موقع سبورت 360 – كالعادة في كل عام يثير الفائز بالكرة الذهبية الجدل ، البعض يراه مستحقاً وآخرون يرونه قد أخذ فرصة غيره ممن هم أكثر استحقاقاً . وعندما يكون الفائز هو ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو يرتفع الجدل إلى أعلاه لما للاعبين من شعبية كبيرة وعشاق يصلون لحد التعصب

في هذا العام فاز ميسي بكرته السادسة ..وعاد السؤال ليطرح ، هل استحق ميسي هذه الكرة الذهبية؟

قبل الإجابة لابد من التأكيد على مسألة هامة للغاية ..الكرة الذهبية هي مسألة رأي ، البعض يراها تعبيراً عن الأداء الفردي . وآخرون يرون ضرورة الفوز بالألقاب الجماعية حتى ينالها اللاعب عن استحقاق . محبو رونالدو سيرون ميسي غير مستحق لها أما محبو ميسي وبرشلونة فسيرونها قمة الاستحقاق . الحياديون سينظرون لها كل بحسب نظرته ، إما مرتبطة بالألقاب أو بالأداء الفردي وبالتالي حتى هذا الرأي الذي سيكتب لن يرضي الجميع .

استحقاق ميسي لجائزة الكرة الذهبية بشكل عام مسألة لا جدل فيها. هو من أعظم اللاعبين الذين انجبتهم كرة القدم ومن الأعظم في حقبتنا مع رونالدو . ففي كل مرة تقدم الكرة الذهبية فهذان اللاعبان يستحقانها لأنهم يقدمون أكثر من أي أحد آخر. وأداء ميسي الفردي في العام الماضي كان استثنائياً. ساعد الفريق للفوز بلقب الدوري الإسباني والوصول لنهائي كأس الملك الموسم الماضي، وقد ظهر بوضوح أن برشلونة من دونه مختلف تماماً عن برشلونة بوجوده ومباراة أتلتيكو مدريد الأخيرة تثبت هذا الأمر ..بمعنى أنه المؤثر الأول والميزان الأساسي لقياس أداء برشلونة في السنوات الأخيرة ويرى الكثيرون أنه لولاه لما كان فالفيردي في منصبه حتى الآن.

leo

لكن أيضاً فشل ميسي مع برشلونة في أهم موعد بالنسبة له وهو دوري الأبطال وفي عامين متتاليين . وفي هذا العام فشل أمام منافسه الرئيسي وهو فان دايك. كما فشل في بطولة كوبا أميركا مع منتخب الأرجنتين وأمام خصم آخر هو أليسون بيكر. فإن كان أداؤه استثنائياً لماذا لم يكن موجوداً في تلك المواعيد الحاسمة خصوصاً أن أحدها (وهو دوري الأبطال) كان بحاجة فقط لهدف واحد ولم ينجح في تسجيله أمام خصومه في الكرة الذهبية نفسها ( فان دايك مدافع وبيكر حارس مرمى ).

في كرة القدم أصعب مهمة هي تسجيل الأهداف وهذا أمر مسلم به . فالأهداف هي النسبة الأقل معظم الأحيان من كل إحصائيات اللقاء . وبالتالي فمن يسجل الأهداف هو من ينال الحظوة الأكبر لدى الجمهور والمصوتين وهذا أمر مفهوم . فكيف إن كان هذا اللاعب يسجل ويصنع ويمرر ويراوغ ونعني هنا ليونيل ميسي ؟ بالتأكيد هو يستحقها .

لكن بالمقابل عشق جمهور الكرة للأهداف وسطوة المهاجمين ولاعبي الخط الامامي تهضم حق من يلعبون في الخلف كلاعبي الارتكاز والمدافعين وحراس المرمى. وفي موسم كهذا كان لفان دايك وأليسون بيكر دور كبير في جميع انتصارات ليفربول بتصدياتهم وتدخلاتهم فإنهم يستحقون أكثر بكثير من مركز ثان أو جائزة أحسن حارس..ثقافة يبدو أنها بدأت تتغير مع معرفتنا أن الفارق بين ميسي وفان دايك كان سبعة أصوات وحسب. لكن سطوة المهاجمين ستبقى الأكبر في كرة القدم ، لأن الأهداف هي الأهم وفي هذا إنصاف وظلم.