سواريز مع سيميوني.. شخصية واحدة وتكتيك يحتاج إلى تعديل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لويس سواريز - برشلونة - الدوري الإسباني

    قرر لويس سواريز إنهاء مسيرته أخيراً مع برشلونة، بعد ضغط النادي الكتالوني من أجل رحيله، ليقترب بشدة من الانتقال إلى أتليتكو مدريد، بعد اتفاق معظم المصادر الإسبانية الموثوقة على عملية التوقيع لمدة موسمين، ليتبقى فقط الإعلان الرسمي ومؤتمر وداعية اللاعب من جانب ناديه وزملائه، بعد مسيرة طويلة بدأت منذ عام 2014 حتى 2020، حقق خلالها لويزتو أهدافاً لا تنسى، وفاز بعدد كبير من البطولات مع الكتلان.

    سواريز الرقم 9 بين برشلونة وأتلتيكو مدريد

    لويس سواريز في المقابل لا خلاف عليه، أحد أفضل المهاجمين في آخر 20 سنة، ويؤكد كثيرون أنه الأميز من بين لاعبي جيله، لكنه مؤخراً أصبح أقل، عامل السن، وزيادة الوزن، وكثرة إصابات الركبة، وعدم القدرة على اللعب بوتيرة ثابتة في الدوري والشامبيونزليج، مما جعله في موضع انتقادات جماهير وإعلام برشلونة.

    سواريز 9 صريح مؤخراً، صحيح أنه يتحرك ويصنع، لكنه أيضاً ليس كالسابق، على مستوى القيام بالشق الدفاعي، الضغط على حامل الكرة، اللعب من لمسة واحدة، العودة إلى الوسط والميل تجاه الأطراف، أي أنه ليس اللاعب الذي تألق مع البارسا في 2015 وما بعدها، وفعل الكثير مع ليفربول في البريمرليج، بالإضافة إلى تألقه رفقة أياكس سابقاً.

    قلت حركة سواريز وضعف مجهوده البدني ودوره الدفاعي، لكنه لا يزال محتفظاً بخاصية التهديف، فالأوروجوياني نجح في تسجيل 21 هدفاً وصناعة 12 خلال 36 مباراة بكل المسابقات مع البارسا في الموسم الماضي، مما يؤكد قدرته على اللعب أساسياً في الفرق الكبيرة، شريطة توافر النظام التكتيكي المناسب لسنه وحالته الحالية.

    أتليتكو مدريد الجديد

    صنع دييجو سيميوني حالة خاصة جداً مع أتليتكو مدريد، حوله من مجرد فريق سيء إلى آخر صعب المراس، وفاز معه بالليجا على حساب برشلونة وريال مدريد في 2014، قبل أن يصل إلى نهائي دوري الأبطال مرتين، ويخسرهم بطريقة درامية أمام الملكي، بالإضافة إلى تتويجه بالدوري الأوروبي، مع خطة لعبه الأشهر 4-4-2 التي لا يغيرها كثيراً، ويحولها في بعض الأحيان إلى 4-3-3 بثنائي من الأجنحة ومهاجم صريح، أو 4-4-1-1، بمهاجم واحد وخلفه لاعب حر.

    يتبع أتليتكو في معظم مبارياته الكثيرة استراتيجية الـ “Underdog” أو المستضعف، وهو شخص أو مجموعة في منافسة ما، عادة في المنافسات الرياضية والأعمال الإبداعية، ويتوقع أن يخسرها الناس. ويُطلق على الفريق أو اللاعب المتوقع فوزه (الكلب المفضل). وفي حالة فوز المستضعف يعتبر ذلك مفاجأة.

    هذا هو التعريف الأقرب لفريق سيميوني حتى بعد الصفقات الأخيرة وزيادة موارده المالية، ومحاولة تحوله إلى نسخة هجومية. لقد خسر كل المواقع التي كان فيها الطرف المرشح والأقوى، وظهر بشكل أقوى كلما كان الطرف الضعيف أو المستضعف، لذلك فاز على ليفربول ذهاباً وإياباً وخسر أمام لايبزيج عندما كان الطرف الأقرب للفوز على الورق.

    لويس سواريز - برشلونة - الدوري الإسباني

    لويس سواريز – برشلونة – الدوري الإسباني

    لويس سواريز مع سيميوني

    سواريز ليس غريباً على طريقة لعبه سيميوني وإستراتيجة الدفاع. بالتأكيد لم يلعب بهذا النسق مع البارسا وليفربول وأياكس، لكنه أحد قادة منتخب أوروجواي الذي ينافس دائماً بأسلوب شبيه، مع المدرب القدير أوسكار تاباريز، الذي يركز باستمرار مع الفريق على إغلاق المساحات، اللعب البدني، القوة الدفاعية، واستغلال أنصاف الفرص عن طريق ثنائية كافاني وسواريز، فيما يعرف بإستراتيجية “المخلب” في إشارة إلى الجانب العنيف والشخصية القوية لهذه المجموعة في معظم البطولات القارية والعالمية.

    شخصية سواريز تناسب فرق سيميوني بشدة، وأسلوب لعب سيميوني يعرفه لويس جيداً مع المنتخب، لذلك سيكون التأقلم سريعاً بين الطرفين، وفي نفس الوقت أهداف سواريز في بطولة الليجا لا تقل بأي حال من الأحوال عن 15 إلى 20 هدفاً في الموسم الواحد. ومع أتليتكو رغم أن الفريق لا يصنع كثيراً، إلا أنه تضرر بوضوح من إضاعة ألفارو موراتا لفرص سهلة بالموسم الماضي، لذلك استبدال موراتا بسواريز سيكون جانباً إيجابياً لا سلبياً، بسبب أفضلية الأوروجوياني على مستوى التهديف، استغلال الفرص، الشخصية الكبيرة، والخبرة العريضة في الملاعب الإسبانية والأوروبية بصفة عامة.

    يبقى فقط مشكلة سواريز الوحيدة في نقص لياقته وضعف دفاعه، لذلك فإن وجوده على رأس تشكيلة أتليتكو لن يكون عامل قوة إذا ترك سيميوني الكرة باستمرار ولعب على المرتدات، لأنه بالتالي سيدافع بـ 9 لاعبين + حارس مرمى، لأن لويس لا يدافع ولا يركض جيداً، مما يجعل الفريق بطيئاً أيضاً في التحولات من الدفاع إلى الهجوم في حال المرتدات.

    لذلك فإن سيميوني سيبذل جهداً كبيراً في إعادة تشكيل سواريز بدنياً، ومحاولة شحن بطارياته بشكل أفضل، بالتدريب المتواصل وحتى تخفيف الوزن بعض الشيء، حتى يناسب كرته الدفاعية وتحولاته السريعة في بعض المباريات، جنباً لجنب مع استفادته من أهدافه وخبرته وشخصيته في جميع المواجهات، خاصة عندما ينافس فرق الليجا التي تترك الكرة للأرجنتيني وتجبره على صناعة الفرص والتسجيل في المساحات الضيقة.