سبورت 360 – سقط برشلونة أمام مضيفه أتلتيك بيلباو، بهدف دون رد، في اللقاء الذي جمعهما مساء اليوم الخميس، في ختام منافسات الدور ربع النهائي بمسابقة كأس ملك إسبانيا، ليُودع البلاوجرانا البطولة ويتأهل الفريق الباسكي لنصف النهائي.

وجاءت هذه الخسارة لتُؤزم وضعية برشلونة، الذي يُعاني من عدة مشاكل داخلية، إضافة إلى إصابة لويس سواريز وعثمان ديمبيلي وغيابهما عن الملاعب لنهاية الموسم.

وإليكم تحليل انتصار بيلباو على برشلونة:

دخل كيكي سيتيين بنفس التشكيلة التي لعب بها أمام ليفانتي، باستثناء تعديل وحيد، ويتعلق الأمر بإشراك سيرجي روبيرتو كجناح أيمن بدلاً من أنطوان جريزمان.

وقدم برشلونة مردوداً جيداً في اللقاء، ولكن الأداء لم يرتق لطموحات جماهيره، حيث ساد البطء في التحركات، والانتشار السيئ للاعبي البارسا في أغلب فترات الشوط الأول، الذي قدم فيه أتلتيك بيلباو مستويات جيدة دفاعياً وهجومياً.

ورغم الضغط العالي من لاعبي برشلونة، كان التكاتف الدفاعي لأتلتيك بيلباو مميزاً مع إفساد محاولات هجوم البارسا، والخروج بالكرة من الدفاع للوسط بسلاسة شديدة، وصاحَب ذلك الانتشار الجيد في أرض الملعب.

وافتقد وسط الملعب لخدمات أرتور، الذي يملك القدرة على الاحتفاظ بالكرة، وصناعة اللعب تحت الضغط، والعكس صحيح، فقد اختفى راكيتيتش المنوط به تقديم الزيادة الهجومية، بينما عانى الفريق من تمريرات تير شتيجن الخاطئة والتي كادت أن تمنح التقدم لأصحاب الأرض في الشوط الأول.

برشلونة-بلباو

وبوجود سيرجيو روبيرتو تقلص دور نيلسون سيميدو في الانطلاق على الجبهة اليمنى، بينما ظهرت الخطورة في الطرف الأيسر عن طريق أنسو فاتي الذي لم يستغل بعض الفرص التي أتيحت له.

وافتقد برشلونة اليوم لرأس حربة صريح، ليس فقط لتسجيل الأهداف، وإنما لاستقبال الكرات الطولية من الحارس تير شتيجن، في ظل الضغط العالي الذي مارسه أتلتيك بيلباو على الفريق الكتالوني في الشوط الأول تحديداً.

وفي الشوط الثاني، نفذ لاعبو برشلونة تعليمات كيكي سيتيين الدفاعية، بصورة واضحة، لا سيما في الهجمات المرتدة لأتلتيك بيلباو، إذ كان يعود 7 لاعبين إلى الخطوط الخلفية، بسرعة كبيرة، خوفاً من أي فرص خطيرة، وهو ما قيّد أصحاب الأرض هجومياً.

وبعد دخول أرتور ميلو بدلاً من إيفان راكيتيتش، أصبح خط الوسط أكثر نشاطاً، وبدأت تظهر خطورة برشلونة بشكل أكبر، حيث كان النجم البرازيلي وراء هجمتي أنطوان جريزمان وليونيل ميسي المُهدرتين.

واستناداً على أداء برشلونة في الشوط الثاني، فيُمكن التأكيد على أن الفريق الكتالوني استحق الفوز، لكن رعونة لاعبيه حالت دون ذلك، ولا يمكن إغفال دور حارس أتلتيك بيلباو في المباراة، الذي تصدى لعدة فرص ومن بينها كرة ليونيل ميسي.

ويُمكن القول إن نظام البطولة في هذا الموسم، يصب في صالح الأندية الصغيرة والمتوسطة، ولذلك شاهدنا عدة مفاجآت في الأدوار الأولى، وهو أمر لم يكن يتكرر كثيراً في المواسم الماضية، عندما كانت جميع المراحل تُلعب بنظام الذهاب والإياب.

ومن جهة أخرى، يمكن أن تعود هذه الخسارة بالنفع على البارسا، حيث سيُركز الفريق على الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، خاصةً وأن أسلوب كيكي سيتيين يحتاج إلى لياقة بدنية عالية جداً لعدم الانهيار في الدقائق الأخيرة، ناهيك عن أن الخيارات البشرية باتت محدودة أمام المدرب الجديد، في ظل إصابة لويس سواريز وديمبيلي والاستغناء عن عدة لاعبين في الميركاتو.