كيكي سيتين

سبورت 360 – كما كان متوقعاً، قرر برشلونة إقالة إرنستو فالفيردي بسبب تدهور الأداء والنتائج في الموسم الحالي، وتم تعيين كيكي سيتيين مدرب ريال بيتيس ولاس بالامس خلال السنوات الأربعة الماضية.

معظم عشاق برشلونة سعداء بهذا التغيير الجوهري في إدارة الجهاز الفني، فهم يروا أن فالفيردي لم يكن يصلح لقيادة الفريق بسبب أفكاره التدريبية التي لا تناسب فلسفة النادي، وهو السبب الرئيسي وراء اختيار الإدارة كيكي سيتيين الذي يعتنق أفكار يوهان كرويف، ويحاول تقديم كرة قدم شبيهة بالتي ابتكرها بيب جوارديولا في العقد الماضي.

ولا شك أن كيكي سيتيين مدرب جيد بغض النظر عن فلسفته باللعب التي تم التعاقد معه من أجلها، فقد حقق مع ريال بيتيس المركز السادس في الدوري الإسباني خلال موسمه الأول، بينما كان الفريق الأندلسي قد احتل المركز 15 قبل قدومه، أما الموسم الثاني، فقد حجز بيتيس المركز العاشر بـ50 نقطة، وبفارق 3 نقاط فقط عن المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي، وهذا وحده يوضح مدى الإضافة التي يمكن أن يقدمها للفريق الكاتالوني.

ولكن .. هل برشلونة قادر على تطبيق أفكاره؟

للوهلة الأولى، يبدو سؤالاً ساذجاً، فبرشلونة متشرب فلسفة الاستحواذ و”التيكي تاكا”، بل قد خرجت من عنده، لكن الأمور ليست بالبساطة التي يتخيلها البعض، فهناك العديد من العناصر التي يجب توافرها لكي تكون هذه الفلسفة فعالة، ولا ينقلب السحر على الساحر كما يقولون، بالنهاية هذه كرة قدم حقيقة وليست لعبة “بلايستيشن”.

لكي يعود برشلونة لفلسفته المعهودة، يجب أن يتطور الفريق على الصعيد البدني، هذا شرط مهم، وبدونه لن يكون هناك فائدة لكل ما جاء سيتيين ليفعله، والجميع يعلم أن البرسا يعاني بشكل غير مسبوق على الصعيد البدني، ويعد من أقل الفرق في أوروبا جرياً في المباريات.

السبب في أن العامل البدني مهم لبرشلونة يعود إلى ضرورة تطبيق الضغط العالي والمكثف جداً في الثلث الأول من الملعب، فلكي تستحوذ وتبقي الكرة في ملعب خصمك، يجب أن تفتكها بسرعة، وهذه من أبجديات الفلسفة المحدثة التي جاء بها بيب جوارديولا.

948D6012-0E93-4170-958B-3F700397CCD8

مشكلة برشلونة الحقيقة في الموسم الحالي هو عدم وجود أي ضغط متواصل من ثلاثي خط الهجوم، شاهدنا أمام إسبانيول متذيل الترتيب كيف كان يخرج بالكرة بسهولة، بدون أي مقاومة من ليونيل ميسي ولويس سواريز الذي أصبح يقتصر دورهم في الجانب الهجومي فقط، بينما كان يتحول أنتوان جريزمان للاعب خط وسط في الحالة الدفاعية، ويعود إلى مناطقه، بدلاً من محاولة استخلاص الكرة في ملعب الخصم.

البعض سيقول أن هذا كله بسبب فلسفة فالفيردي، ربما هناك شيء من ذلك، لكن يجب أن لا ننسى أن ليونيل ميسي بالأخص لم يعد قادراً على الضغط في مناطق الخصم في هذه المرحلة العمرية، ويفضل دائماً الحفاظ على مخزون لياقته البدنية لكي يكون أكثر حسماً عندما تصله الكرة، وبهذه الاستراتيجية، حقق البرغوث المعجزات.

لا شك أن سيتيين سيطالب لاعبي البرسا بالضغط في الأمام، وسيتقدم أيضاً ثلاثي خط الوسط لمحاصرة متوسطي ميدان الخصم، بينما سيتكفل المهاجمين بالضغط على المدافعين لاستخلاص الكرة أو منعهم من الخروج بها بشكل مريح على الأقل، وإن لم يقوم جميع اللاعبين بدورهم على أكمل صورة، فإن العواقب ستكون وخيمة، لأن الخصم إن نجح في نقل الكرة لملعب البرسا سيجد مساحات شاسعة.

ليونيل ميسي يمكنه أن يضغط لمدة 10 دقائق، وربما لمدة نصف ساعة طوال المباراة على فترات متقطعة، لكن ما هو مؤكد أنه لن يجاري زملائه في هذه العملية، دون أن ننسى تقدم لاعبين آخرين في السن مثل إيفان راكيتيتش وسيرجيو بوسكيتس وحتى أرتورو فيدال اللذين سيبذلون مجهودات أكبر في طريقة اللعب الجديدة، طبعاً استثنينا لويس سواريز لكونه سيغيب حتى نهاية الموسم، وهذا أمر سيخدم أفكار سيتيين لأنه سيلعب بدلاً منه لاعب أصغر سناً وسيكون أكثر تقبلاً لتعليمات المدرب التي تتطلب عمل بدني وتكتيكي.