من ممتاز إلى مجرد جيد .. ماذا حدث لدي يونج في برشلونة؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سبورت 360 – معظم لاعبي الارتكاز بالسنوات الأخيرة، إما مميزين بالكرة وفي التمركز وقراءة المباريات، أو أقوياء بدنيا قادرون على أداء التحولات السريعة وقطع الكرات. هناك استثناءات بالتأكيد، منها الهولندي الشاب فرينكي دي يونج، لمميز بالكرة والجيد أيضا من دونها، مع مجهوده البدني الوافر، وإجادته نقل الهجمة بنفسه بفضل سرعته ومراوغاته، أو بالبينيات الخاطفة من وضع الثبات للحركة.

    دي يونج لاعب مميز جداً في منطقة الوسط. لاعب الارتكاز الممرر نقطة قوته في نص ملعبه، لكن الهولندي رشيق وسريع وقوي من دون الكرة، وقادر على صناعة الفارق في التحولات. بدنيا أيضاً فارق، وقادر على نقل الهجمة بسرعته واختراقه المباشر، وهذا أمر نادر الحدوث. فرينكي مميز فعلاً في التحكم بالنسق، الرؤية، القوة البدنية، ولديه القدرة على اللعب في مختلف مراكز الملعب، لسبب بسيط جداً، أنه لاعب ذكي، يملك انضباط تكتيكي، ومناسب للغاية لأي فريق هجومي يلعب بالاستحواذ، ويدافع بالكرة، ويتحكم في الفراغات من غيرها.

    مع أياكس في الموسم الماضي، كان دي يونج أحد أهم نجوم فريق تين هاج، مع خطة لعبه 4-2-3-1 بتواجد دي يونج أسفل الدائرة كلاعب ارتكاز دفاعي أمام رباعي الخلف، على مقربة منه لاعب آخر في الأغلب لاس شونه، وأمامهما فان دي بيك بالمركز 10 كلاعب وسط هجومي صريح.

    تألق الهولندي مع منتخب بلاده أيضاً في دوري الأمم الأوروبية، وأثبت للجميع أنه لاعب وسط من الطراز الفريد، لينتقل إلى برشلونة.  الحقيقة أن البارسا اشترى لاعب وسط شمولي، يمكنه التواجد كلاعب ارتكاز دفاعي، قلب دفاع إضافي، لاعب وسط مساند، وحتى رقم 8 إذا احتاجه المدرب.


    مع برشلونة هذا الموسم لم يكن الأمر وردياً. صحيح أن دي يونج لم يظهر بشكل سيء، بالعكس قدم عدة مباريات مميزة، وحصل على مقعده سريعاً في التشكيلة الأساسية للفريق دون أي مشكلة، لكنه لم يتألق بنفس بريقه السابق، بل كان أقل بعض الشيء من مردوده مع أياكس ومنتخب هولندا في الموسم الماضي، لعدة أسباب أهمهما انخفاض مستوى فريق البارسا بالكامل، وعدم وجود شكل خططي للفريق تحت قيادة إرنستو فالفيردي، بالإضافة إلى كثرة التغييرات في التشكيلة من مباراة لأخرى، على مستوى خط الوسط.

    دي-يونج-اتلتيكو

    لعب دي يونج في بعض المباريات كارتكاز دفاعي صريح، وفي مباريات أخرى كلاعب وسط مائل لليمين، وفي مواجهات ثالثة كلاعب وسط مائل لليسار، كل هذه التغييرات أثرت بالسلب على اللاعب نفسه، لصعوبة حفظه أبجديات كل مركز مع عدم لعبه باستمرار في مكان واحد، كما جرت العادة بالنسبة لأي وافد جديد.

    عندما يتواجد دي يونج على اليمين فإنه يقوم بالتغطية خلف ليونيل ميسي الذي لا يدافع، وحينما ينتقل إلى اليسار فإنه يصطدم بتداخل المهام بينه وبين كل من ألبا وجريزمان، وكأن هناك ثلاثي صريح في جانب واحد من الملعب، بينما في حال عودته لمنطقة الارتكاز الدفاعي فإن الخيارات الهجومية تكون ضعيفة أمامه، مما يجعله يبالغ في الاحتفاظ بالكرة دون فائدة حقيقية.


    دي-يونج-ليفانتي

    وضع فالفيردي هذا الموسم لاعبه الشاب في كل مراكز الوسط دون تحديد، فوضعه كلاعب ارتكاز دفاعي في عدة مباريات، من بينها بلباو وليفانتي خارج الديار، كذلك وظفه كلاعب وسط مائل لليمين مثل مباراة أتليتكو في الواندا، بالإضافة إلى لعبه كوسط مائل لليسار، مثل مباراة ريال بيتيس في كامب نو ولقاء إسبانيول في الديربي، مما جعل دي يونج نفسه غير قادر على التركيز في مكان واحد، خاصة مع ضعف وحدة الفريق بالكامل دفاعاً وهجوماً في معظم هذه المواجهات.

    لعب دي يونج على اليسار ليصطدم بتواجد جريزمان وألبا في أكثر من مناسبة، كذلك عندما يلعب على اليمين فإنه يكون ملتزماً بالتغطية خلف تقدم روبرتو وميسي معاً، أما في مكانه الأصلي كلاعب خلفي أمام رباعي الدفاع فإنه يحتاج إلى لاعب وسط متقدم “بوكس” أمامه، لذلك تجده سيئاً وبجواره راكيتيتش، وعلى العكس يتحسن باستمرار عندما يخرج الكرواتي ويدخل فيدال مكانه، لأنه أكثر حركية وتنافسية. بالتالي فإن التوليفة التي تحاط باللاعب تجعله أفضل أو أسوأ، جنباً لجنب مع مستواه وفردياته.

    دي-يونج-اسبانيول

    مدرب البارسا ليس لديه بنية خططية محكمة حتى الآن، ويعتمد أكثر في لعبه على فرديات النجوم، وعندما نقارن ذلك بالهولندي القادم من بيئة قائمة على التمركز والتموضع “أياكس أمستردام”، فإن هذا التنافر أثر بالسلب على مستواه في بعض اللحظات، مع كامل التأكيد على عدم سوء مستواه في المطلق، ولكن من باب أن لديه أفضل من ذلك بمراحل، وفقاً لموهبته وأرقامه السابقة.

    من المجحف اتهام دي يونج بانخفاض المردود، لكن من الطبيعي وصف ما يحدث بأنه قصور تكتيكي يتحمله الجهاز الفني للبارسا، في عدم قدرته حتى الآن على استغلال أفضل إيجابيات لاعب الوسط، واستمرار نفس المشاكل التي يعاني منها الفريق الكتالوني على مستوى الدفاع والهجوم، وكأن كل صفقات برشلونة الأخيرة لا تعني شيء بالنسبة لفالفيردي ومساعديه.