سبورت 360 – يا لها من نقلة في مسيرته التدريبية .. أن يتولى كيكي سيتيين المدير الفني الإسباني المخضرم، مسؤولية تدريب فريق بحجم برشلونة، بعد قيادة فرق من حجم ريال بيتيس وراسينج سانتاندير، فهي بالتأكيد نقلة كبيرة جداً للأمام وهي إن كانت فرصة ذهبية لصاحب الـ 61 عاماً لتحقيق الألقاب المحلية والقارية، فهي مسؤولية ضخمة وتحتاج إلى الكثير من العمل والجهد.
وكان النادي الكتلوني قد أعلن مساء أمس –الإثنين- عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت وحساباته الموثقة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، عن إقالة صاحب الـ 55 عاماً من منصبه على رأس العارضة الفنية للبرسا، وذلك بعد ضياع لقب كأس السوبر الإسباني، إثر الخروج من الدور نصف النهائي على يد أتلتيكو مدريد، ووقع اختيار إدارة البرسا على سيتيين بعد رفض كل من تشافي هيرنانديز ورونالد كومان تدريب الفريق في منتصف الموسم.
سيتيين لديه القدرات والإمكانيات الفنية والتكتيكية للنجاح في برشلونة، ولكن هل ستكون كافية؟ .. بالطبع، لا، فهناك الكثير من الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار، نسردها على النحو التالي:
مثلما قلنا، التحول من تدريب فريق بحجم ريال بيتيس إلى آخر بحجم برشلونة، فهي نقلة كبيرة جداً على مستوى التنافس، فالحصول على أحد المراكز الـ 10 الأولى مع ريال بيتيس شيء رائع، أمام توديع دوري أبطال أوروبا من دور نصف النهائي أمر كارثي في برشلونة .. هذا يستوجب الاستعداد والتجهيز الذهني والنفسي بشكل كبير من جانب سيتيين.
المدرب الإسباني يجب أن يتهيأ للتعامل مع الوضعية الجديدة وحجم الضغوط الهائل الذي لم يتعود عليه، فهذا سيكون مفتاحاً مهماً جداً لنجاحه.
الجميع يعرف مدى قوة غرفة الملابس في برشلونة ومركز القوة المتمثل في ليونيل ميسي ولويس سواريز وجيرارد بيكيه، وبالتالي، فإن سيتيين بحاجة إلى كسب صداقة ومحبة كبار لاعبي برشلونة، من خلال التعامل معهم بحرص ومساندة والعمل على راحتهم بما لا يؤثر على أداء برشلونة وشكله في الملعب.
سيتيين مدرب لديه أفكار كروية واضحة، وهي الضغط العالي في الحالة الدفاعية، والسيطرة والتحكم في النسق عندما تكون الكرة لدى فريقه .. هذه الأفكار تستوجب وعياً تكتيكياً كبيراً، بالإضافة إلى عمل بدني جبار، وفريق برشلونة في هذه اللحظة ليس مستعداً بشكل كامل لتنفيذ أفكار سيتيين بالشكل المطلوب.
كيكي يجب أن يعمل على تحقيق نتائج إيجابية في بداية مشواره لكسب الثقة والدعم من الصحافة والجمهور، وبعد ذلك يبدأ في وضع بصماته على الفريق تدريجياً.
نجاح المدرب لا يقوم فقط على عمله داخل الملعب ولكن تصرفاته في المؤتمرات الصحفية وتعامله مع الجمهور أيضاً من العوامل الرئيسية لنجاحه.
سيتيين بحاجة إلى كسب الصحافة الكتلونية وحتى المدريدية “غير المتعصبة” في صفه، حتى يجد منهم الدعم أو على الأقل يتفادى الهجوم اللاذع في لحظات الانكسار.
كي يطبق سيتيين أفكاره الكروية من ضغط عالٍ وسيطرة كاملة على النسق، يحتاج إلى عمل بدني كبير من جانب لاعبيه، وهذا يستدعي القيام بالمداورة بشكل مستمر، وفي نفس الوقت بشكل غير مبالغ فيه، حتى لا يؤثر على الاستقرار الفني للفريق في الملعب.
