الكرة الإسبانية .. انتهى زمن الاعتماد على فلسفة برشلونة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ملعب كامب نو عام 2016 في وداعية يوهان كرويف

    سبورت 360 – حدثت العديد من التغيرات في الكرة الإسبانية على مدى آخر 4 أو 5 سنوات فقد أصبح الحفاظ على إرث جوارديولا وكرويف الذي خلق ثورة في الكرة الإسبانية والعالمية صعباً.

    خلق نادي برشلونة حالة رائدة في الكرة الحديثة وهيمن بأفكار اللعب الخاصة به على أوروبا على مستوى منظومة وأسلوب اللعب على مدى 10 سنوات تقريبا.

    وانتقل ذلك بالتبعية إلى منتخب إسبانيا الذي عاش أفضل سنواته على مر التاريخ من 2008 إلى 2012 وفاز بثلاثة ألقاب عالمية، إضافة إلى نجاح البارسا في الفوز ببطولتي دوري أبطال أوروبا 2009 و2001 تحت قيادة بيب، ولكن تلك ما تذكره صفحات التاريخ، أما الواقع فمتغير ومتقلب..وهذا ما حدث بفرق الليجا وأساليب اللعب التي تطورت في السنوات الماضية بإسبانيا وخارجها.

    اختلاف الأسلوب..ثم اختلاف النوعية في الليجا

    تشافي هيرنانديز أحد نجوم العصر الذهبي للكرة الإسبانية

    تشافي هيرنانديز أحد نجوم العصر الذهبي للكرة الإسبانية

    منذ أن وصل إنريكي لتدريب برشلونة في 2014 أصبح الاعتماد على أفكار مرنة وأساليب لعب مختلفة لأجل الوصول لمناطق المنافس هو الهدف الأهم وذلك مع تواجد خط الوسط الذهبي المكون من إنييستا وتشافي في آخر أيام مسيرته وذروة تألقه.. وكانت تلك قراءة واضحة منه أن اختلاف الأسلوب نابع من اختلاف النوعية..وعليه أن يكون سباقاً في اكتشاف ذلك الأمر، ولكن عليه استغلال النوعية التي لديه بالكيفية المثلى وحتى آخر رمق.

    لم تعد تلك النوعية من اللاعبين التي تنتجهم أكاديميات الشباب في إسبانيا تملك نفس النوعية والقدرة على تطبيق “خذ الكرة ومررها”، والتعامل مع فكرة الحيازة على الكرة كففكرة أساسية طوال المباراة.

    لم يجد إنريكي ومن بعده تلك النوعية في كاتالونيا، ثم حدث وأن ظهر العجز على إيجاد نفس هذه المواصفات في بقية الأندية الأخرى بالليجا حتى أصبح البارسا يلجأ للاعبين في الخارج.

    وفي نفس الوقت كان نجاح زين الدين زيدان في تحقيق 3 ألقاب أوروبية متتالية مع ريال مدريد عاملاً إضافياً في تعزيز الكرة الإسبانية وقدرتها على التعامل مع اختلاف نوعية اللاعبين الذين يستطيعون تطبيق أفكار الكرة الشاملة التي جلبها كرويف إلى إسبانيا.

    وكان الريال يُعطي درساً عن أن الفوز عن طريق الإقناع ليس الطريق الوحيد لمواصلة نجاحات الكرة الإسبانية، ولكن مع عدم التخلص من التقاليد التي أحدثتها البارسا..وإنما قدرة على التكيف مع العديد من المواقف والحالات أثناء المباريات وخاصة مع اختلاف الظروف من موسم لآخر.

    وعلى صعيد آخر، أصبح تواجد لاعبي برشلونة أقل من الماضي بكثير في تشكيلة المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس إنريكي والذي كان يتحضر للدخول في منافسات كأس الأمم الأوروبية بـ3 لاعبين فقط من البارسا.

    وبالتوازي مع ذلك استمرت أندية عديدة في إنتاج مواهب جديرة بالنظر مثل أتلتيك بلباو وفالنسيا وريال بيتيس.. وهنا ستجد نفسك محاطاً بسؤال: إذا كانت هناك مواهب مثل داني أولمو وفيران توريس وفابيان رويز ورودري.. قادرة على أن تلعب بأسلوب الكرة الشاملة فيمكن مع توفر العناصر الشاملة في فريق واحد أن تتوهج فلسفة برشلونة من جديد سواء في البارسا أو منتخب إسبانيا أو بأي فريق آخر وعلى رأسهم ريال مدريد.

    التحدي القائم في الكرة الإسبانية

    زيدان استلم الشعلة من جوارديولا..ونجح بمسارٍ مختلف

    زيدان استلم الشعلة من جوارديولا..ونجح بمسارٍ مختلف

    وهنا تجد نفسك أمام تحدٍ واضح .. ففي السنوات الماضية التي نجح فيها ريال مدريد أوروبياً وهزم به عمالقة القارة، كان برشلونة ناجحاً مع فالفيردي في الاحتفاظ بلقب الدوري الإسباني لكن دون إمتاع..ومع قدوم سيتيين عاد الأمل من جديد لرؤية “الكرويفيسمو” أو ليالي كرة القدم الجميلة الُمقنعة التي تؤدي لانتصارات محلية وأوروبية.

    وفي الحقيقة فإن برشلونة لم يلجأ في النهاية لكيكي سيتيين إلا عندما تدهورت الأوضاع في غرف الملابس، أي أنهم في الحقيقة لم يفعلوا ذلك بناءاً على مُعطيات تؤكد نجاح سيتيين أو على ثقة في خريجي أكاديمية اللا ماسيا مجدداً.. فالأمر هنا لا يعتمد على فلسفة اللعب فقط، وهو الأمر الذي نجح به زيدان الذي كان ومازال يحظى بتقدير واحترام غرفة الملابس في مدريد،، علاوة على مرونته في التعامل مع ليالي دوري الأبطال بما يتوافق مع أسلوب لعب كل خصم.

    في النهاية فإن كل هذه الإرهاصات تشير إلى أن منتخب إسبانيا قد تغيّر بالتبعية مع اقتراب نهاية مسيرة العديد من النجوم الذين عاصروا مرحلة اكتساح فلسفة الكرة الشاملة لإسبانيا وأوروبا.. وأن الاتحاد الإسباني وجد في إنريكي الشخص المناسب لتلك الفترة، بما يملكه من تنوع تكتيكي وقدرة على الاستفادة من خصائص لاعبيه “أياً كانت” ، وهي تلك المرحلة التي تعد بانتهاء فلسفة برشلونة القديمة.. لكن في نفس الوقت لا تغلق الباب أبداً بوجهها.