ريال مدريد يبدأ أسبوع الجحيم وتحديد المصير في الدوري الإسباني

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • من الواضح أن موسم ريال مدريد 2018\2019 لا يوجد مجال فيه لالتقاط الأنفاس، فمنذ اليوم الرسمي الأول فيه وجد المدرب جولين لوبيتيجي نفسه في موقف صعب ومعقد بمواجهة الجار أتلتيكو مدريد في كأس السوبر الأوروبي، قبل أن تتوالى المباريات المعقدة على الفريق.

    مواجهة أتلتيكو دقت ناقوس الخطر بالنسبة لجماهير ريال مدريد حول العالم بعد أن سقط فريقهم بنتيجة 2-4 أمام جاره وغريمه اللدود، وهو الخطر الذي عاد ليداهم مخيلة الجميع بعد أن تعثر الريال في أول اختبار حقيقي في الدوري الإسباني من الموسم الحالي حيث سقط بفخ التعادل أمام مضيفه أتلتيك بيلباو على أرضية ملعب سان ماميس.

    مباريات ريال مدريد المعقدة نسبياً تواصلت بمواجهة روما الإيطالي الذي يقدم انطلاقة في غاية السوء، لكن مكانة الذئاب جعلت رجال لوبيتيجي على أهبة الاستعداد للإجهاز عليهم وهو ما تحقق بالفعل في افتتاح دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا وبنتيجة 3-0.

    إلا أن المواجهات المعقدة لريال مدريد لم تتوقف عند هذا الحد، فمن الواضح أنها ستستمر ضمن منافسات الدوري الإسباني حيث سيخوض اللوس بلانكوس لقائي قمة من العيار الثقيل في ظرف 3 أيام فقط.

    إشبيلية في سانشيز بيزخوان ثم أتلتيكو مدريد في سانتياجو برنابيو

    “الداخل مفقود والخارج منه مولود” هذا العنوان الذي يليق بملعب سانشيز بيزخوان معقل إشبيلية، وهو وصف دقيق لا ينطوي على المبالغة، بل أن ريال مدريد هو أكثر من اختبر هذا المعنى ولمس جوهره في السنوات القليلة الماضية.

    إشبيلية دائماً ما يستأسد أمام ريال مدريد في سانشيز بيزخوان، الفريق الأندلسي يتحول إلى قاتل محترف بين جماهيره ويوجه الضربات القاضية لمنافسيه، فخلال السنوات السبع الماضية عانى النادي الملكي الأمرين في هذا المعقل.

    ريال مدريد حقق انتصار وحيد فقط في آخر 7 زيارات لملعب سانشيز بيزخوان معقل إشبيلية في مختلف البطولات منذ عام 2011، منها 6 في الدوري الإسباني وواحدة في كأس ملك إسبانيا، ليس هذا هو المحبط فقط، بل أن الريال تلقى 5 هزائم مع تحقيق تعادل وحيد.

    هذه النتائج توضح بالدليل القاطع بأن مواجهة إشبيلية ليست بالسهلة على ريال مدريد، بل أن الاحتمال الأكبر أن يتعثر فيها، لذلك هو لقاء قمة وتحدي من أعلى طراز بالنسبة للفريق الأبيض.

    أما مواجهة اتلتيكو مدريد فلن يعفي الريال فيها أنه يخوضها في معقله سانتياجو برنابيو، فالروخي بلانكوس اعتاد في السنوات الاخيرة على حصد النقاط في معقل غريمه وجاره ريال مدريد في الدوري الإسباني، بل أن آخر انتصار للفريق الملكي في البرنابيو ضمن مسابقة الدوري الإسباني يعود إلى عام 2012.

    لذلك حينما نقول بأن الأسبوع المقبل “بمثابة الجحيم لريال مدريد في الدوري الإسباني” فذلك يعود إلى أنه الوصف الأدق لما عاناه الريال في السنوات الأخيرة أمام إشبيلية وأتلتيكو مدريد.

    الأداء الدفاعي يزيد الأوضاع تعقيداً بالنسبة لريال مدريد

    رغم كل ما ذكر سابقاً ربما يجد الكثيرون من عشاق ريال مدريد صعوبة في استساغة وصف “الجحيم” بالنسبة لمواجهتي إشبيلية وأتلتيكو مدريد خلال منافسات الدوري الإسباني في ظرف 4 أيام نظراً لمكانة ريال مدريد العظيمة في إسبانيا وخارجها،  لكن حينما نشير إلى الأداء الدفاعي المترهل للريال في الموسم الحالي فحينها يسهل فهم الفكرة.

    نعم، لم يتلقَ ريال مدريد أي هدف في آخر مباراتين خاضهما في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، لكن من تابع اللقاءين يعي تماماً بأن مستوى الريال أضعف مما يظهر في الإحصاءات والأرقام، الفريق يظهر عليه التفكك الدفاعي والعشوائية التامة في التعامل مع الهجمات المرتدة للمنافس، كما يغلب على مدافعيه الرغبة في المساندة الهجومية مما يجعل المنافس في مواجهات 3 لاعبين ضد 1 في بعض الحالات.

    هذه العشوائية التامة في أداء ريال مدريد دفاعياً ستجعل مأموريته أصعب بكثير ضد إشبيلية وأتلتيكو مدريد، رغم أن المنافسين ليسا في أفضل أحوالهما، فانطلاقة أتلتيكو لم تكن جيدة كما هو متوقع بل أن الفريق أهدر 7 نقاط في أول 5 جولات من الليجا، فيما أهدر إشبيلية 8 نقاط لغاية الآن.

    كيف يكون أسبوع تحديد المصير رغم أن الدوري ما زال في بدايته؟

    كما قلت سابقاً، في الاختبار الأول لريال مدريد بالموسم سقط بنتيجة 2-4 ، وفي الاختبار الأول في الدوري تعادل أمام أتلتيك بيلباو، لذلك فإن اللقائين المقبلين يكتسبان أهمية كبيرة ليس من أجل حصد النقاط الثلاث فحسب، بل من أجل اكتساب شخصية الفريق البطل في الدوري خلال الموسم الحالي، وهو تحدي يجب أن يكسبه المدرب جولين لوبيتيجي في انطلاقة الموسم قبل أن تنزلق الأمور لما لا يحمد عقباه.

    نقطياً يبدو الأسبوع مصيري لريال مدريد أيضاً، المسألة تتعلق بغريمه برشلونة الذي سيخوض 3 نزالات متوسطة إلى سهلة نسبياً، الليلة سيستقبل جيرونا، ثم سيواجه ليجانيس في معقله، قبل أن يستقبل أتلتيك بيلباو في كامب نو، وجميعنا نعلم بأن بيلباو ليس بذلك الفريق الخطير خارج الديار مثلما عليه الحال في سان ماميس.

    وليس مستبعداً على الإطلاق أن ينجح برشلونة في الوصول إلى النقطة 21 في بداية الأسبوع المقبل، مما يعني بأن ريال مدريد لو أهدر 4 نقاط على سبيل المثال سيجد نفسه مبتعداً عن البرسا بفارق 6 نقاط في سلم الترتيب.

    حاجة ريال مدريد للبقاء قريباً من البرسا كبيرة جداً في الوقت الحالي، الريال لا يملك شخصية البطل كما هو واضح منذ بداية الموسم الماضي، ولم يتغير الحال في انطلاقة الموسم الحالي، على عكس فريق إرنستو فالفيردي الذي ربما لا يقدم أداءً ممتعاً لكنه يعرف جيداً كيف يحقق الانتصارات.

    لذلك في حال استطاع برشلونة توسيع الفارق إلى 6 نقاط مثلاً في الجولات السبع الأولى من الموسم، فربما يعني ذلك اطلاق أولى الرصاصات على جسد ريال مدريد في الدوري الإسباني، لن تكون رصاصة قاتلة، لكنها ربما ستشل قدرة فريق لوبيتيجي على التطور وتقديم الأفضل لأنه سيدخل دائرة الشك والقلق التي ما أن دخلها الموسم الماضي حتى انزلق نحو القاع.

    نعم هو أسبوع الجحيم اولاً، ثم تحديد المصير ثانياً، وفي حال اجتازه ريال مدريد بنجاح فسوف يكون في وضعية جيدة جداً لخطف الصدارة من برشلونة في الجولات المقبلة.