لا يختلف اثنان أن برشلونة أحد افضل فرق العالم في العقد الأخير سواء من حيث النتائج أو الأداء. وهو ككل الفرق الكبرى في عالم كرة القدم يمتلك أيضاً العديد من المشاكل الفنية منها التي يعمل الجهاز الفني دائماً على حلها دائماً في إطار الملعب واللاعبين ، وغير الفنية التي يناط بالإدارة حلها والمرتبطة بالتسويق والعمل التجاري والإداري الداخلي وما إلى ذلك

لكن وللأسف فإن برشلونة بكامل مفاصله يعاني من مشكلة لا يمكن حلّها في الملعب او عبر العمل الإداري وهذه المشكلة هي بكل اختصار …الصحافة

صحافة برشلونة ..سيف معك وعليك

صحافة كتالونيا الرياضية تقف مع الفريق في السرّاء والضراء ، تسانده وتهاجم الخصم الدائم ريال مدريد أو أي خصم كان دون كلل ولا ملل. عندما يكون العالم مشغولاً بكأس العالم ودوري الأبطال تركز هي على صفقات برشلونة ولاعبيه ومشاكله وكأن العالم لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. هي بكل بساطة صحافة كتالونية قومية ولاؤها مطلق لبرشلونة ولاعبيه.

لكن هذا الولاء قد ينقلب وبالاً على برشلونة في كثير من الحالات وفي حالتين تحديداً …حالة الصفقات المحتملة وحالة النجوم الجدد الصاعدين .

الصفقات المحتملة

2599CBAC-3EA4-4016-8FE4-B95693563630

في حالة الصفقات المحتملة كانت الصحافة الكتالونية تقوم بتغطية مرعبة جداً لكل صفقة كبرى يحتمل أن تأتي إلى البرشا. وفي كل مرة تظهر هذه الصحافة أن هذا اللاعب أو هذه الصفقة الكبرى على وشك الاتمام ولم يبق سوى جرة قلم وينتهي الأمر مظهرة كره اللاعب الشديد للبقاء في ناديه الأم ورغبته في الانتقال لبرشلونة دون قيد أو شرط . فيتأمل الجمهور بها ويوضع في قالب أن الصفقة منتهية واللاعب قادم لا محالة .

عندما تضع الجمهور في مثل هذا الجو فإنه من الطبيعي أن يتأمل بقدوم نجم جديد كبير للفريق ، وعندما تفشل الصفقة لأسباب كثيرة لأن انتقال اللاعبين معقد بما فيه الكفاية فإن الضغط سيكون على كاهل الإدارة التي لم تستطع جلب اللاعب ولنا في مفاوضات انتقال نيمار الأخيرة خير مثال. وهو ليس الوحيد فقبله كان هناك فيراتي ورابيو والكثير من النجوم الذين ارتبطوا بالفريق لكن الأمور لم تسر كما هو متوقع.

النجوم الصاعدون

إن كانت الحالة السابقة قابلة للاستيعاب إلى حد ما من الإدارات فإن مسألة تعظيم أي موهبة شابة ومقارنتها فوراً بالنجوم الحاليين تخلق ضغطاً مباشراً عليهم وقد تتسبب في حرقهم . وآخر الأمثلة هو أنسو فاتي الذي بمجرد أن وفّق في مبارتيه الأولتين حتى بدأت المقارنات بينه وبين ميسي في بداياته رغم كثرة الفوارق . ضغوط سبق وأن أحرقت منير الحدادي وهاليلوفيتش وربما تفعل نفس الشي مع شاب كفاتي في حال استمرت المقارنات الظالمة.

CFFB64B8-6050-4737-89D6-479D8379E73E

ما الحل إذا

عمل الصحافة هو نقل الأخبار والكشف والاستقصاء وتلقف الشائعات ومناقشتها ، وفي كثير من الأحيان لا تجلب هذه التغطية الفائدة المتوقعة بل ضغوطاً على اللاعبين والإدارة من الجمهور والمتابعين والنقاد ومن الصحافة نفسها . وبما انه من غير الممكن إيقاف عمل الصحافة أو إلغاء عملها فإنه الحل الوحيد بيد فالفيدري والإدارة هو إبعاد اللاعبين عن الضغوط بأنواعها سواء أكانت ضغوطاً بسبب النتائج أو بسبب صفقات لم تحدث أو ” وهي الأهم ” ضغوط الطموحات الكبيرة من اللاعبين الشبان . وذلك لا يكون بالتصريحات وحسب كما فعل فالفيردي في حديثه عن فاتي بل عبر إعداد نفسي وذهني حقيقي ومراقبة تصرفاتهم وتوجيههم بالشكل الصحيح .

المحصلة

صحافة كتالونيا أحد أقوى أسلحة برشلونة وأصعب نقطة ضعف للتعامل معها في نفس الوقت . هي تؤثر بالجمهور وتحشده وراء الفريق وفي الوقت نفسه تخلق ضغوطاً لا يمكن تحملها في بعض الأحيان. والحل فقط هو بطريقة ناجحة لعزل اللاعبين عن الضغوط ..والكرة هنا في ملعب فالفيدري والإدارة وإلا فإن النتيجة ستكون خسارة برشلونة لأحد أكبر مواهبها في الفترة الأخيرة والأنكى أنها لن تكون المرة الأولى .