الكلاسيكو .. هل ريال مدريد محق في عدم وقوفه بمرر شرفي ؟

رامي جرادات 18:50 04/05/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بات من المعروف لدى الجميع أن الممر الشرفي تكريماً للبطل ليس إلزامياً في الكرة الإسبانية، وهو السبب الرئيسي الذي جعل زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد يحسم موقفه بعدم وقوف لاعبيه بممر شرفي لبرشلونة في مواجهة الكلاسيكو يوم الأحد القادم.

    وفي العادة، يقوم الفريق الذي سيواجه بطل الدوري الإسباني بالوقوف بممر شرفي لتحيته قبل انطلاق المباراة، يحدث ذلك في كل موسم إن تم حسم لقب الليجا قبل الجولة الأخيرة، وقد حدث بالفعل في مباريات الكلاسيكو 3 مرات، مرتان صفق فيها البرسا لغريمه التقليدي، ومرة واحدة حدث العكس عام 1991.

    وبعد أن حسم البرسا لقب الليجا مبكراً، وكون مباراة الكلاسيكو ستكون مجرد تحصيل حاصل لن تغير شيء من موسم الفريقين، يتصدر الممر الشرفي الحديث قبل ساعات من انطلاق المباراة المنتظرة، لاسيما وأن زيزو أعلن بشكل قاطع عن عدم وقوف الريال بممر شرفي، ويبقى السؤال الأهم الآن، هل ريال مدريد محقاً بهذا القرار ؟

    المسألة نسبية .. كيف تنظر لكرة القدم

    بما أنه لا يوجد قانون يفرض الممر الشرفي، فإنه لا يمكن حسم الجدل بشكل نهائي، وقد يختلف الحكم من شخص لآخر على قرار ريال مدريد الذي يبدو جريئاً أكثر من فكرة التصفيق للغريم في الكامب نو نفسهاً.

    وبعيداً عن العاطفة التي تتحكم في جماهير الفريقين غالباً، قد يرى البعض أن الممر الشرفي أمر مهم لزرع فكرة الروح الرياضية في كرة القدم، ويكون صداه أعمق عندما يحدث في مباريات كبيرة وضد خصوم بينها تاريخ طويل من العداء، وذلك على مبدأ أن كرة القدم رياضة تشجع على الأخلاق واحترام المنافس .. والخ.

    بينما ترى فئة أخرى أن فكرة الممر الشرفي بحد ذاتها ليس لها أي أهمية، فهي مجرد تمثيلية يقوم بها فريق معين مجبراً بسبب العرف والثقافة، وخوفاً من الانتقادات التي ستلقاها من الجماهير ووسائل الإعلام في حال خالف هذا العرف السائد، فكما قلنا، بحسب نظرتك لفكرة التنافس في كرة القدم، سوف تحسم موقفك بخصوص الممر الشرفي.

    مشكلة الممر الشرفي في الكلاسيكو .. إهانة وليس تكريم !

    مواجهة الكلاسيكو حالة استثنائية لا تخضع لتقاليد أي مباراة أخرى حول العالم، ليس لشدة العداء التاريخي بين الناديين وحسب، بل للشعبية الجارفة التي تقف خلف هذه المباراة، وللهالة الإعلامية التي تلقاها، ولحجم النجوم الذين يتواجدون على أرض الملعب.

    كما قلنا، المباريات الكبيرة تعمق أكثر فكرة الممر الشرفي وزرع فكرة احترام المنافس وتقديره عندما يستحق في نفوس الأطفال، لكن مشكلة مواجهة الكلاسيكو أنها تتجاوز حد المباراة الكبيرة، هي بطولة بحد ذاتها، وبالتالي فإن الممر الشرف في هذه المواجهة بالأخص يخضع لمعايير مختلفة.

    كم مرة شاهدت مشجع لريال مدريد ينشر صورة لممر شرفي برشلونة في كلاسيكو 2008 عندما وقف به لتحية الريال؟ وكم مرة حدث العكس أيضاً (الممر الشرفي 1991)؟ بالتأكيد آلاف بل ملايين المشجعين يستخدمون هذه الصور لمحاولة التقليل من الطرف الآخر، ومن هنا يمكننا القول أن فكرة الممر الشرفي تفقد جوهرها الرئيسي في الكلاسيكو، فلم تعد نتيجته تكريم البطل، بل أصبح إهانة تاريخية للطرف الآخر لا يمكن محوها، فوقوف ريال بيتيس مثلاً بممر شرفي لبرشلونة أو ريال مدريد يكون الهدف منه تكريم البطل بالفعل، لكن عندما نتحدث عن قطبي الكرة الإسبانية فإن المسألة مختلفة بشكل كامل.

    ومن هذا المنطلق، يمكننا القول أن زيدان محق بالقرار الذي اتخذه، فقد أنقذ لاعبيه من إهانة ستبقى ملتصقة بهم طوال حياتهم، وأنقذ ملايين الجماهير من هذه الغصة، ومن حق برشلونة كذلك أن يرفض الوقوف بممر شرفي إن توج الريال بلقب الليجا مبكراً.

    المسألة أكبر من تجنب الإهانة

    قرار زيدان لم يكن بهدف تجنب إهانة التصفيق للغريم التقليدي في ملعب الكامب نو أمام 90 ألف مشجع كاتالوني وحسب، بل هناك هدف أعمق وهو الحفاظ على تركيز الفريق بهدف الفوز بلقب دوري الأبطال، وهو ما دفعه لحسم موقفه مبكراً قبل مباراة يوفنتوس، وقد ساهمت هذه الكلمات في تهدئة لاعبي ريال مدريد الذين كان ينتابهم التوتر والقلق من فكرة الممر الشرفي في الكلاسيكو، وساعدتهم على الوصول إلى المباراة النهائية.

    ومن المتوقع أن لا يتراجع زيدان عن قراره بعد وصوله إلى نهائي كييف، فالوقوف بممر شرفي في الكلاسيكو قد يهز الفريق نفسياً خصوصاً إن خسر المباراة، وهذه الصدمة سيكون لها تأثير سلبي على أداء الفريق قبل نهائي دوري أبطال أوروبا.

    حجة زيدان .. هل هي مقنعة ؟

    زيدان برر موقف ريال مدريد بعدم التصفيق لبرشلونة بأن الأخير رفض فعل نفس الأمر في كلاسيكو الذهاب بعد تتويج الفريق الملكي بكأس العالم للأندية، وهي في الحقيقة حجة يستخدمها زيزو للتهرب من الممر الشرفي.

    صحيح أن فالنسيا وقف بممر شرفي لريال مدريد بعد الفوز بمونديال الأندية، وهو ما فعله فياريال وريال بيتيس لبرشلونة أيضاً، لكن هناك فرق أخرى رفضت القيام بذلك مثل غرناطة على سبيل المثال الذي رفض الوقوف بممر شرفي للريال في الموسم الماضي، أي أن برشلونة ليس الفريق الوحيد الذي رفض ذلك.

    المباراة التي تلي كأس السوبر الأوروبي، أو كأس العالم للأندية، لا تشهد دائماً ممر شرفي للبطل، بينما لم يحدث هذا الأمر سابقاً مع الفريق الذي يتوج بلقب الدوري الإسباني مبكراً، ويمكن أني يكون ريال مدريد أول من يكسر هذا العرف منذ أكثر من 30 عام.

    ردة فعل وسائل الإعلام هي الأهم

    كما قلنا، زيدان وجد فرصة لكي يتجنب الإهانة للاعبيه متحججاً بما فعله برشلونة في كلاسيكو الذهاب هذا الموسم، لكن حتى الآن، لا نعرف كيف ستكون ردة فعل وسائل الإعلام وكيف ستتفاعل الصحافة بعد مباراة الكلاسيكو عندما لا يقف ريال مدريد ليصفق لبرشلونة.

    ليس من السهل أن تكسر عرف سائد وتقليد ثقافي يطبق من 30 سنة في دولة عريقة كإسبانيا، لكن في الوقت ذاته لا يبدو أن هناك انتقادات لاذعة لقرار زيدان حتى هذه اللحظة، فكل شيء طبيعي إلى الآن، وربما تمضي الأمور دون جدل كبير، لكن هذا ليس مضموناً أيضاً، لأن الصحافة أحياناً تظهر ردة فعلها بعد الحدث وليس قبله، وفي حال تعرض ريال مدريد لهجوم قاسي من وسائل الإعلام بعد الكلاسيكو لعدم الوقوف بممر شرفي، فإن قرار زيدان قد يكون نقمة على الفريق أكثر مما هو نعمة.