ناتشو كظهير أيسر .. جريمة أنشيلوتي في ريال مدريد أم تأمين دفاعي؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ناتشو - ريال مدريد - الدوري الإسباني

    سبورت 360 – بعد انطلاقة مرعبة لريال مدريد في الموسم الحالي، تعثر الفريق ضد فياريال يوم السبت الماضي بالتعادل السلبي، خلال المباراة التي أقيمت على ملعب سانتياجو برنابيو، وهي النتيجة التي أعادت الشكوك بمستوى الفريق أولاً، وبخيارات المدرب كارلو أنشيلوتي ثانياً.

    المدرب الإيطالي تعرض لبعض الانتقادات بسبب التشكيلة التي بدأ بها، والأمر لا يتعلق بالأسماء، وإنما بالطريقة التي تم توظيف بها اللاعبين، حيث اعتمد على فيدريكو فالفيردي كظهير أيمن، وناتشو في مركز الظهير الأيسر، بينما لعب ماركو أسينسيو كلاعب خط وسط ثالث أمام لوكا مودريتش وكاسيميرو.

    منظومة ريال مدريد في مباراة فياريال لم تعمل بالشكل المطلوب، على الصعيدين الدفاعي والهجومي، حيث كاد الفريق أن يتلقى أكثر من هدف في الشوط الأول لولا براعة تيبو كورتوا، بينما لم يخلق فرص كافية للتسجيل، وبدأت خطورة الفريق الهجومية تظهر  في الثلث ساعة الاخيرة عندما أجرى كارلو أنشيلوتي بعض التبديلات.

    ريال مدريد سيء جداً هجومياً بوجود ناتشو

    لا تحتاج أن تكون محللاً رياضياً أو خبيراً في علم التكتيك لتلاحظ مدى سوء ناتشو في مركز الظهير الأيسر، على الأقل في الشق الهجومي. والمشكلة الحقيقة أن الأمر لا يتعلق بمستواه الفردي، فهو يقدم المطلوب منه بحسب إمكانياته، لكن الأمر يؤثر بشكل كامل على المنظومة الهجومية.

    ناتشو خاض 3 مباريات كظهير أيسر في الموسم الحالي، وفي المباريات الثلاث عانى ريال مدريد بشكل كبير على الصعيد الهجومي، حيث شارك في هذا المركز ضد إنتر ميلان وفالنسيا وفياريال، الفريق لم يسجل أي هدف باستثناء 3 أهداف في الأوقات القاتلة، كما أنه لم يصنع فرص كافية على المرمى خلال الساعة الأولى من كل مباراة، والأداء لا يتحسن إلى عندما يقوم أنشيلوتي بإجراء تبديلات لتنشيط الخط الهجومي.

    على الجانب الآخر، خاض الظهير الشاب ميجيل جوتيريز 3 مباريات كظهير أيسر، الفريق سجل معه 12 هدفاً، بمعدل 4 أهداف في المباراة الواحدة، وصحيح أنه خاض مباريات أسهل من ناتشو بحكم أن ريال مدريد واجه ريال بيتيس وسيلتا فيجو ومايوركا، لكن هذه الأرقام تبقى مؤشر مهم لتأثير ناتشو وجوتيريز في مركز الظهير الأيسر على أداء الفريق الهجومي.

    ناتشو يحمي ريال مدريد دفاعياً ..ولكن!

    في الحقيقة، سبب اعتماد أنشيلوتي على ناشتو كظهير أيسر الهدف منه هو سد الثغرة التي يعاني منها ريال مدريد دفاعياً، وللأمانة، اللاعب نجح إلى حدٍ كبير بهذه المهمة، حيث لم يستقبل الفريق أي هدف بتواجده في هذا المركز، لكن يجب أن لا ننسى تألق تيبو كورتوا الذي تصدى للعديد من الكرات بشكل استثنائي ضد إنتر ميلان وفالنسيا وفياريال، وبالتالي الفريق لم يكن بالصلابة التي تخدعنا بها الأرقام.

    والسؤاول المهم هنا؛ هل أدوار ناتشو الدفاعية تشفع له أن يلعب في مركز الظهير الأيسر على حساب ميجيل جوتيريز أو أي ظهير آخر؟ بالطبع لا، لأن ريال مدريد يعاني هجومياً من الجبهة اليمنى منذ عدة سنوات، والاعتماد كله ينصب على الجبهة اليسرى، وعندما يلعب ناتشو كظهير أيسر، نجد أن الجبهتين تم تعطيلهم بشكل كامل، ودائماً ما يجد فينيسيوس نفسه معزولاً ومقيداً على الجانب الأيسر، وحتى عندما يتقدم ناتشو لتقديم المساندة، لا يقدم اي إضافة تذكر لأنه لا يجيد العرضيات، ولا المراوغة ولا حتى التمرير العميق. فإما أن يخسر الكرة عندما يقرر المراوغة، أو يعيدها للاعب في الخلف دون الاستفادة من الموقف المثالي الموجود به.

    ما يجب أن يدركه أنشيلوتي هو أن ريال مدريد لا يمكنه التضحية بالجبهة اليمنى واليسرى على الصعيد الهجومي في الوقت نفسه، حتى لو كان ذلك على حساب إشراك ظهير أيسر لا يملك خبرة كبيرة وليس صلباً بالقدر الكافي دفاعياً، لكن من شاهد ميجيل جوتيريز يدرك جيداً أنه يقدم إضافة كبيرة جداً من الناحية الهجومية، ويجعل مهمة فينيسيوس جونيور أسهل كثيراً بالمراوغة والاختراق أو حتى التوغل للعمق.

    ناتشو يخلق مشكلة في أكثر من مركز

    لمن لا يعرف، المركز الأساسي لناتشو في بداية مشواره مع ريال مدريد كان الظهير الأيمن، ليس قلب دفاع ولا ظهير أيسر، وبالتالي المنطقي أن يتم توظيفه في هذا المركز نظراً لإصابة داني كارفاخال وعدم وجود أي معوض له بشكل مباشر.

    بوضع ناتشو على الجبهة اليسرى، اضطر أنشيلوتي ليلعب بفالفيردي في مركز الظهير الأيمن لأنه ليس مقتنعاً بلوكاس فاسكيز في هذا المركز بسبب هفواته الدفاعية، وهذا طبيعي لأنه ليس مركزه من الأساس. مما خلق منظومة مشوهة لريال مدريد ضد فياريال.

    أولاً ريال مدريد خسر خدمات فالفيردي في وسط الميدان، وترك مهمة الضغط في العمق موكلة للوكا مودريتش الذي يبلغ 36 عاماً، الأمر الذي نتج عنه انهيار النجم الكرواتي بدنياً، وعدم الاستفادة من قدراته الكبيرة في عملية بناء الهجمات وإيجاد الحلول.

    أما ثانياً، ريال مدريد خاض المباراة بظهرين لا يلعبان في مركزهما من الأساس، وغير قادران على تقديم أدوار هجومية بالشكل المطلوب، بينما عانى ريال مدريد في وسط الميدان بسبب أدوار ماركو أسينسيو المحدودة دفاعياً، وعدم قدرة لوكا مودريتش على تغطية المساحة التي كان يغطيها فالفيردي في وسط الملعب. وأضف إلى كل هذا إجبار كاسيميرو على التقدم للأمام لكي يخلق الكثافة العددية في العمق.

    هذا كله كان يمكن أن يتم معالجته بسهولة، بحيث يتم وضع كل لاعب في مركزه الطبيعي، ناتشو كظهير أيمن، ميجيل جوتيريز كظهير أيسر، وفالفيردي في وسط الميدان، وبغض النظر عن الرسم التكتيكي الذي يريد كارلو أنشيلوتي أن يلعب به في المباراة.