدئية للموسم ولا تعني بالضرورة بأنها ستحقق فعلاً على أرض الواقع.

    كما قلت في الفقرات السابقة، لم يكن يتوقع أحد قبل أسبوعين بأن إشبيلية سيصبح على بعد نقطة من ريال مدريد وبرشلونة بعد إخفاقه بتحقيق أي انتصار في 3 جولات متتالية، وهو ما يترك الباب مفتوحاً على جميع الاحتمالات بأن يستمر الفريق بالتحسن، أو يعود لنزواته.

    لا ننسى أيضاً بأن برشلونة وريال مدريد ربما يتحسنان أكثر في أداء الواجب الدفاعي في المباريات المقبلة وهو ما يؤدي إلى تحسن في نتائجهما وحينها ربما يحقق أي من الفريقين سلسلة انتصارات تجعله في وضعية مريحة على سلم الترتيب، وسبق أن شاهدنا ذلك يحدث في عدة مواسم مثل موسم 15\2016 الذي تلقى خلاله برشلونة بعض الهزائم في الجولات الأولى قبل أن يحقق سلسلة انتصارات جعلته يحسم اللقب نظرياً مع بداية مرحلة الإياب، وهو ما حدث أيضاً موسم 05\2006 وفي عدة مواسم اخرى.

    لذلك لا نستطيع القول بأن المنافسة على لقب الدوري الإسباني ستكون رباعية بنسبة 100% فالوقت ما زال مبكراً على حسم هذه المسألة، لكنني آمل أن يكون هناك احتمالية لحدوث ذلك ولو كانت ضئيلة.