حتى لا يتحول استحواذ كيكي إلى لعب سلبي.. مشاكل برشلونة وكيفية حلها

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كيكي سيتيين مدرب برشلونة

    سبورت 360 – يُعرف كيكي سيتيين باللعب الهجومي واتباع فلسفة يوهان كرويف، وله مزايا عديدة في اللعب الهجومي والمبادرة، لكنه مندفع خططياً بعض الشيء. يظهر ذلك بوضوح من خلال الأرقام السيئة لدفاع بيتيس تحت قيادته. ومع ضعف دفاع برشلونة هذا الموسم، فإن المعضلة لن تنتهي دون إضافة تعاقدات جديدة في هذا المكان، بالإضافة إلى قلة نسبة الأهداف المتوقعة لفرق سيتيين، خاصة ريال بيتيس في الموسم الماضي، حيث سجل الفريق 32 هدف فقط من لعب مفتوح، مما يجعل الوضع صعباً بعض الشيء، على سبيل تحول الاستحواذ إلى نسخة إيجابية.


    ظهر برشلونة بشكل ضعيف للغاية خلال الشوط الأول في الميستايا أمام فالنسيا في الدوري الإسباني. الاستحواذ مجرد أداة لا فلسفة ولا حتى إستراتيجية، لذلك فإن استخدامه يعتبر وسيلة للوصول إلى هدف أكبر، لا غاية كما يعتقد البعض. كيكي نفسه يعرف ذلك ويفترض أن يبني استحواذه لأهداف أخرى، لا مجرد السيطرة وتناقل الكرات من دون فعالية.

    خطة لعب 3-5-2 وأسلوب كيكي سيتيين يعتمدان على الكثافة والسيطرة في منطقة الوسط، من أجل خلق الفراغات في وبين الخطوط، ونقل اللعب من العمق إلى الطرف أو العكس، بحثاً عن اللاعب الحر الهارب من الرقابة، الذي يعرف تكتيكياً بالـ 3rd Man.

    لم يصنع البارسا أي فرصة بالشوط الأول، وتحول الاستحواذ إلى نسخة سلبية واضحة، لعدم خلق التفوق النوعي والعددي خلف خطوط ضغط فالنسيا، لعدة أسباب أهمهما: لا يوجد جناح أيمن قوي في 1 ضد 1، أنسو فاتي لاعب خطورته تكمن داخل الصندوق في ترجمة الفرص إلى أهداف، حتى قوته على اليسار عندما يقطع ويسدد مباشرة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد لاعب وسط قادر على القطع من الثبات للصندوق، مع نقص لياقة أرثور وسوء مستوى دي يونج في الميستايا، مما جعل وسط برشلونة يظهر وكأنه على خط واحد، ثلاثي خلف الكرة لا أمامها.

    messi 11

    عاد ميسي كثيرا للوسط رغم وجود 3 لاعبين في هذا المكان، مما جعل العمق الهجومي ضعيفاً، خاصة مع إصابة سواريز وعدم تأقلم جريزمان بعد في المركز 9. نتيجة لذلك ظهرت عدة لقطات يتواجد فيها ميسي، دي يونج، بوسكيتس، أرثور في منطقة واحدة، مع صعوبة فتح الملعب طرفياً لضعف أنسو فاتي في المراوغة، وسوء تصرف جوردي ألبا في بعض الكرات، بالإضافة إلى عدم وجود جناح أمامه لسحب الظهير المقابل، والسماح له بعمل “الأوفرلاب”، جنبا لجنب مع عدم فهم جريزمان لمركزه الحالي، كنصف مهاجم ونصف جناح بالشكل المطلوب.

    دفاعياً، عانى الفريق بشدة من سلاح اللعب بثلاثي الخلف. الهدف الثاني على سبيل المثال، روبرتو ترك موقعه كمدافع ثالث للتغطية، لكن أنسو فاتي “الجناح الأيمن” لم يعد للتغطية مكانه، مما سمح لجوميز بالاستلام والتسديد، جنباً لجنب مع خطأ أومتيتي في الرقابة خلال موقف 1 ضد 1.

    يحتاج أسلوب اللعب التموضعي القائم على الدفاع المتقدم إلى فرديات قوية في الشق الخلفي، بالإضافة إلى سرعة ارتداد لاعبي الأطراف من دون الكرة، جنباً لجنب مع لاعبي الارتكاز، وهذا لم يكن متاحاً مع البارسا، أولاً لضعف الجانب البدني نتيجة نقص التدريبات مع المدرب السابق فالفيردي، بالإضافة إلى نقص خبرة الشاب أنسو فاتي وعدم فهمه لأبجديات مركزه الجديد حتى الآن، جنباً لجنب مع انهيار مستوى بعض الأسماء الكبيرة مثل بوسكيتس، بيكيه، وجوردي ألبا بالفترة الماضية.

    رغم السلبيات العديدة التي واجهها سيتيين مع برشلونة أمام فالنسيا، إلا أن أداء الفريق تحسن في الشوط الثاني بفضل التعديلات التكتيكية التي تمت، وكان من الممكن إحراز التعادل في أكثر من فرصة، قبل الهدف الثاني الذي أنهى كل شيء. يقول الصحافي المعروف جيليم بالاجي، “في الشوط الثاني كان هناك عمق وحركة وفرص للبارسا ليس لميسي فقط، وأيضا لغيره من اللاعبين، كان يجب ان يكون البارسا اكثر ثباتا من على الاطراف، ولكن هذا بسبب أنه يلعب مع 3 لاعبين في الخلف”.

    كيكي سيتيين نفسه اعترف بعد الخسارة بأن الفريق كان سيئاً في الشوط الأول، مع وجود قدر من سوء التقدير والفهم بين الجهاز الفني واللاعبين في شرح الخطة وإيضاح الأخطاء، وهذا أمر طبيعي لأنها ثالث مباراة له فقط في أقل من أسبوعين. في الشوط الثاني تحسن الفريق فعلياً خاصة مع دخول فيدال، وصعود دي يونج خطوات للأمام -رغم سوء حالته الفنية بالمباراة- مما جعل هناك تنوعاً في صناعة الفرص، وسرعة أكبر في نقل الهجمة من الوسط إلى الثلث الأخير.

    نجح فيدال في ملأ الفراغ الذي تركه سواريز، يتحرك باستمرار من العمق إلى قلب منطقة الجزاء، لعب جريزمان كنصف جناح ونصف رأس حربة، لتزيد المساحات أمام ألبا وفاتي على الأطراف، ويحصل ميسي على أكثر من فرصة في أماكن مناسبة للتسجيل، بالقرب من مرمى فالنسيا.

    يحتاج المدرب الجديد إلى الوقت والتجربة، مع انتظار عودة بعض الأسماء مثل عثمان ديمبلي، والتوقيع مع رأس حربة جديد بدلاً من سواريز، فهل يصبر الرأي العام الكتالوني على كيكي الذي لا يملك شهرة جوارديولا ولا شخصية إنريكي ولا تاريخ المدربين السابقين للفريق؟ أم ينتهي به الحال مثل تاتا مارتينو، من دون بطولة كبيرة، وبخروج من الباب الخلفي في نهاية الموسم؟