ريال مدريد لن يعوض رونالدو .. مناورة تكتيكية أم حقيقة صادمة؟!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “ريال مدريد يغض النظر عن مجرة النجوم” هكذا أرادت صحيفة ماركا أن تبدأ يومها على واجهة موقعها الالكتروني، الصحيفة المقربة من ريال مدريد فجرت مفاجأة غير متوقعة لجماهير الريال موضحةً عدم وجود أي نية لدى إدارة النادي لتعويض رحيل نجمها الأول كريستيانو رونالدو.

    صحيفة أس لم تكن أكثر رفقاً بـ عشاق ريال مدريد، فهي الأخرى نشرت تقريراً اليوم توضح من خلاله بأن رحيل كيليان مبابي عن باريس سان جيرمان أصبح من المستحيلات، وهو اللاعب المفضل لدى جماهير الريال لتعويض رونالدو.

    ريال مدريد تخلى عن نجمه البرتغالي البالغ من العمر 33 عاماً وخمسة أشهر قبل أيام قليلة مقابل 100 مليون يورو دفعها يوفنتوس الإيطالي، وهو ما يزعج جماهير الريال التي ترى بأن الفريق بحاجة لتعزيز صفوفه بمهاجم أو مهاجمين على سوية عالية خصوصاً مع تدني مستوى كريم بنزيما وتعدد إصابات جاريث بيل.

    تقارير صحف مدريد لا تعني بالضرورة أن هذا ما سيحصل بالصيف لسببين، الأول لأن ليس كل ما تقوله الصحف يحصل، والثاني يتعلق بإدارة ريال مدريد التي ربما تجري مناورة تكتيكية خلال سوق الانتقالات، لكن ماذا لو كانت الأنباء صحيحة ولم يجلب ريال مدريد من يعوض رونالدو؟

    هكذا سيعوض ريال مدريد نجمه رونالدو من داخل الفريق

    لندرس خيارات ريال مدريد في الوقت الحالي بخط الهجوم، الريال يملك جاريث بيل، كريم بنزيما، وبورخا مايورال، ويملك ماركو أسينسيو ولوكاس فاسكيز القادران على شغل مركز الجناح أو المهاجم الثاني، بالإضافة إلى إيسكو ألاركون الذي يستطيع أحياناً اللعب في خط الهجوم.

    لو افترضنا أن ريال مدريد سيضع جاريث بيل كمحور لهجمات الفريق، بحيث ينطلق الويلزي من الجبهة اليسرى نحو العمق تماماً كما يفعل كريستيانو رونالدو، ويتبادل الأدور مع كريم بنزيما، فحينها سيترك الجبهة اليمنى فارغة.

    الجبهة اليمنى ربما يتم شغلها بلوكاس فاسكيز أو ماركو أسينسيو، وربما يتم الاعتماد على بيل وبنزيما سوياً بالعمق ثم الاعتماد على رباعي خط وسط، كاسيميرو ومودريتش وكروس ومعهم أحد الثلاثي، إيسكو أو فاسكيز أو أسينسيو.

    a.espncdn

    الاعتماد على إيسكو مع ثلاثي خط الوسط، وتواجد بيل وبنزيما في المقدمة، يعني توفر لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو على دكة البدلاء، إلى جانب بورخا مايورال، وهي خيارات بديلة أقل جودة بالمجمل لما كان يملكه العام الماضي حيث كان بيل يتواجد على الدكة أيضاً، لكنها تبقى خيارات مقبولة، وستمنح أسينسيو ومايورال القدرة أكثر على المساهمة في مباريات الفريق، وهي عناصر يرغب الريال باستغلالها بشكل أفضل من الموسم الماضي.

    لا ننسى أن هذه الاستراتيجية ستجعل ماتيو كوفاسيتش يقتنع بفكرة البقاء في ريال مدريد، وهو لاعب مميز لا يرغب النادي بخسارته أيضاً، لأنه سيكون البديل الدائم لتوني كروس ولوكا مودريتش، وكلا اللاعبين سيتبادلا معه الأدوار باستمرار في التشكيلة الأساسية، إلى جانب كاسيميرو بالطبع.

    لكن، هل تبدو الأمور على أرض الواقع جيدة كما هي وردية على الورق؟

    ريال مدريد لن يعوض رونالدو .. معضلة الإصابات وتسجيل الأهداف

    نعم، ريال مدريد قادر على سد فراغ رونالدو بما يملكه من لاعبين في الوقت الحالي، بل سيمنحه ذلك فرصة لاستغلال بعض النجوم المميزين جداً والذين لم يستطع استغلالهم الموسم الماضي كما يجب مثل كوفاسيتش وأسينسيو وبدرجة أقل اليافع مايورال، إلا أن هذه الخيارات ربما لن تمنح الريال الفرصة لتحقيق لقب الدوري الإسباني، اللقب الأكثر أهمية للنادي في المواسم الخمس المقبلة.

    لنعد إلى أجواء الموسم الماضي وما قبل الماضي لنقف على المعضلة الرئيسية التي واجهت الريال في الدوري والتي تمثلت في عدم وجود لاعب حاسم قادر على استغلال الفرص السانحة للتسجيل حتى شهر يناير.

    موسم 2016\2017 استطاع خلاله زيدان سد هذا العجز عبر حلين، أولاً الكرات العرضية والثابتة والتي ساهم فيها المدافعون مثل سيرجيو راموس وفاران وكيبلير بيبي، وثانياً لاعبو الدكة وأبرزهم ألفارو موراتا (وبدرجة أقل ماريانو دياز وخاميس رودريجيز) الذي حسم بعض المباريات الهامة عبر أهدافه القاتلة.

    في القسم الثاني من الموسم تحسن مستوى رونالدو وأخذ على عاتقه مسألة حسم المباريات للريال خصوصاً في آخر شهرين من الموسم، وهو ما حدث بالموسم الماضي، لكن الفارق بين الموسم الماضي والذي سبقه أن الريال تراجع بشكل ملحوظ في مسألة استغلال الكرات الركنية والعرضية في القسم الأول من الموسم، كما تخلى عن موراتا مما أفقد زيدان ورقة رابحة هجومياً كانت من أهم أسلحته.

    1521562233_290571_1521562365_noticia_normal

    ما الذي نتج عن هذا كله؟ ما نتج عنه أن الريال خسر لقب الدوري الإسباني في الأسابيع الأولى من الموسم، الفريق لم يكن قادراً على استغلال الفرص السانحة للتسجيل والتي وصلت إلى أرقام فلكية في بعض المباريات.

    هذا الامر يجعلنا نقول بأن الريال بحاجة لمهاجم يسجل الأهداف سواء بقي رونالدو أو رحل، لأن تحقيق لقب الدوري يتطلب أن تكون قادراً على حسم الانتصارات منذ الأسبوع الأول للموسم، وحتى تحقق ذلك فيجب عليك تسجيل الأهداف واستغلال الفرص منذ الأسبوع الأول، لكن رونالدو لم يكن سيفعل ذلك بسبب تقدمه بالسن بل كان سينتظر حتى شهر يناير ليصل لقمة مستواه.

    لذلك فإن الحديث عن تعويض ريال مدريد لرحيل رونالدو بما يملكه من لاعبين أمر غير مفهوم في هذا الجانب، فكريم بنزيما لا يسجل الأهداف وجاريث بيل كثير الإصابات، وكلما تعرض لإصابة إلا واحتاج لوقت طويل حتى يعود لقمة مستواه مرة أخرى، فمن الذي سيمنح الريال النقاط بأقل عدد من الفرص السانحة للتسجيل؟ هذه معضلة كبيرة تؤرق المدرب جولين لوبيتيجي بدون أدنى شك.

    ربما يفكر لوبيتيجي باستغلال إيسكو أو أسينسيو في هذا الجانب، لكن هل قدم أي من اللاعبين أي ضمانات فنية تجعل من الممكن أن يعول عليهما المدرب بل وإدارة النادي لسد هذه الثغرة (أقصد ثغرة عدم تسجيل الأهداف) ؟ حتى الآن لم يظهر أياً منهما هذا الأمر، لذلك من المفترض في عملية التخطيط السليم أن لا يتم الاعتماد عليهما كهداف أو هدافين رئيسيين للفريق.

    فينيسيوس .. الحل أو جزء من الحل

    ربما يكون الشاب اليافع فينيسيوس هو الحل أو جزء منه، فتواجده مع الفريق في الفترة الاستعدادية ربما يقدم بعض الأفكار للمدرب لوبيتيجي لكيفية توزيع الموارد خلال الموسم، فبدلاً من الاعتماد على جاريث بيل في جميع الأسابيع فيستطيع حينها اراحته لعدم تعريضه للإصابات بتوفر حل فينسيوس الإضافي.

    من الجانب الأخر فإن المسألة تستوجب أن يكون اللاعب مستواه فوق العادي والاعتيادي، أي يكون مبهراً لدرجة لا تجعل من قضية الاعتماد عليه الموسم المقبل مغامرة، بل وتحولها لشيء منطقي، وحتى أكون صادقاً فهذا الأمر لا يبدو أنه متوفراً في اللاعب حيث أن أرقامه التهديفية التي حققها بالبرازيل وبنيته الجسدية الهزيلة وحاجته للتأقلم والتطور تجعله أقرب للرحيل على سبيل الإعارة من الاستمرار ضمن صفوف الفريق.

    Lopetegui-Bale-201446947

    ومن قال لكم أن ريال مدريد لن يجلب رأس حربة هداف؟

    هنا مربط الفرس، تقارير صحيفتي ماركا وأس كما قلت في بادئ الأمر لا يعني أنها صحيحة 100%، فيجب الأخذ بعين الاعتبار أن إدارة ريال مدريد تجري بعض المناورات خلال سوق الانتقالات وتعتمد على الأذرع الإعلامية التي تتعاون معها (نتحدث عنها عن صحيفة ماركا بالدرجة الأولى) لتنفيذ ما تريده.

    لنعد بالذاكرة إلى العام الماضي حتى نفهم الفكرة هنا، نادي برشلونة، غريم ريال مدريد، تخلى عن نجمه نيمار دا سيلفا مقابل 220 مليون يورو، وهو ما تطلب منه تعويض البرازيلي بأسرع ما يمكن وبلاعبين بجودة عالية.

    لكن ما الذي حدث مع البرسا حينها؟ صحف سبورت وموندو ديبورتيفو كانت تنشر تقاريراً يومية بل وعلى واجهة الموقع الالكتروني أو الغلاف الورقي لتؤكد بأن عثمان ديمبيلي وفيليب كوتينيو على بعد ساعات قليلة من الانضمام للفريق، كتطمينات للجماهير.

    لكن هذه التطمينات أضرت بالنادي، حيث أن بوروسيا دورتموند غالى كثيراً في مطالبه المالية لدرجة أنه باع اليافع ديمبيلي مقابل 105 مليون يورو يضاف لها 40 مليون يورو كمتغيرات بعد عام واحد من التعاقد معه مقابل 15 مليون يورو فقط! فيما رفض ليفربول بيع لاعبه فيليب كوتينيو مقابل مبلغ يقل عن 160 مليون يورو وهو ما جعل الصفقة تتأخر لستة أشهر إضافية.

    بالظروف العادية كانت صفقة مبابي ستكلف برشلونة 60 مليون يورو كحد أقصى، بينما ستكلفه صفقة كوتينيو مبلغاً يتراوح ما بين 80 – 90 مليون يورو، لكن سوء تعامل إدارة النادي ووسائل الإعلام المقربة منه مع الظروف التي مروا بها جعلت الأندية تغالي في مطالبها.

    ربما إدارة ريال مدريد تحاول أن لا تقع بنفس الفخ عبر نشر هذه الأنباء في الصحف التي تتعاون معها، لتضع الضغط على نادي تشيلسي مثلاً الذي لم يتبقَ في عقد نجمه إيدين هازارد سوى عامين والذي لمح بدوره بأنه يرغب بخوض تجربة جديدة خارج تشيلسي.

    هذا كله من الجانب الأول، أما الجانب الثاني فيتعلق بالتمويه الذي تمارسه ماركا، فهي تحدثت عن مجرة النجوم مثل هازارد ومبابي ونيمار، لكن ماذا عن لاعبين بمواصفات إدينسون كافاني وجونزالو هيجواين؟

    هيجواين سيواجه صعوبات في يوفنتوس مع انتقال رونالدو إلى صفوف الفريق، هو بالأساس لم تكن أوضاعه جيدة بجانب رونالدو في ريال مدريد حينما كان الأخير جناحاً أيسر، فما بالك حينما يتحول لرأس حربة؟ أما كافاني فمن الواضح أنه لا يشعر بالراحة في باريس، ومع تألق مبابي فإنه لن يصبح الرجل الثاني خلف نيمار فحسب، بل سيصبح الرجل الثالث، وربما هذا الأمر سيدفعه عاطفياً للرحيل.

    هيجواين وكافاني يملكان ميزة هامة وهي القدرة الهائلة على التسجيل في المباريات المتوسطة والسهلة، وبما أن معظم مباريات الدوري الإسباني من هذا النوع فإن كلا اللاعبين يكونان مفيدين بشكل كبير للغاية لمنح الريال الإضافة المطلوبة لحسم اللقب المحلي.

    طبعاً هذا لا يعني بأن الريال سيتعاقد مع أي من اللاعبين، خصوصاً هيجواين الذي تبدو عودته للريال معقدة جداً كون فلورنتينو بيريز يرفض غالباً عودة اللاعبين الذين طلبوا الرحيل، لكن بجميع الأحوال يبقى احتمال أن صحف مدريد تركز بحديثها عن مجرة النجوم لتعبيد الطريق أمام صفقات جيدة، لكن مع أسماء أقل نجومية، وارد جداً.

    الأيام المقبلة ستكشف لنا عن المزيد من التفاصيل، خصوصاً أن سوق الانتقالات في إنجلترا سيغلق مع انطلاق الموسم، أي في التاسع من أغسطس المقبل.