من المعلوم والمتعارف عليه في كرة القدم أن الحارس قيمته بنصف الفريق، وقد وفق ريال مدريد مؤخراً في حامي عرينه نافاس الذي تألق بشدة في هذا الموسم واضعاً النادي الملكي وإدارته في مأزق محرج، بعد اتفاقها مع الأسباني دي خيا المتوهج هو الآخر في مانشستر؛ ليكون الحارس الأساسي في صفوف القلعة البيضاء في الموسم القادم.

تألق نافاس يدفع العديدين للتساؤل ما حاجة الريال لدي خيا وهو يمتلك حارس استطاع سد فراغ كاسياس بل وقد أداءًا أفضل منه في أعوامه الأخيرة، فهل تكون مكافئته أن يعود للظلال من جديد ويكون بديلاً لآخر لمجرد أنه اسم مشهور وعلامة تجارية أفضل منه؟

لكن أليس من حق النادي الأسباني رعاية مصالحه هو الآخر بتأمين عرينه بحارس شاب ذو شعبية ويلتقي وجوده مع أهداف الإدارة وإستراتيجيتها في الآونة الأخيرة؟ في الحقيقة وبعيداً عن النظرة الرومانسية للأمور فإن لإدارة الريال ثلاثة أسباب تدفعها للمضي قدماً في صفقة دي خيا:

1400x931237-e1416156429226

تأمين المستقبل

الشاب الأسباني أصغر عمراً من نظيره الكوستاريكي، ولديه من الخبرة الكثير بعدما تألق في اسبانيا ويغرد في سماء التألق وحيداً في مانشستر؛ حيث لولاه لكانت أوضاع فريقه أكثر سوءاً مما هي عليه الآن. وفرصة التعاقد معه قد لا تسنح للريال في المستقبل وقد لا يتوافر حارس مثالي للنادي المدريدي مثله، كما أنه يتوق للعودة لأسبانيا لأسباب شخصية وإذا لم ينجح بالانضمام لصفوف مدريد فلن نستبعد انضمامه لبرشلونة أو حتى عودته لصفوف الأتلتيكو، لذلك يتوجب على الريال ضمانه في صفوفهم لتأمين مركز الحراسة لسنوات قادمة وضمان حرمان المنافسين من حارس بهذه الجودة.

دواعي المنافسة

توقيع الريال مع دي خيا لا يعني بالضرورة إهمال نافاس وإلقائه في الظل من جديد، حيث أن ارتفاع سقف المنافسة والتوقعات للأندية الكبرى بمنافستها على كل البطولات جعلت وجود أكثر من حارس ممتاز ضرورة لابد منها. ريال مدريد لديه نافاس لكن حارسه الثاني لا يرقى لمستوى البطولات التي يقاتل عليها كل موسم، ولن يستطيع تعويض الكوستاريكي حال إصابته او إيقافه، أو حتى تحفيزه من أجل تقديم الأفضل حال تراجع مستواه.

De-Gea

الجانب الدعائي

وهذا جانب آخر قد يكون بغيضاً بالنسبة لمشجعي الريال لكنه شر لابد منه. فالتفوق الاقتصادي أضحى ضرورة للاستمرار والنجاح. دي خيا كإسم وعلامة تجارية يتفوق على نظيره نافاس بمراحل. كما أن ارتدائه لقميص الميرنجي سيمهد له الطريق لسحب البساط من أقدام كاسياس في المنتخب، وهذا سيضيف نقاطاً للريال في سجاله مع برشلونة حول عدد ممثليهم في المنتخب الأسباني.

هذه النقاط قد تجعل الريال يحسم أمره ويتغاضى عن أي حرج في مسألة صفقة دي خيا، بجلبه للبرنابيو وتقسيم البطولات بينه وبين نافاس، وإغلاق ملف مركز الحراسة نهائياً حتى حين، هذا بافتراض أن الريال سينجح بالاحتفاظ بكلا الحارسين في صفوفه والتوفيق بينهما.

لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك