فضيحة بارتوميو في برشلونة .. كل ما يهمك عن المصيبة الجديدة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة

    سبورت 360 – إنها النار تحت الرماد، هكذا كانت مسيرة برشلونة رفقة الإدارة الحالية سواء في الموسم الماضي أو الحالي، مع المدير الفني السابق إرنستو فالفيردي، والمدرب الحالي كيكي سيتيين. يفوز الفريق في مباريات عديدة لكنه يخسر في الأوقات الصعبة، نتيجة بعض الأمور الخاصة بقصور في تسيير النواحي الرياضية، أو كبر سن بعض النجوم وانخفاض مستواهم دون دعم حقيقي أو إعادة الهيكلة من جديد، وبالطبع الأخطاء الفنية حاضرة ويجب أن تُذكر، لذلك كان السقوط الكبير مسألة وقت، لا أكثر أو أقل.

    بعد انكسارات برشلونة المتتالية أوروبياً أمام روما وليفربول، الخسارة في السوبر ضد أتليتكو، إقالة فالفيردي وقدوم سيتيين، مع إصابات محورية للثنائي لويس سواريز وعثمان ديمبلي، رفقة التخلي عن خدمات ألينا، توديبو، كارليس بيريز، وقبلهم مالكوم، كل هذه الأمور نذرت بكارثة حقيقية يدفع ثمنها فريق الكرة حالياً، لكن ما زاد الطين بلة تصرفات الإدارة وتصريحات منسوبيها، لتشتعل الأمور أكثر ويصبح النادي الكتالوني على حافة الهاوية.

    بداية الأزمة الجديدة في برشلونة .. كادينا سير تفجر القنبلة

    بدأت الحكاية بعد ادعاء إذاعة “كادينا سير” الإسبانية، وهي بالمناسبة أحد المصادر الموثوقة في إسبانيا، أن إدارة برشلونة تعاقدت مع شركة للترويج والدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي اسمها “E3 ventures”، من أجل تلميع صورة الرئيس جوسيب بارتوميو، والدفاع عنه ضد الاتهامات في الحسابات المختلفة، بالإضافة إلى الهجوم على بعض الشخصيات المرتبطة بالنادي الكتالوني سواء كلاعبين حاليين أو سابقين أو رؤساء أو حتى مرشحين محتملين للرئاسة.

    جوسيب ماريا بارتوميو

    يبدو أن الجزء الأول من عمل شركة الدعاية منطقي وربما مقبولاً، عدد كبير من الأشخاص في الوقت الحالي سواء في السياسة أو الرياضة أو الفن، يتعاقد مع مثل هذه الشركات لتلميع صورته أو نشر أخبار عنه أو تكذيب البعض الآخر.

    وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذا الإتجاه أخلاقياً وفكرياً، فإن السوق يحكم وقواعده من تكتب هذه القوانين، خاصة مع توحش شبكات التواصل الاجتماعي وزيادة عدد المعلقين عبر الصحف والإذاعات والمواقع وخلافها، لكن ما يخص السبب الثاني الخاص بتشويه سمعة البعض سواء كان عدو أو صديق فإن الأمور تبدو مختلفة ومتناقضة وتوحى بمصيبة حقيقية داخل النادي.

    هذا ما حدث فعلاً حينما أكدت “كادينا سير” أن السبب التاني يتعلق بمهاجمة كل من يعترض على سياسة الإدارة الحالية، حتى طال الهجوم عدد كبير من النجوم الحاليين مثل الارجنتيني ليونيل ميسي وزوجته، جيرارد بيكيه. ولم تكتف الشركة بذلك بل هاجمت بيب جوارديولا، المدير الفني الحالي لمان سيتي، خوان لابورتا رئيس برشلونة السابق، وفيكتور فونت المرشح المحتمل في انتخابات 2021.

    إدارة برشلونة تدفع سنوياً مليون دولار لشركة تقوم بالدفاع عن بارتوميو وشركاه، وفي نفس الوقت تهاجم ليونيل ميسي وبيكيه وجوارديولا وتشافي وبويول، أهذا يعقل!؟

    GettyImages-1180124490

    نفي.. ثم رد.. ثم تكذيب.. وأخيراً استسلام وتراجع

    نفت إدارة برشلونة هذه الأخبار في بيان رسمي عاجل، بالتأكيد على عدم وجود أي علاقة من جانب شركة “E3 ventures” بالحسابات والصفحات التي هاجمت وتهاجم رموز الفريق الحالي والسابق، وعدد من المدربين والرؤساء والمرشحين، مع الإشارة إلى أن النادي سيفسخ التعاقد فوراً في حال ثبوت العكس.

    “كادينا سير” لم تسكت بل أثبتت بالأدلة القاطعة وجود اتصال من جانب تلك الشركة بالحسابات التي تهاجم اللاعبين السابقين والحاليين. لم تكتف الإذاعة بالكلام المرسل بل أكدت أن الشركة المزعومة تمتلك بالفعل السيطرة على 6 حسابات على موقع التواصل الاجتماعي (سواء على فيسبوك أو تويتر)، وذكرت أسماء هذه الحسابات بالتفاصيل، مع صور من هجوم الحسابات والصفحات على ميسي وجوارديولا وآخرين.

    يبدو هنا أن إدارة برشلونة بدأت الاستسلام، لتخرج تقارير من داخل النادي تؤكد فسخ التعاقد مع الشركة الأم، بعد ثبوت علاقتها فعلاً مع حسابات تهاجم اللاعبين والرموز، مما يجعل خبر “كادينا سير” صحيحاً من الألف إلى الياء، مع كلمة واضحة من بارتوميو: ” قمنا بإلغاء التعاقد مع الشركة سريعاً، لأننا لا نسعى لتشويه سمعة أي شخص”.

    أسباب تجعل التصديق أقرب من التشكيك

    يمكن القول أن ما حدث يعتبر فضيحة بل كارثة بل وصمة عار في جبين الإدارة الحالية، لأنك إذا كنت لا تعرف الحسابات التي تدفع لها سنوياً 1 مليون يورو فأنت واهم ولا تستحق إدارة مؤسسة صغيرة لا نادي بحجم برشلونة، وفي حال أنك تعلم -هذا هو الأقرب- فنحن أمام جريمة مكتملة الأركان، رئيس نادي بدلاً من الدفاع عن لاعبيه فإنه يهاجمهم وينشر عنهم الشائعات، ويقوم بإثارة الأجواء بينهم وبين الجماهير، لكن ما سر كل ذلك؟ وهل فعلاً يمكن لبارتوميو فعل هذا الجنون؟

    الحقيقة أن الميل إلى التصديق أقرب بمراحل من التشكيك، لعدة أسباب يجب أن تبدأ بتصريحات أبيدال، المدير الرياضي للبارسا، مع صحيفة “سبورت” منذ أيام، والتي تسببت في غضب القائد والنجم ليونيل ميسي، ليقوم بالرد عليه عبر حسابه الرسمي بموقع “إنستجرام”.

    كيكي سيتيين مدرب برشلونة يصافح أبيدال وبارتوميو

     “لم تتم إقالة فالفيردي بسبب سوء النتائج بقدر ما كان قرار الإقالة بسبب مشاكل غرف خلع الملابس، بالطبع لم يكن من السهل أبداً اتخاذ هذا القرار، لكن لم يشعر الكثير من اللاعبين بالرضا عن فالفيردي، وكان هناك لاعبون لا يتدربون بشكل قوي”. كان هذا تصريح المدير الرياضي إيريك أبيدال لصحيفة “سبورت”، بعد نهاية فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، وإصابة ديمبلي وقبله سواريز، مع إكمال الفريق الموسم بثنائي من المهاجمين فقط، وجناح عمره 17 سنة.

    تصريحات أبيدال خرجت لتبرئة نفسه والإدارة من كل ما سبق، وكأنه يقول إن اللاعبين هم مَن أرادوا استمرار المدرب، ثم قرروا إقالته في النهاية، أو بعضهم دون ذكر أسماء، مما يجعل بارتوميو وأبيدال وغيرهم مجرد واجهة، أشخاص تم انتخابهم لأخذ صور في كامب نو، بينما تدير غرفة الملابس النادي من الألف إلى الياء، وهو ما يجعل ميسي ورفاقه في وجه المدفع، أمام الجمهور والمدرجات والإعلام، لأنهم السبب في كل ذلك.

    إدارة برشلونة على المحك منذ العام الماضي، لذلك فإن بارتوميو يمكنه التفكير فعلياً في وضع أكبر قدر ممكن من الأشياء بينه وبين الجماهير وغضبها، أولاً في إصراره على إرنستو فالفيردي ليكون الضحية الوحيدة حتى إجباره على استبداله، وثانياً في نيته الهجوم على بعض اللاعبين الحاليين، لتصدير فكرة أن كل المشاكل سببها غرفة الملابس فقط ونفوذها، دون وضع أي مسؤولية على قراراته وقرارات مساعديه في مجلس الإدارة.

    إذا ربطنا تصريحات أبيدال، مع مقالات الصحافيين المقربين من بارتوميو في “موندو ديبورتيفو” وغيرها، مع تسريبات “كادينا سير” بهجوم بعض الحسابات المحسوبة على الإدارة ضد ميسي وبيكيه وغيرهم، فإن الأمر يمكن تلخيصه بوضوح، في أن مصلحة بارتوميو تكمن في إبعاده عن كل المشاكل الحالية، وجعلها في رقبة اللاعبين الكبار فقط، بل يتضاعف التكتيك الهجومي بالسخرية منهم وإثارة الجماهير عليهم بواسطة الصفحات التابعة لشركة الدعاية التي تتقاضى مليون دولار من أجل ذلك.

    من ناحية عملية بحتة، نفى بارتوميو أخبار كادينا سير جملة وتفصيلاً، ثم عاد واعترف بجزء منها في علاقة الشركة بالحسابات التي تهاجم اللاعبين، ثم انتهى الأمر بفسخ التعاقد معهم، واجتماع مع النجوم الكبار وقادة الفريق داخل غرفة الملابس، لكن هل فعلاً وقفت القصة عند هذا الحد؟د

    جيرارد بيكيه

    الدمية.. رسالة بيكيه إلى من يهمه الأمر

    رد جيرارد بيكيه على مارسال لورنتي، أحد الصحافيين المحسوبين على إدارة بارتوميو بكلمة “دمية” على حساب “تويتر”، في إشارة منه إلى أنه وغيره يتبعون بارتوميو في إطلاق الهجوم على بعض اللاعبين والمدربين، سواء عبر تغريدات تويتر أو مقالاتهم اليومية والأسبوعية في صحف إسبانيا وكتالونيا.

    حديث بيكيه وقبله تصريحات ميسي ضد أبيدال، كلها تؤكد أن غرفة الملابس غير راضية بالمرة عن تصرفات رئيس النادي ومساعديه، مما يعني وجود حرب خفية بين الجانبين أصبحت على المكشوف، لأن حيلة بارتوميو في إبعاد الهجوم عنه وإلصاق كل شيء باللاعبين فقط، بعد إقالة فالفيردي، لم تعد ناجحة، خاصة بعد تسريبات “كادينا سير” وتأكيدها أن جزء كبير من هذه الأخبار والشائعات والقصص مجرد كذب وتدليس مدفوع الأجر سنوياً، من جانب إدارة البارسا.

    يبدو الوضع أقرب إلى انتخابات مبكرة في نهاية الموسم، خاصة أن حال فريق الكرة لا يسر عدو ولا حبيب، بسبب كثرة الإصابات والغيابات، انخفاض مستوى النجوم، توتر الأجواء، وتغيير المدرب في نصف الموسم، أي أن الخروج بدون لقب هو الخيار الأقرب عملياً وواقعياً، مما يقودنا بدون شك إلى استقالة مؤكدة لجوسيب بارتوميو، وإجراء انتخابات مبكرة في صيف 2020 بدلاً من 2021 كما كان مقرراً.

    في “أصداء السيرة الذاتية” للأديب المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ، سئل الشيخ عبد ربه التائه، كيف تنتهى المحنة التى نعانيها؟ فأجاب، إن خرجنا سالمين فهى الرحمة، و إن خرجنا هالكين فهو العدل”، وإذا أعدت نفس السؤال على أحد المشجعين القدامى للنادي الكاتلوني، ممن فهموا القصة من البدايات وتوقعوا كل الفشل، سيقول بكل تأكيد على طريقة الشيخ،

    إن خرج البارسا سالماً من كل هذا التخبط فهي الرحمة، وإن خرج هالكاً كالمتوقع، فهو العدل، لا محالة!