زيدان

سبورت 360 – الأمر ليس سهلاً على أي مدرب سيخوض مباراة الكلاسيكو للمرة الأولى في مسيرته التدريبية، وكيكي سيتيين مدرب برشلونة لن يكون استثناءً، خصوصاً أن الفريق ما زال يعاني من بعض المشاكل الهجومية والدفاعية.

ورغم أن سيتيين واجه ريال مدريد من قبل، بل هزمه مرتين وفي سانتياجو برنابيو الذي سيحتضن لقاء يوم غد الأحد، لكن مباراة الكلاسيكو دائماً ما تكون حساباتها مختلفة عن أي لقاء آخر، كما أن حجم الضغط الملقى عليه الآن أعلى بكثير عندما واجه الريال كمدرب لريال بيتيس.

وهناك مشاكل واضحة في الفريقين قد تجعل أي منهما يحقق الفوز اذا استغلها، لكن ريال مدريد يعاني بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، وستكون هذه فرصة ثمينة لكيكي سيتيين ليسجل فوزه الأول بالكلاسيكو، لكن هناك بعض النقاط التي يجب أن يراعيها للخروج بنتيجة إيجابية.

مشاركة أنسو فاتي واستغلال ثغرة ريال مدريد الجديدة

إن كان هناك ثغرة واضحة في دفاع ريال مدريد، فهي الجبهة اليمنى التي يتواجد بها داني كارفاخال، فبعد أن تحسن الوضع على الجبهة المقابلة مع دخول فيرلاند ميندي إلى التشكيلة، تحولت المشاكل إلى الجبهة الأخرى.

داني كارفاخال يقدم موسم كارثي على الصعيد الدفاعي، بالأخص في الشهر الماضي، اللاعب متخبط بالتمركز، ويتم مراوغته بسهولة، كما أن الأعباء الهجومية التي زادت عليه بعد خروج مارسيلو من التشكيلة، ساهمت في انخفاض مستواه بشكل أكبر دفاعياً.

كيكي سيتيين يجب أن يستغل هذه المسألة بشكل جيد، ويلعب بجناح أيسر حقيقي، وهنا نتحدث عن اللاعب الشاب أنسو فاتي، لأن أنتوان جريزمان لا يملك المقومات الفردية لاستغلال تراجع مستوى داني كارفاخال، ولا يجيد المراوغة والاختراق.

مشاركة أنسو فاتي على الجبهة اليسرى لبرشلونة، ستخلق مشاكل عديدة لريال مدريد على الجبهة اليمنى، كما ستحد من تقدم داني كارفاخال وتقديم المساندة الهجومية، وستجعل الريال عموماً حذر جداً خوفاً من ترك المساحات التي قد يستغلها النجم الشاب بسرعته ومهاراته.

راموس وميسي وكورتوا

راموس وميسي وكورتوا

تسريع رتم تدوير الكرة في برشلونة

لاحظنا تطور برشلونة بشكل واضح من حيث الاستحواذ بعد وصول كيكي سيتيين، لكن في الوقت ذاته، كان الاستحواذ سلبياً في الكثير من الأحيان، وبرتم بطيء أيضاً، كما حدث أمام نابولي في آخر مباراة، حيث لم يخلق برشلونة سوى فرصتين أو ثلاثة طوال التسعين دقيقة.

إن حاول برشلونة الاستحواذ بهدف الاستحواذ فقط، حينها سيضع ريال زيدان في الظروف التي يفضلها، محاولة افتكاك الكرة في منتصف الملعب، وشن هجمة مرتدة سريعة قد ينتج عنها هدف أو فرصة خطيرة، خصوصاً إن لعب المدرب الفرنسي بخطة 4-3-3.

ريال مدريد لا يعاني عندما يكون الخصم مستحوذ برتم بطيء، تبدأ معاناته عندما يتم تداول الكرة بين أقدام لاعبي المنافس بشكل سريع، هنا تظهر المساحات، ونشهد تخبطاً في تمركز المدافعين ولاعبي خط الوسط، وهو ما يجب على برشلونة فعله في مباراة الغد.

كيكي سيتيين لا يجب أن يفكر أبداً بكمية الاستحواذ وإنما بنوعيته، فـ55% أمام ريال مدريد برتم سريع، أفضل بمراحل من 70% برتم بطيء، لأن الريال يعرف كيف يرتب صفوفه عندما يبالغ الخصم في بناء الهجمة وتدوير الكرة، وهذه إحدى نقاط قوة الفريق مع زيدان سواء منذ ولايته الأولى.

جوردي ألبا لاعب برشلونة

جوردي ألبا لاعب برشلونة

قرب ليونيل ميسي من منطقة جزاء ريال مدريد

شاهدنا ليونيل ميسي يتراجع كثيراً للخلف لاستلام الكرة والمشاركة في بناء الهجمة منذ وصول سيتيين، أحياناً نجده خلف لاعبي المحور في خط الوسط وبجانب سيرجيو بوسكيتس، ورغم أن هذا يساعد الفريق كثيراً في بناء الهجمات، ويسمح للنجم الأرجنتيني بكشف الملعب وتقديم تمريرات قاتلة في العمق، إلا أن خطورته الفردية تقل كثيراً، ويصبح معرض للتدخلات العنيفة من لاعبي ريال مدريد لأن الكرة بعيدة عن مرماهم، فلن يحصلوا على بطاقات ملونة في الغالب، ولن ينتج عن الخطأ ركلة حرة مباشرة في مكان خطيرة.

كلما كان ليونيل ميسي قريباً من منطقة الجزاء أمام ريال مدريد، كلما كانت فرص برشلونة أكبر للفوز، فعندما يستلم النجم الأرجنتيني الكرة في الثلث الأخير من الملعب بالكلاسيكو، تجد حالة طوارئ في دفاعات الريال، لأن ميسي بات يشكل رعباً لدى لاعبي الفريق الملكي بسبب ما فعله ضدهم خلال مسيرته.

توتر لاعبي الريال ومعاناتهم النفسية والذهنية من استلام ميسي الكرة في مناطق قريبة من المرمى، ينتج عنها مساحات يمكن أن يستغلها الأظهرة أو المهاجمين، كما تصبح مهمة النجم الأرجنتيني بالمراوغة أسهل، لأن لاعب ريال مدريد سيفكر ألف مرة قبل أن يعيقه بخطأ تكتيكي بهذه المنطقة، وسيكون هناك اندفاع كبير نحوه لمنعه من التقدم، وبهذه الظروف يسهل مراوغة اللاعب من ثم تقديم تمريرة حاسمة أو التسديد.