هل كان برشلونة جوارديولا “علمياً” أفضل من منافسيه؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نجوم برشلونة يودعون جوارديولا عام 2012

    موقع سبورت 360 – دائماً ما يحاول مشجعو كرة القدم مقارنة أداء الأندية ببعضها البعض لتحديد أي الأندية كان الأفضل بغض النظر عن النتائج وأي منها استفاد من الحظ. هذه الرغبة قادت إلى توسع كبير في عالم  إحصائيات كرة القدم وخصوصاً تلك التي تحاول تقييم أداء الفريق بمعزل عن النتائج. لكن أربعة باحثين من جامعتي برشلونة ومدريد قرروا محاولة توسيع نطاق دراستهم ومحاولة الحكم على أداء فريق معين خلال موسم كامل بدلاً من مباراة واحدة لمحاولة تحديد مستوى هذا النادي الحقيقي مقارنة ببقية فرق الدوري.

    الدراسة التي نشرت مؤخراً في مجلة  Nature العلمية (وهي من أهم المجلات العلمية وأكثرها مصداقية) استخدمت علم “الشبكات”، وهو علم يدرس العلاقات المتغيرة بين عناصر أي شبكة ويمكن تطبيقه على أي شيء يمكن توصيفه كشبكة (شبكات الاتصالات، الشبكات البيولوجية أو حتى الشبكات الاجتماعية)، لتحليل أداء برشلونة خلال موسم 2009/10 الذي أحرز فيه البلاوجرانا 6 ألقاب تحت قيادة بيب جوارديولا. وللقيام بهذا الأمر قام الباحثون بتمثيل أي فريق كشبكة وعقد (أو عناصر) هذه الشبكة هم اللاعبون والروابط بينهم هي التمريرات المتناقلة بين أي اللاعبين؛ والشكل الواضح في الأسفل هو مثال واقعي لشكل “شبكة برشلونة” خلال الموسم المذكور. ولمقارنة أداء برشلونة بأقرانه، واستنتاج المميزات التي جعلت فريق جوارديولا مميزاً عن سواه، فقد قام الباحثون بإنتاج “تمثيلين شبكيين” لكل مباراة في الدوري الاسباني خلال الموسم (واحدة لكل فريق) ومن ثم قاموا بمقارنة أداء برشلونة ضد الفرق الاخرى خلال الموسم ككل عبر عدة عوامل ليس من المفيد شرحها بالتفصيل هنا لكنني سأكتفي بنقل نتائج التحليل وتسليط الضوء على نقاط تميز برشلونة. النقاط هذه يمكن تلخيصها فيما يلي:

    الصورة مقتبسة من موقع nature الإلكتروني

    الصورة مقتبسة من موقع nature الإلكتروني

    خبراء يحللون أداء برشلونة جوارديولا

    أولاً، وكما هو متوقع فإن متوسط عدد التمريرات التي قام بها لاعبو برشلونة في المباراة الواحدة كان أكبر بكثير من تلك التي قام بها لاعبو الفرق الاخرى (ونحن لسنا بحاجة لمجلة بحجم atureN لتخبرنا بهذا). لكن عندما قارن الباحثون متوسط مكان التمريرات على طول الملعب (أي مركز الشبكة على المحور Y)  وجدوا أن برشلونة كان أكثر الفرق لعباً للكرة في المناطق القريبة من مرمى الخصم وبفارق جيد عن البقية؛ وهذا ما يتطابق مع فلسفة جوارديولا بإفتكاك الكرة بأسرع شكل ممكن وخصوصاً في مناطق الخصم. بينما لم يكن هناك أي فارق عندما تم مقارنة مكان التمريرات على عرض الملعب  (أي مركز الشبكة على المحور X)   وذلك لأنه بشكل بديهي فإن معظم الفرق تلعب الكرة في منتصف الملعب.

    ثانياً، قام الباحثون بمقارنة المساحة التي غطتها شبكة لاعبي برشلونة على أرض الملعب مع المسافة التي غظتها باقي الفرق. وبالفعل، فإن لاعبي برشلونة غظوا أكبر مساحة في أرض الملعب وهو ما يمكن تفسيره بسياسة جوارديولا بإبقاء أحد الأجنحة/الأظهرة على طرف الملعب لتوسيع مساحة اللعب وهو السياسة التي اتبعها في جميع الأندية التي دربها وتكلم عنها العديد من اللاعبين الذين دربهم جوارديولا. لكن المثير للإهتمام هو أن برشلونة كان أكثر الأندية لعباً للكرة بشكل عرضاني وهو ما يؤكد الإتهام الذي لطالما واجهته فرق “الفيلسوف” الكتلوني.

    ثالثاً: تمكن الباحثون من حساب مكافىء “التكتل” والذي استخدموه لحساب عدد المثلثات التي خلقها لاعبو كل فريق وهذا دليل على عدد خيارات التمرير التي خلقها كل فريق وتفوق برشلونة في هذا المجال بفارق كبير. والتفوق في عدد المثلثات المخلوقة مكن برشلونة من التفوق في عامل آخر وهو “أقصر مسافة ممكنة للتمرير” والذي يمكن ملاحظته ببساطة من خلال الكثافة العددية التي يخلقها لاعبو فرق جوارديولا في مناطق مختلفة من أرض الملعب.

    كل هذه الإختلافات قد تكون متعلقة بالمقام الأول بالفارق الكبير في متوسط عدد التمريرات بين برشلونة وباقي الفرق (بإختصار، فإن الفوارق الإحصائية تكون أكثر وضوحاً في العينات الكبيرة). لذلك قام الباحثون بدراسة موازية لا تعطي وزناً لعدد التمريرات الكلية للفريق والتي أكدت نتائج الدراسة الأولى .

    كل هذا الكلام الإحصائي ليس دليلاً بحد ذاته على أي شيء بخصوص جوارديولا أو برشلونة سوى أنهم كانوا أفضل فريق في الدوري الاسباني في العوامل التي تناولتها الدراسة خلال موسم 2009/2010 وهو أمرواضح نسبياً خصوصاً أنهم فازوا في ذلك الموسم بالدوري بخسارة وحيدة فقط (العلم، بعكس الأراء الشخصية، يسيرببطء وعبر سلسلة من الدراسات تدرس كل منها عدداً صغيراً من العوامل). لكن مثل هذه الدراسة قد تكون مدخلاً إلى عديد الدراسات التي قد تسلط الضوء على الفوارق بين الدوريات المختلفة على سبيل المثال أو على الفوارق بين فريق جوارديولا وفرق اسطورية اخرى (ربما ميلان التسعينيات).

    وفي النهاية، ومرة اخرى، فإن هذه الدراسة كانت محاولة لتوصيف طريقة لعب أحد أفضل فرق كرة القدم في التاريخ وليس محاولة لإقناعك بأحقيتهم بهذا اللقب أو غيره.