تعادل مخيب للآمال بالنسبة لريال مدريد في الديربي ضد أتليتكو كون الفارق مع برشلونة اتسع إلى 10 نقاط بعد انقضاء 12 جولة فقط على بطولة الدوري الإسباني، مباراة استعاد فيها رجال المدرب زين الدين زيدان شيء من قوتهم لكنهم فشلوا في اختراق حصون الروخي بلانكوس في معظم أوقات المباراة.
زيدان بدأ المباراة بتشكيلته المفضلة بالدفع بالثنائي بنزيما ورنالدو في خط الهجوم، وخلفهم إيسكو كصانع ألعاب، وفي محور الوسط تواجد لوكا مودريتش وتوني كروس بحماية البرازيلي كاسيميرو كما جرت العادة.
ريال مدريد سيطر على مجريات الشوط الأول بشكل كامل ووضع الكرة معظم الوقت في مناطق أتلتيكو مدريد، وفي ظل عودة داني كارفاخال واستعادة مارسيلو لمستواه المعهود، قدم الفريق شوط جيد من حيث بناء اللعب والتحكم في سير الأمور، لكن تحركات كريم بنزيما وكريستيانو رونالدو لم تساعد صناع اللعب على الإطلاق.
استعاد ريال مدريد تحضيره المثالي للكرة العرضية كما كان يفعل في الموسم الماضي وبداية الموسم في السوبر الأوروبي والإسباني، حيث كانت تدور الكرة بطريقة مثالية وتصل على الأطراف إلى كارفاخال ومارسيلو أو إيسكو في بعض الأحيان، لكن العرضيات كانت تأتي في القائم الأول دائماً، في حين كان يتمركز رونالدو وبنزيما في القائمة البعيد بمعظم اللقطات، مما جعل مهمة مدافعي أتلتيكو سهلة بإبعاد الكرة.
في النصف ساعة الاولى من الشوط الثاني تراجع ريال مدريد إلى مناطقه وقلل الضغط في الثلث الأخير من الملعب، وذلك يعود لسببين، الأول هو الاحتفاظ بمخزون اللياقة البدنية حتى نهاية المباراة، والثاني كي يسحب أتلتيكو مدريد من مناطقه ويستفيد من المساحات التي لطالما أحسن استغلالها.
إستراتيجية زيدان في الشوط الثاني كانت لتنجح لو كان رونالدو وبنزيما في يومهما، لكن هذا الثنائي لم يفقد حسه التهديفي مؤخراً وحسب، بل فقد أيضاً القدرة على التحرك بشكل صحيح والتمركز في مناطق مناسبة.
على الصعيد الدفاعي قدم ريال مدريد أداء مثالي، وهي أفضل مباراة لدفاع الميرنجي خلال الموسم الحالي، حيث لم ينجح أتلتيكو مدريد من الدخول لمنطقة الجزاء بفرصة حقيقة سوى عند دخول جاميرو بالكرة التي وضعها من فوق كيكو كاسيا وأبعدها فاران قبل أن تدخل المرمى، كذلك هناك فرص أخرى في بداية المباراة لكنها جاءت من خطأ فردي بالتمرير من مارسيلو ثم فاران.
ريال مدريد تحسن كثيراً في مباراة الديربي وأظهر وجهه الحقيقي في خط الوسط، حيث قدم كاسيميرو وتوني كروس وإيسكو أداء مميز جداً، كذلك الأمر بالنسبة لمودريتش لكن على فترات، بينما تتواصل المشكلة الرئيسية بابتعاد رونالدو وبنزيما عن مستواهما المعهود، لدرجة أنهما كانا عبئاً على الفريق في مباراة اليوم، ولو كان زيدان أكثر جرأة ودفع ببورخا مايورال لربما كان الحال أفضل، فمهما كان عديم الخبرة لن يكون أسوأ من هذا الثنائي.
