15 عامًا من عظمة ليونيل ميسي – الفصل الثالث .. ظاهرة الإحصائيات (2012)

أندي ويست 12:14 17/10/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ليونيل ميسي

    موقع سبورت 360 – نحن نحتفل بمرور 15 عامًا على الظهور الرسمي الأول لميسي بـ قميص برشلونة ونروي تاريخه في خمسة فصول، وهذا هو الأول من بينها، ويمكن قراءة بقية الأجزاء من هنا:

    التطور تحت قيادة بيب(2009-11)

    الظاهرة والإحصائيات(2012)

    تكديس الألقاب(2013-16)

    تغيّر الهوية(2017-)


    في الخامس عشر من يناير عام 2012، افتتح ميسي سجله التهديفي للعام بهدفين في شباك ريال بيتيس في مباراة انتهت بنتيجة 4-2 لصالح برشلونة. وفي الثاني والعشرين من ديسمبر للعام نفسه، أحرز ميسي آخر أهدافه في العام ضمن الانتصار بثلاثة أهداف لهدف على سراقسطة. وبين التاريخين، أحرز ميسي 88 هدفًا، ليصبح إجمالي أهدافه بالعالم (صدق أو لا تصدق) 91 هدفًا، محققًا بذلك رقمًا قياسيًا يتخطى به الرقم القديم المسجل باسم الألماني جيراد مولر صاحب الـ85 هدفًا بقميصي البايرن وألمانيا الغربية في عام 1972.

    كان واضحًا أنه عام مذهل بالنسبة للأرجنتيني -حتى بالنسبة للمقاييس الدولية-. لقد حقق إنجازًا غير مسبوق ولا نظن أنه من الممكن تحقيقه مرة أخرى، سبح ميسي للفضاء من مركزه كمهاجم وهمي ومن الفضاء بلا رحمة أمطر الأهداف على المدافعين الذين لم يكن لهم حولًا ولا قوة.

    عملية التسجيل الغير مسبوقة بـ2012 استغرقت بعضًا من الوقت لتبدأ، فميسي تعادل في مباراته الافتتاحية أمام إسبانيول في الديربي المحلي الذي جمع بينهما، ولم يوفق إلا في تسجيل هدف وحيد منذ نهايات شهر يناير حتى بدايات فبراير. إلا أنه عندما بدأ في التسجيل، لم يقدر أحد على إيقافه، حيث سجل فيما يقل عن 6 أسابيع بين الـ14 من فبراير والـ24 من مارس 21 هدفًا في تسع مباريات مسجلًا رباعيات وحتى أنه نجح في تسجيل خماسية في شباك بايرن ليفركوزن، رباعية في شباك فالنسيا وأول هاتريك له في صفوف منتخب الأرجنتين في شباك سويسرا في مباراة ودية. ورغم أن السنة كانت سعيدة، إلا  أن أهداف ميسي الأخيرة فيها اتسمت بالحزن إذ أنها ارتبطت برحيل بيب جوارديولا عن تدريب برشلونة للارتياح من الضغط اللا متوقف الذي رافقه طوال 4 أعوام حمل فيهم مهمة تدريب الفريق على أكتافه.

    وميسي لم يبخل على مديره الفني الأعظم بوداعية تليق به، إذ نجح ميسي في تسجيل هاتريك لمرتين متتاليتين في المبارتين الأخيرتين لبيب مع الفريق، ولا أحد ينسى ركض ميسي نحو بيب بعد إحراز هدفه الرابع في شباك إسبانيول، ليعطيه عناق يعبر عن الامتنان والشكر لما قدمه للفريق، وليصبح هذا العناق فيما بعد ذكرى كبيرة ونقطة مضيئة في مسيرتهما. وبرحيل بيب انفض الاجتماع الذي كان غصة في حلق كل المشجعيين والمدربيين المنافسين، ولا شك أن الكثير منهم حاول محاكاة التكتيك الذي جلب الكثير من المجد للكامب نو.

    BeFunky-collage-2019-09-28T172723.157

    وبعيدًا عن الانتصار على أتليتك بلباو في مباراة الكوبا ديل ري، لم تكن الأسابيع الأخيرة لجوارديولا ببنفس المعايير التي حافظ عليها النادي في السنوات الثلاثة الماضية، حيث لم ينجح برشلونة في تحقيق أي بطولة كبيرة بعد خسارته في نصف النهائي أمام برشلونة، في مبارتين شهدت الثانية بينهما إهدار ميسي لضربة جزاء ارتطمت بالعارضة -تأتي مثل هذه الحوادث لتذكرنا أنه يخطأ-، وتبع ذلك خسارة الليجا الإسباني لصالح خوسيه مورينهو الذي نجح أخيرًا في التفوق على الغريم في موسم كان شبه خالي من الأخطاء لريال مدريد.

    بالنسبة لميسي كمتنافس كانت هذه الشهور قاسية عليه، لا شك أنه لو كان قادرًا أن يستبدل بعض من أهدافه مقابل الحصول على لقب للفريق لفعل دون تردد، لكنه وجد القليل من العزاء رفقة الأرجنتين عندما سجل الهاتريك الثاني له معهم ضد البرازيل في ماتش ودي ملتهب انتهى بفوز الأرجنتين 4-3، ليجدد حماسه للموسم الجديد الذي سيدربه به أول من دربه في مسيرته، تيتو فيلانوفا.

    كهدية ترحيبية بالمدرب الجديد لم يستغرق ميسي إلا 16 دقيقة ليحرز هدفين في شباك سوسيداد في مباراة انتهت بفوز برشلونة 5-1، ليكتب بها ميسي انطلاقة جديدة مشيدة بالأهداف. أحب ميسي اللعب تحت قيادة فيلانوفا أول من دربه في سن الـ13 عامَا، والذي عرفه بعد ذلك بصفته مساعدًا لجوارديولا، ولم يكن من الصعب أن تستمر الأهداف في التدفق حيث لم يغير تيتو ما بدأه جوارديولا.

    سبعة أهداف في ثلاث مباريات بشهر أكتوبر جعلت الحديث يبدأ عن متحدٍ جديد بإمكانه تحطيم رقم مولر القياسي، وفي كل مباراة يلعبها ميسي كان السؤال واحدًا، هل يفعلها ميسي ويتخطى العقدة المولرية ويسجل 85 هدفًا أو أكثر؟

    ميسي-انييستا

    بثقة كافية، سجل ميسي في ست مباريات متتالية وصارت معادلة رقم مولر أمرًا في اليد مع تبقي عدد من المباريات تسنح له فيهم الفرصة لرسم رسم قياسي جديد باسمه والرقم الذي يسجله. في التاسع من ديسمبر أمام ريال بيتيس سجل ميسي ثنائية وفتح التاريخ صفحاته ليُعدل الفتى الماسي رقم مولر القياسي، وبعد الهدف الذي كسر الأسطورة لم يركض ميسي تجاه الكاميرا أو احتفل بأي شكل، فقط استدار وشكر أنيستا الذي صنع له الهدف في صورة تؤطر إنكار الذات واللعب من أجل المجموعة. رقم مولر لم يكن الرقم الأخير الذي يحطمه ليو، فقد نجح في التسجيل في 21 مباراة متتالية في الدوري بين الـ11 من نوفمبر و الـ5 من مايو بمجموع أهداف وصل لـ33 هدفًا بأداء ضمن لفريقه دوري آخر. ولكن في أوروبا لم يكن الوضع سعيدًا بالشكل ذاته، حيث تكبد الفريق الكتالوني خسارة مذلة من بايرن ميونخ بسبعة أهداف في مبارتين، بشكل يكتب بداية صفحة جديدة في برشلونة.

    بالنسبة إلى ميسي كانت الفترة بين رحيل غوارديولا ووصول فيلانوفا مزهوة بالانتصارات الفردية الخارقة، حيث سجل 91 هدفًا في السنة التقويمية، وداوم على التهديف في 21 مباراة متتالية، كما سجل ثمانية هاتريكات في أقل من خمسة أشهر، وسجل 73 هدفًا في موسم واحد منهم 50 هدفًا في الدوري .

    بدا كل شيء مستحيلًا، لكن ميسي كان يجعل المستحيل طبيعيًا تمامًا طوال مسيرته، وهذا هو ما حدث عام 2012