ليونيل ميسي

سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

بات الحديث عن مستقبل نجم برشلونة ليونيل ميسي، مستفحلاً في الآونة الأخيرة، حيث عاشت جماهير البلاوجرانا أوقاتاً عصيبة بعد أن انخرط النجم الأرجنتيني في حالة سجال مع لاعب الفريق السابق وسكرتيره الفني الحالي إريك أبيدال، وهو تصرف ليس بالمعتاد على البولجا.

التلاسن بين أبيدال وميسي، فتح باب الشائعات عن إمكانية رحيل البرغوث الأرجنتيني عن البلاوجرانا، وهو أمر سبق وطُرح في عديد المرات في الماضي، ولكن بدا دوماً كسيناريو مستحيل نظراً للعلاقات الوثيقة التي تجمع الطرفين.

وترى فئة عريضة من المتابعين أن الشيطان دخل في تفاصيل تجديد عقد النجم الأرجنتيني، الذي قرر أن يكون سنوياً ابتداءً من الصيف القادم، حيث يمتلك البولجا حق الرحيل في نهايته دون الرجوع للإدارة، ولكن بشرط إبلاغها قبل شهر من قراره.

وترى نفس الفئة أن ميسي يُخطط بالفعل لشيء ما للانقلاب على الإدارة التي لا تُقدره معنوياً بالشكل المطلوب، وبالتالي فإن البولجا قد يتخذ خطوة غريمه في المستطيل الأخضر كريستيانو رونالدو، سواء بالانضمام إلى باريس سان جيرمان أو حتى بناء شراكة استثنائية مع صاروخ ماديرا في يوفنتوس.

نهاية ميسي مع برشلونة غير قريبة:

الحقيقة أن رحيل ميسي يُعد خياراً غير مطروحاً في الوقت الحالي، فالبرغوث الأرجنتيني رباطاً وثيقاً بالنادي الذي انتشله من رحلة المرض، وأظهر موهبته للعالم كله، ناهيك عن أنه يحصل على أعلى راتب لاعب كرة في العالم، ويعيش كالملوك في قلعة برشلونة.

وبالإضافة إلى هذا، فالنجم الأرجنتيني ليس من هواة الخروج من دائرة راحته مثل كريستيانو رونالدو، بل هو لاعب يحب الاستقرار، وهو ما يظهر جلياً في حياته الشخصية والعائلية، فهو لا يزال مرتبطاً بصديقة طفولته أنتونيلا روكوزو، كما أنه يولي اهتماماً كبيراً لأطفاله في تصريحاته دائماً.

كما أن عودة نيمار دا سيلفا المحتملة في الصيف القادم ستدفع البولجا للبقاء في برشلونة لمواسم أخرى، بغَرضِ التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا قبل أن تميل شمسه نحو الغروب.

كما أن تراجع مستوى البارسا مؤخراً، إضافةً إلى القلق بشأن مستقبل الفريق والحديث المتداول عن نهاية هذا الجيل والحاجة لثورة جديدة، هي أمور تجعل ليونيل ميسي يتريث قليلاً قبل الرحيل عن الفريق الكتالوني.

رحيل ميسي في هذا الوقت الصعب لبرشلونة سيُحسب عليه بكل تأكيد، وسيدعم نظرية من يقولون إن فريقه هو من جعله أسطورة وليس العكس، ولا شك أن البولجا يعلم أن الأساطير يرحلون وفريقهم في القمة، فلاعب مثل زيدان لو رحل بشكل صامت من دون تألق في مونديال 2006 لما كانت له السمعة التي اشتهر بها بعد ذلك.

كما سيبدو ميسي أمام الجماهير كالهارب الذي ترك الفريق مع أول أزمة إدارية، وكل ذلك سيؤثر كثيراً على أسطورته التي صنعها بإنجازاته وأهدافه، مما يعني أن التوقيت الحالي غير مناسب لأي شيء إلا الاستمرار.