سبورت 360 – منذ رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد في صيف 2018، ونحن نشهد أنباء عن إمكانية عودته إلى ملعب سانتياجو برنابيو، خلال كل فترة انتقالات صيفية، والميركاتو الحالي ليس استثناءً بكل تأكيد.
صحيفة التايمز البريطانية أكدت يوم أمس أن رونالدو طلب من مانشستر يونايتد السماح له بالرحيل، لأنه يريد المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا، والتي لم ينجح الفريق في التأهل لها خلال الموسم الماضي.
وخرجت العديد من التقارير الإنجليزية التي تدعي أن رونالدو قريب من الذهاب لتشيلسي، وهناك تقارير أخرى تحدثت عن عودته إلى ريال مدريد، بعد أن فشل النادي الملكي بالتوقيع مع كيليان مبابي وإيرلينج هالاند.
في الواقع، مثل هذه التقارير، لا تجدها سوى في الصحافة الإنجليزية فقط، ونادر جداً أن تبادر صحيفة إسبانية بنشر تقرير كهذا من مصادرها الخاصة، لأنها ببساطة على دراية كاملة أن هذه الصفقة غير قابلة للتحقيق على جميع الأصعدة.
فلورنتينو بيريز كان له العديد من التصريحات في السنوات الماضية بخصوص هذه المسألة، ودائماً ما أكد أن ريال مدريد لا يتطلع أبداً للعودة إلى الماضي، وينظر دائماً للمستقبل. في إشارة إلى عدم وجود أي فرصة للتعاقد مع كريستيانو رونالدو من جديد.
ومن المعروف عن ريال مدريد أنه لا يفكر بشراء لاعب سبق له أن رحل عن النادي بكامل إرادته، وكريستيانو رونالدو لن يكون استثناءً، بل على العكس. رحيل الدون عن النادي لم يتم بطريقة جيدة، وما زال الأمر يشكّل غصة لدى الجميع، وهو سبب كافي يجعل النادي لا يفكر باستعادته، رغم كامل التقدير الذي يحظى به داخل أسوار سانتياجو برنابيو.
في الواقع، لا يوجد أي سبب رياضي أو اقتصادي يدفع ريال مدريد للتعاقد مع الدون، الأمر لا يتعلق فقط بتراجع مستواه قليلاً وتقدمه بالسن، بل يمتد إلى عدم وجود مركز له داخل الفريق، في ظل التألق الملفت لكريم بنزيما وفينيسيوس جونيور، عدا عن وجود إدين هازارد ورودريجو.
والبعض قد يرى أن هذه الفكرة غير سليمة، لأن ريال مدريد كان على وشك التوقيع مع كيليان مبابي، وكان المهاجم الفرنسي سيلعب أساسياً. وفي الحقيقة نعم، لكن هناك فارق كبير أن تتعاقد مع لاعب يبلغ 23 عاماً ويعد الأفضل في جيله، وبين أن تضم لاعب يبلغ 37 عاماً ويضع اللمسات الأخيرة على مسيرته. عدا عن أن مبابي كان قادراً بسهولة أن يندمج مع منظومة بنزيما وفينيسيوس، على عكس رونالدو الذي لم يعد مرناً كالسابق. بسبب انخفاض لياقته البدنية وتغيير أسلوبه باللعب.
وعلى الجانب الاقتصادي، لا يوجد أي سبب يجعل فلورنتينو بيريز يقدم على هذه الخطوة، فرغم نجومية رونالدو المهولة، لكن النادي لن يستفيد من هذه النجومية لأن اللاعب في نهاية مشواره، وبالتالي لن يكون هناك إقبال من الشركات لإبرام عقود رعاية خاصة. كما من غير المتوقع أن تشهد مبيعات القمصان قفزة مهولة بسبب عودته.
ولو نظرنا إلى قائمة أعلى 20 لاعباً أجراً في العالم، لن نجد أي لاعب من ريال مدريد في القائمة. مما يوضح أن بيريز يتبع استراتيجية صارمة في مسألة الرواتب داخل النادي، وبالتالي من المستبعد تماماً أن يتم ضم رونالدو الذي يتحصل على أكثر من 25 مليون يورو سنوياً.
