كريم بنزيما - ريال مدريد - الدوري الإسباني

سبورت 360 – يلعب النجم الفرنسي كريم بنزيما دوراً مؤثراً مع ريال مدريد في الموسم الجاري، حيث سجل العديد من الأهداف الحاسمة مع فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.

مردود بنزيما المميز هذا الموسم جعل النظرة إليه تتغير ولو بعض الشيء خاصةً في ظل الانتقادات التي كانت تطوله دوماً، حيث كان يشار إليه على أنه أحد أبرز مشاكل الفريق، عندما كان يفشل في وضع اسمه على لوح النتيجة في مباريات هامة، مع حرمان النادي من التعاقد مع رأس حربة جديد في ظل وجوده بشكل مستمر في التشكيل الأساسي.

بنزيما رجل المنظومة في عهد رونالدو

الفرنسي كان بعيداً عن التسجيل في مرمى المنافسين خلال فترة تواجد كريستيانو رونالدو بالريال، حيث لعب دوراً تكتيكياً كبيراً في خلق المساحات والفراغات وتهيئة الأمور أمام صاروخ ماديرا بأفضل شكل ممكن للتسجيل.

بنزيما اعتاد على خدمة رونالدو لتسجيل عدد مهول من الأهداف في الميرينجي، من خلال سحب المدافعين نحوه، وترك المساحة لرونالدو ليستغل قدراته المميزة أمام المرمى، وكان كريم يمتاز بقدرته أيضاً على ربط خط الوسط بالهجوم فضلاً عن نزوله في بعض الأوقات لمنتصف الملعب لتسلم الكرة وزيادة الكثافة العددية في مكان تواجد الكرة.

بنزيما بعد رونالدو.. أن تحارب لوحدك

رحل كريستيانو وانضم إلى يوفنتوس الإيطالي، ولم يحرك الميرينجي ساكناً للتعاقد مع بديل له، الفريق الملكي فقد أرقاماً تهديفية ضخمة بخروج رونالدو من عباءة الفريق، وأصبح بنزيما مطالب بذلك بتعويض تلك الأرقام بلعب دور المنقذ.

بنزيما أصبح في هذه الحالة عليه أن يقود هجوم الريال وحده بتسلم الكرات من الثنائي توني كروس ولوكا مودريتش في خط الوسط، ومن ثم نقل الفريق للحالة للهجومية، وفوق كل هذا يبقى المطلوب منه هو الأهم بضرورة معرفة طريق الشباك ليحقق الفريق الانتصار.

بنزيما ومعضلة اهدار الفرص

مشكلة بنزيما أنه عاش بعض الفترات السيئة التي رسخت في ذهن مشجعي ريال مدريد، لدرجة أنه بدأ هناك شعور بأن الفرنسي سيبقى عند المدريديستا حبيساً لفكرة كونه كثير إهدار الفرص، مثلما كان يعاني خاصةً قبل مغادرة رونالدو.

ولا يمكن أن نقلل من الأدوار التي يقدمها بنزيما في ارض الملعب بعد رحيل كريستيانو، ولكن يجب إنصاف اللاعب الذي يفعل كل شيء لمصلحة فريقه في ظل عدم تحرك الإدارة للتعاقد مع الصفقات المطلوبة.

وجود بنزيما المستمر في تشكيلة ريال مدريد جعل الجمهور الأبيض ينتقده بنفسه وأصبح من المكروهين في الفريق، لدرجة أن المدريديستا ظنوا أنه مهما أفسد كريم من أمور، لن يرحل عن الفريق ولن ير الملكي مهاجماً غيره حتى اعتزاله.

وبشكل عام خاض بنزيما مع ريال مدريد 692 مباراة في كل المسابقات، نجح خلالها في تسجيل 336 هدفاً وصنع 166 لزملائه خلال 48481 دقيقة لعب.

وفي الموسم الحالي دون بنزيما 21 هدفاً مع الريال في كل المسابقات خلال 31 مباراة مع صناعة 5 أهداف، وفي الموسم الماضي وضع بصمته في شباك المنافسين 27 مرة خلال 48 مباراة، بينما دون اللاعب 30 هدفاً في 53 مباراة في موسم 2018 -2019.

أما موسم 2017 -2018 فعرف تسجيل الفرنسي أرقاماً كارثية على المستوى التهديفي بتدوين 12 هدفاً وصناعة 11 خلال 47 لقاء، وفي الموسم الذي سبقه “2016-2017” دون اللاعب أيضاً 19 هدفاً في 48 مباراة بكل البطولات، في موسمين كانا الأقل تهديفاً له تزامناً مع مشكلته التي زُج به فيها مع مواطنه ماتيو فالبوينا المتعلقة بالابتزاز الجنسي والتي كانت من ضمن أسباب حرمانه من تمثيل منتخب بلاده.

وكان عدد أهداف بنزيما قبل موسمي فترة الاضمحلال التهديفي له مع ريال مدريد، وبالتحديد في موسم 2015 – 2016 قد بلغت 28 هدفاً في 36 لقاء، وفي الموسم الذي سبقه دون 22 هدفاً في 46 لقاء، وفي موسم 2013 -2014 وقع بنزيما على 24 هدفاً بقميص الريال في كل المسابقات.

بنزيما ليس هدافاً بارعاً ولكن

كريم لا يمكن أن نصفه بالهداف البارع فهو ليس سفاحاً أمام المرمى، يسجل من أنصاف الفرص، ولكن في نفس الوقت يجب أن يأخذ حقه من المدح بسبب ما يقدمه في الميدان ككل.

النظرة إلى بنزيما يجب أن تختلف كلياً، لا ينبغي أن ننظر له كهداف فقط ولكن كقائد للفريق في الثلث الهجومي بالكامل، لاعب لديه قدرة فائقة على ربط خط الوسط بالهجوم، مع تميزه بالقدرة على التحكم في الكرة والتعامل معها بذكاء تحت ضغط الخصم، وما قدمه ضد أتالانتا في آخر مباراة خير دليل على ذلك، عندما مرر اللاعب الكرة بهدوء بين ثلاثة لاعبين في هجمة مرتدة للميرينجي.