كريم بنزيما - ريال مدريد - فيرجيل فان دايك - ليفربول - دوري أبطال أوروبا

سبورت 360 – لم تحدث “الريمونتادا” التي كان يتمناها عشاق ليفربول، بل على العكس، كرر ريال مدريد فوزه في إياب ثمن النهائي، وانتصر بهدف نظيف حمل توقيع المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، ليصعد الفريق الملكي إلى ربع النهائي بمجموع المباراتين (6-2).

ليفربول لم يظهر بالشكل المطلوب، ربما باستثناء الثلث ساعة الأخيرة من عمر الشوط الأول، ما عدا ذلك، كان ريال مدريد الطرف الأفضل في المباراة على الصعيدين الدفاعي والهجومي، واستحق أن يخرج منتصراً من هذه المواجهة.

بينما تعامل ريال مدريد مع المباراة بصراحة شديدة، خصوصاً في الدقائق الأولى، ولم نشعر بتاتاً بأي تراخي نتيجة الانتصار العريض الذي تم تحقيقه في مباراة الذهاب، مما جعل المباراة أكثر صعوبة على ليفربول الذي كان يحتاج لتسجيل ثلاثة أهداف وأن لا يستقبل أي هدف لكي يتعادل فقط.

أنشيلوتي كان موفقاً في تشكيل ريال مدريد

النقطة الأولى والأهم التي يجب الحديث عنها هي التشكيلة التي بدأ بها ريال مدريد المباراة، حيث وضع كارلو أنشيلوتي إدواردو كامافينجا في محور خط الوسط، إلى جانب لوكا مودريتش وتوني كروس، وضحّى بأوريلين تشواميني.

الفكرة وراء الاعتماد على كامافينجا بدلاً من تشواميني هي رغبة أنشيلوتي بالاستحواذ على الكرة بشكل كبير، والخروج تحت الضغط، ورغم أن تشواميني يملك قدرات مميزة لتطبيق هذه الأفكار، لكن كاما أكثر براعة منه في التعامل مع الكرة والانطلاق بها من أجل استغلال المساحات أيضاً.

أضف إلى ذلك أن أنشيلوتي اعتمد على فالفيردي في مركز الجناح الأيمن بدلاً من رودريجو، لأن أراد أن يكون لديه لاعب قادر على صناعة الفارق في الشوط الثاني في حال سارت المباراة بطريقة سيئة، ورغم أنه لم يكن بحاجة لذلك، لكن قراره كان منطقياً ومفهوماً.

ريال مدريد تعلّم من أخطاء الماضي

من شاهد ريال مدريد في أول 25 دقيقة في مباراة اليوم، يدرك جيداً أن الفريق كان متيقظاً جداً لعدم تكرار سيناريو تشيلسي في الموسم الماضي، عندما تلقى هدفاً مبكراً، وكاد أن يودّع البطولة في نهاية المطاف لولا تمريرة لوكا مودريتش العبقرية.

ريال مدريد حاول التسجيل مبكراً، واستحوذ بشكل كبير على الكرة، وهذا الأمر لم يتوقعه ليفربول، أو على الأقل لم يتوقّع هذه الشدة على الصعيدين الفني والبدني، ولذلك شعرنا أن فريق المدرب يورجن كلوب بدأ يدخل بأجواء المباراة متأخراً.

ليفربول لم يلعب على نقاط قوته

بعيداً عن ريال مدريد، ما كان غير مفهوماً هو قرار يورجن كلوب بعدم الاندفاع وممارسة الضغط العالي في الفترة الأولى من المباراة، فهو حاول أن يخدع الريال ويجره إلى مناطقه، ثم يضربه بالهجمات المرتدة السريعة، وبالطبع هذه الفكرة كانت ساذجة، لأن الفريق الملكي لم يكن لديه أي سبب يجعله يغامر بالهجوم بشكل أكثر من اللازم.

نقطة قوة ليفربول التي تميزه عن جميع فرق العالم هي قدرته المهولة على الضغط بشدة عالية وتنظيم رائع، وجميعنا يعلم أن ريال مدريد دائماً يعاني ضد هذه الفرق خصوصاً في البدايات، لكن بعدم استخدام يورجن كلوب لهذا السلاح، جعل المباراة أسهل كثيراً على رجال المدرب كارلو أنشيلوتي.

ليفربول لم يكن لديه ما يخسره، وكان يتوجب عليه التمسك ببصيص الأمل الذي يملكه، بدلاً من محاولة الخروج بنتيجة مشرفة فقط، فهذه ليست عقلية الفرق الكبيرة، خصوصاً أن الفريق سبق وأن تقدم على ريال مدريد بهدفين نظيفين في أول ربع ساعة بمباراة الذهاب، وبالتالي كان يمكنه محاولة تكرار نفس الأمر في لقاء اليوم، مع تجنب الأخطاء التي حدثت لاحقاً.