فينيسيوس جونيور - ريال مدريد - الدوري الإسباني

سبورت 360 – في الواقع، لم تكن هزيمة ريال مدريد ضد فياريال مفاجأة على الإطلاق، فنحن معتادون على معاناة الفريق الملكي في ملعب “لاسيراميكا” بآخر السنوات، كما أن الأداء في مباراة بلد الوليد لم يكن مبشراً بالخير.

ريال مدريد يسقط أمام الغواصات الصفر بهدفين مقابل هدف، في مباراة تفوق فيها الخصم في كل شيء، وظهر فيها فريق المدرب كارلو أنشيلوتي عاجز تماماً على الصعيدين الدفاعي والهجومي، لتزداد الشكوك حول مدى قدرة الريال على المنافسة في مختلف البطولات هذا الموسم.

وهناك عوامل متراكمة أدت إلى خسارة ريال مدريد في مباراة اليوم، وظهوره بهذا الشكل المخيّب للآمال، والتي سوف نستعرضها لكم في هذا التقرير.

فلسفة أنشيلوتي الزائدة في تشكيلة ريال مدريد

لا شيء أسوأ من مدرب يتعمّد تحجيم فريقه، وهذا ما فعله كارلو أنشيلوتي باعتماده على إدير ميليتاو في مركز الظهير الأيمن بدون أي سبب منطقي لذلك، وما زاد الوضع سوءاً، هو الدفع بفيديريكو فالفيردي أمامه كلاعب جناح أيمن.

لو كان لوكاس فاسكيز غير متاح أو ليس جاهزاً على الصعيد البدني، فوقتها يمكن تفهم هذا القرار، لكن النجم الإسباني لم يكن يشكو من أي شيء، وهو معتاد على اللعب بهذا المركز في آخر 3 سنوات، وخاض العديد من المباريات الكبيرة والمهمة في الليجا ودوري أبطال أوروبا.

الغريب في الأمر أن إدير ميليتاو لم يظهر بشكل جيد مع البرازيل في هذا المركز، حتى صلابته الدفاعية كانت معتمدة على منظومة السيليساو وتفوقه على الخصوم في الجودة، وليس لأن اللاعب بارع باللعب في هذا المركز. كما أن إشراك فالفيردي كلاعب جناح على حساب رودريجو، جعل الجبهة اليمنى لريال مدريد عشوائية جداً، حتى لو أن الفريق خلق أكثر من فرصة منها.

تشواميني رائع .. لكنه ليس كاسيميرو

ليس لأن الفريق انهزم اليوم، بل هذا الأمر يمكن ملاحظته منذ بداية الموسم. منظومة ريال مدريد أكثر هشاشة بدون كاسيميرو، بينما تشواميني عاجز تماماً عن تأدية نفس الأدوار التي كان يقوم بها النجم البرازيلي، رغم أنه يتفوق عليه فنياً، ويملك مميزات أعلى من حيث بناء اللعب والفاعلية في الهجوم.

مشكلة ريال مدريد أنه أصبح يعاني دفاعياً من العمق، وهذا أمر لم نشهده في السنوات الماضية مع كاسيميرو، حيث كانت تتركز هشاشة الفريق على الأطراف فقط، بينما الآن الأطراف ازدادت سوءاً، وأضيف إليها مشاكل جديدة في التغطية بالعمق.

خصائص تشواميني لا تؤهله ليكون لاعب ارتكاز وحيد أمام رباعي خط الدفاع، هذا ليس ما يبرع به، وحتى أنه لا يلعب هذا الدور في فرنسا أو حتى في فريقه السابق موناكو، فهو معتاد أن يلعب في محور مزدوج في خط الوسط، وربما يتطور في المستقبل ويكتسب سمات جديدة تجعله قادراً على تأدية هذا الدور، لكن حتى هذه اللحظة، المسألة تحتاج تدخل تكتيكي من المدرب كارلو أنشيلوتي لإعادة هيكلة خط الوسط من جديد.

فيرلاند ميندي .. كارثة كروية تستمر بتدمير ريال مدريد

البعض يحب هذا اللاعب بحجة أنه يمتاز بالصلابة الدفاعية، وربما كان كذلك بالفعل، لكنه الآن لاعب سيء دفاعياً قبل هجومياً، والأهم من هذا كله أنه مرتبك دائماً، والتردد السمة الأبرز التي تظهر عليه عند كل لمسة للكرة.

ريال مدريد كان يمكنه النجاة من هذه المباراة بالسيناريو المعتادة لو حافظ على نظافة شباكه لما بعد الدقيقة 60، لكن فيرلاند ميندي قرر تمرير الكرة بشكل غريب للخصم، وهذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها أخطاء كهذه، الفريق عانى بسببه كثيراً هذا الموسم، وحتى في المواسم الماضية.

غياب الكثافة الهجومية لريال مدريد

لا أفهم لماذا يصر كارلو أنشيلوتي الهجوم بلاعبين فقط، وإن كان جريئاً يضيف لاعب ثالث. من المفترض أن لا تلعب الفرق الكبيرة بهذا الأسلوب، وتحاول منذ الدقيقة الأولى أن تفرض أسلوبها داخل الملعب، وتحاصر الخصم في مناطقه الدفاعية.

أسلوب الاعتماد على سرعة فينيسيوس جونيور وقدرة كريم بنزيما على استلام الكرة بوضعيات صعبة أصبح مملاً جداً من كارلو أنشيلوتي، ويمكن تقبله في مباريات معينة فقط، وليس في جميع المباريات وضد جميع الخصوم.

عندما يهاجم ريال مدريد، لا تشعر أبداً أن هناك عدد كافي من اللاعبين في الثلث الأخير من الملعب لتسجيل هدف، ومنطقة الجزاء دائماً يتواجد بها لاعب واحد فقط، أو لاعبين على الأكثر، وهذا يجعل مهمة الخصم سهلة جداً بالتعامل مع معظم الهجمات.

أنشيلوتي لا يفكّر برفع الرتم وزيادة الكثافة العددية في الأمام إلا عندما يتأخر بالنتيجة، وحتى عندما يفعل ذلك، يقوم بالأمر بعشوائية بحتة، ولا نشهد أي ترابط بين الخطوط، فخط الدفاع يبقى في الخلف بينما لاعبي خط الوسط يتقدمون، مما يجعل الخصم يجد سهولة كبيرة بشن هجمات مرتدة دون أي مضايقة.