فريق برشلونة

سبورت 360 – يتسائل الكثيرين بعد كل مباراة كبيرة يخفق فيها المدرب فالفيردي في إقناع الجميع بأنه يملك ما يكفي لقيادة سفينة برشلونة عن دوره وتأثيره السلبي في مسيرة البلاوجرانا.

فبرشلونة الذي كان يملك فريقاً رهيباً في نهاية العقد الأول من الألفية الحديثة بدأ يُغير من سياساته بعد رحيل بيب جوارديولا ، وطوال الـ7 سنوات الماضية لم يقنع أي مدرب بشكلٍ كامل جماهير البلاوجرانا بأن فريق التيكي تاكا عائد من جديد.

وبعد مباراة الكلاسيكو أمس فإن الجميع اتفق على رداءة النسخة الحالية من البارسا والتي وجدوها تُعاني لفرض اللعب على ريال مدريد الذي كان الأكثر هدوءاً وهيمنة بينما كان الكاتالونيين يعانون في صناعة وخلق الفرص على مرمى كورتوا.

الحرية الحذرة عند فالفيردي

ميسي صنع لجوردي ألبا كرة هدف لم يستغلها الإسباني

ميسي صنع لجوردي ألبا كرة هدف لم يستغلها الإسباني

فريق برشلونة كان مقسوماً على أرضية الملعب أمام ريال مدريد ولم يلعب كوحدة واحدة، وساعد المرينجي في ذلك تفوق أفراده في وسط الميدان بوجود القوة البدنية والحيوية عند فالفيردي والدقة عند كروس والحدة عند كاسيميرو بينما لعب جاريث بيل وإيسكو مباراة تكتيكية جيدة ولم يكن ينقص الريال سوى الحسم.

بينما ضاع البارسا في الضبابية التي تعاودهم كل فترة.. ففريق يملك هذا الكم من المواهب في الخط الأمامي بوجود جريزمان وميسي وسواريز وقبل ذلك ديمبلي المصاب وكوتينيو الراحل إلى بايرن ميونيخ كان عليه أن يكون أكثر قدرة على استخدام تلك الأدوات في المرحلة الهجومية.

لكن خط الوسط الذي يعاني بسبب عدم وجود تنوع وحرية كافية في الانطلاق كان هو الأزمة الكبرى..في ظل عدم وجود لاعب وسط متكامل والاكتفاء ببناء الهجمة من راكيتيتش ودي يونج وتأمين دفاعي بوجود روبيرتو أو فيدال بعد نزوله..يأتي ذلك في ظل تداول تقارير صحفية عن عدم الرغبة في جلب تدعيمات في وسط الميدان في الموسم القادم.

وكان الهولندي دي يونج قد اشتكى للصحافة الهولندية قبل شهرين من عدم وجود حرية كافية باللعب في برشلونة وأنه يعيش وفق أدوار مُحدودة من قبل المدرب فالفيردي، وتلك الحرية التي لم ينالها أي لاعب في برشلونة حتى في العصر الذهبي ماعدا ليونيل ميسي، وهي الحرية أيضاً التي لا تساعده إمكانياته عليها حتى الآن فهو يحتاج للتطور في التسديد وفي التمريرات العرضية أو البينية خلف المدافعين عندما يصل لحافة منطقة الجزاء.

لا يجب أن يدور كل شىء في برشلونة حول ميسي

جريزمان من مباراة الكلاسيكو

جريزمان من مباراة الكلاسيكو

أما ميسي حالياً فقد أصبح مطالباً بخلق كل شىء ووصل الخطوط البعيدة عن بعضها ببعضها.. وهو ما يجعل الابتكار هو الحل الوحيد في ظل عدم ترك الخصم لمساحات، وإن كان الريال قد تركها في بعض الأوقات بالشوط الأول ولكن برشلونة كان قليل الحيوية بصورة كبيرة.

افتقد برشلونة لاعباً مثل آرثر ميلو فهو القطعة التي كانت تنقص الفريق الكاتالوني أمس، ولكن على المدى البعيد فإن الفريق يحتاج لتدعيم إضافي في وسط الميدان..بلاعب قادر على التحرك بكرة أو بدون كرة ولعب أدوار أكثر من كونه يبني الهجمة أو يُغطي على المساحات..وعندما تغيب تلك النوعية فلا يُمكن أن يلقى اللوم على فالفيردي وحده.

تأثر البارسا بهذه الحقيقة في عدة مباريات وخصوصاً إن لم ينجح ميسي في الابتكار، وفي ظل تلك الضبابية يعيش الفرنسي جريزمان حالة من الضياع، فهو لا يستطيع التحرك بأريحية كافية، فهو ينتظر كذلك حركة ميسي في طريقة الـ4/3/3، وينتظر الكرات مثله مثل جوردي ألبا على الطرف الأيسر.

في الأخير يعيش البارسا حالة من الضبابية ما بين الاعتماد على مواهب اللا ماسيا أو التعاقد مع أسماء ثقيلة الوزن..ولكنه حتماً يحتاج لإضافة في الوسط الهجومي، بلاعب يُمكنه أن يكون أكثر ديناميكية وتأقلماً مع مُخرج مسرحية الفريق الكاتالوني الدائم “ميسي”، وبهذا الحل ربما يصبح البارسا قادراً على أن يصبح أكثر سرعة في المرحلة الهجومية وأن تتوفر له وللمدرب فالفيردي أوراق أفضل..دون أن يصاب الفريق بتكدس في مراكز معينة وأدوار متشابهة.