موقع سبورت 360 – سقط نادي ريال مدريد في فخ التعادل الإيجابي، أمام أتلتيك بيلباو، بهدف في كل شبكة، في اللقاء الذي أجري على أرضية ملعب السان ماميس، مساء اليوم السبت، ضمن فعاليات الجولة الرابعة من مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم.

وإليكم تحليل المباراة..

بشكل عام، أعتقد أن جولين لوبيتيجي استصغر كثيراً من قدرات أتلتيك بيلباو اليوم حينما تخلى عن لاعب الارتكاز في خطته واكتفى بإشراك مودريتش وكروس وبجانبهما داني سيبايوس في خط الوسط مع منح مهام هجومية كبيرة لبقية اللاعبين، بما في ذلك كارفاخال ومارسيلو، وهو ما أعطى مساحات شاسعة للاعبي الفريق الباسكي أثناء الارتداد.. في وضعيات كثيرة شاهدنا أن ثلاثة لاعبين من أصحاب الأرض يتحركون في ظهر مودريتش وكروس، وما إن تصلهم الكرة حتى تُكشف القنوات (المسافات بين الظهير وقلب الدفاع الذي بجانبه) وهو ما أدى بشكل طبيعي لأكثر من هجمة بسبب تلك الوضعية.

من بين أبرز مشاكل ريال مدريد في لقاء اليوم، خاصة في الشوط الأول، هو أن خط وسطه افتقد للنجاعة التي اتسم بها في مباريات سابقة أثناء قيامه بضغط متقدم، هذه النقطة يخف وطؤها بشكل واضح عندما يكون كاسميرو متواجداً وفي مستوى جيد، لأنه دائماً ما يكون في ظهر مودريتش وكروس من أجل قطع الكرات التي تمر منهما، كما أنه يقلل الهوة بين خط الدفاع والوسط، وهي هوة كانت كبيرة جداً اليوم.

المُشكلة تكمن أيضاً في عدد اللاعبين الذين يتراجعون للقيام بالعمل الدفاعي عند فقدان الكرة، فمثلاً اليوم، جاريث بيل، ماركو أسينسيو وكريم بنزيما وحتى لوكا مودريتش، تفرغوا بشكل واضح للشق الهجومي اللهم في بعض اللقطات النادرة، ومع المستوى الدفاعي للأظهرة، فلكم أن تتصوروا المساحات التي ستتاح أمام لاعبي بيلباو الذين ارتدوا بصورة مميزة اليوم.. تلك النقطة اختفت في الشوط الثاني بعد دخول كاسيميرو الذي أعاد التوازن لخط الوسط، ومنح فريقه التفوق البدني في منطقة أم المعارك، إضافة إلى أنه لاعب يعلم جيداً أن المهام الدفاعية هي الجزء الأكبر والأهم من مهامه، ولا ينساق سوى نادراً وراء نزواته الهجومية.

دعونا نتحدث قليلاً عن داني سيبايوس، فالحقيقة أن لوبيتيجي قام بخيار من الصعب جداً تبريره.. شخصياً، دائماً ما أقول لنفسي أني لست أقرب من المدرب إلى لاعبيه حينما أنتقد خياراته على رقعة الميدان، لكن ما الذي يجعل مدرباً يفضل لاعباً غير قوي بدنياً ومتقاعس دفاعياً مثل اللاعب الإسباني الشاب، على لاعب بإمكانه مجاراة أتلتيك بيلباو من ناحية الصراعات الهوائية وحتى الأرضية مثل كاسيميرو؟ سيبايوس قدم اليوم مباراة ضعيفة جداً ولم يقدم شيئاً يذكر، فلم يكن ينظم اللعب ولم يكبد نفسه عناء الوقوف على الكرة حينما يحتاج الفريق لتهدئة اللعب كما تثاقل في البحث عن تلك التمريرة المميزة في العمق أو السريعة عبر الأروقة لاستغلال المساحات في دفاعات بيلباو.. وإن لم يكن كاسيميرو يعاني من مشاكل بدنية، فمن الصعب جداً تبرير خيارات لوبيتيجي.

الآن لنتدرج نحو خط المقدمة.. الواقع يقول إن ريال مدريد عانى الأمرين في التنظيم الهجومي، فالفريق عاش في فوضى عارمة في الثلث الأخير من الملعب ولم تكن أفكاره واضحة أبداً وهو ما سهل من مهمة مدافعي أصحاب الأرض، لوبيتيجي لعب بستة لاعبين لهم نزعة هجومية، لكن دون أن يستطيع العثور على حلول ناجعة، خاصة وأن كريم بنزيما كان سيئاً اليوم رغم ظهور بعض الثغرات بين خطوط الفريق الباسكي.

فكرة لوبيتيجي الهجومية واضحة على الورق، لكنها لم تُطبق بشكل جيد على أرضية الميدان.. فهو يُحاول اللعب بخطوط متقاربة لكن متقدمة، حيث يعمل على تقريب خط الدفاع من لاعبي الوسط الذين يأخذون حرية هجومية أكبر من المعتاد.. اللعب بخطوط متقاربة له ما له هجومياً، لكن عيوبه الدفاعية كثيرة، خاصة أمام الأندية التي تتقن الارتداد وتملك أجنحة مهارية وسريعة، وهو ما حاول بيلباو الاستفادة منه الليلة وقد نجح في ذلك عدة مرات، خاصة في المساحات التي تتواجد خلف مارسيلو.

أخيراً.. أعتقد أن ريال مدريد تطور كثيراً بعد التغييرات التي قام بها لوبيتيجي، وأعتقد كذلك أننا لن نختلف كثيراً إن قلنا أن خط وسط الفريق الملكي هو أهم خطوطه.. دخول كاسميرو أعطى توازناً كبيراً للأبيض المدريدي كما سبق وقلنا، وحرر كروس هجومياً، كما أن مُشاركة إيسكو جعلت الفريق أكثر سلاسة في البناء الهجومي، وهو ما تسبب في تراجع طفيف لأصحاب الأرض في الربع ساعة الأخيرة.