برشلونة ضد أتلتيكو مدريد

سبورت 360 – تمكن أتلتيكو مدريد، من تحقيق انتصار مثير على نظيره برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، مساء اليوم الخميس، في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، على ملعب الجوهرة المشعة بجدة (المملكة العربية السعودية).

وتقدم أتلتيكو مدريد بالهدف الأول عبر كوكي في الدقيقة 46، لكن ليونيل ميسي سجل هدف التعادل في الدقيقة 51، قبل أن يضيف أنطوان جريزمان الهدف الثاني في الدقيقة 62، لكن الروخي بلانكوس قلب الطاولة بهدفين متتاليين، عبر موراتا وكوريا في الدقيقتين 81 و86.

وإليكم تحليل انتصار أتلتيكو مدريد على برشلونة:

قدم برشلونة مستويات رائعة في بداية المباراة، حيث تحكم اللاعبون في زمام الأمور بالاستحواذ على الكرة، وتبادل الثلاثي الهجومي الأدوار، وإرهاق دفاع أتلتيكو مدريد، وقد قدم سيرجيو بوسكيتس أداءً رائعاً حيث كان مفتاح اللعب الرئيسي للبارسا.

ولعب ليونيل ميسي دوراً بارزاً في إمداد لويس سواريز بالتمريرات المتواصلة على أمل هز شباك الحارس يان أوبلاك، لكن كافة محاولات المهاجم الأوروجوياني باءت بالفشل.

في المقابل، تقهقر أتلتيكو مدريد للخلف، متمركزاً أمام منطقة جزائه، حيث بدا مفتقداً للشجاعة المطلوبة لمباغتة الفريق الكتالوني بفرص خطيرة، لا سيما في الشوط الأول.

وركز برشلونة في بنائه الهجومي على الجهة اليمني عبر سيرجي روبرتو الذي تفوق نسبياً على الظهير الأيسر لأتلتيكو مدريد لودي، ما أسفر عن محاولات عدة مع خطورة نسبية نظراً للتكتل الدفاعي والتمركز الممتاز لفريق سيميوني.

47207877-0528-4DF3-BE4A-B3DFC27FA75E

في الشوط الثاني، قرر سيميوني التحلي بالشجاعة ليُدخل كوكي الذي سجل الهدف الأول من أول لمسة له، لكن رد برشلونة كان سريعاً بهدف رائع من ليونيل ميسي، وهو الذي ضرب معنويات لاعبي أتلتيكو مدريد وبعثر الأفكار والحسابات.

لكن سيميوني لم يقف مكتوف الأيدي، بل أقحم لورينتي مكان كوكي وفيتولو بدل لودي، في قرار هجومي جريء للغاية، إذ تمركز ساؤول كظهير أيسر في تلك الدقائق، وهو ما سمح للروخي بلانكوس بالتواجد في مناطق برشلونة خلال الربع ساعة الأخيرة.

ووجد لاعبو أتلتيكو مدريد مساحات شاسعة في خط دفاع برشلونة، وقد استغلوها أيما استغلال خاصةً كوريا الذي منح الانتصار لفريقه بفضل تحركاته الذكية وسرعته الفائقة التي كانت كابوساً لدفاع البلاوجرانا.

وليس من الغريب رؤية برشلونة بهذا السوء الدفاعي، فقد كان الخط الخلفي مفتوحاً على مصراعيه كما هو الحال دائماً، خاصةً من ناحية بيكيه، الذي انساق وراء نزواته الهجومية بصورة غريبة في الدقائق الأخيرة، ونسيَ واجبات مركزه.

من المثير للاهتمام ملاحظة ما يمر به برشلونة، فالفريق يُعاني بشكل لا يوصف معنوياً، ففي الموسم الجاري تقدم كثيراً في النتائج ثم خسر أو تعادل، ضد إسبانيول أو ريال سوسيداد أو أوساسونا والقائمة تطول، لتأتي هذه المباراة وتؤكد لنا أن الحالة النفسية للفريق مهترئة ولا ترقَ لنادٍ بحجم برشلونة.

الحقيقة أن المجموعة الحالية والترسانة التي يمتلكها برشلونة في الوقت الحالي، بمثابة كنز ثمين لا يقدر بثمن، لكنه كنز سقط في أيادٍ خبيثة، فالجماهير فقدت صبرها وأعلنت عن ضيقها من أداء الفريق تحت قيادة إرنستو فالفيردي الذي فقد تماماً أي شيء يربطه بجماهير البارسا.

الأمر المؤكد، أنه يجب التدخل لإنقاذ برشلونة “فاقد الهوية” تحت قيادة فالفيردي، وإلا فقد حان الوقت لكي تمتلئ مدرجات كامب نو بالمناديل البيضاء لإجبار الإدارة على إقالة هذا السرطان الذي ينهش جسد البلاوجرانا.