Getty

موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

يستعد نادي برشلونة الإسباني، لتمديد ارتباطه بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وذلك من أجل رفع راتبه السنوي وتحسين قيمة الشرط الجزائي الموجودة في عقده الحالي، والذي سينتهي بحلول 2021.

ويوجد في عقد ميسي الحالي بند يتيح لنادي برشلونة تجديد العقد لمدة 12 شهراً إضافياً، حتى العام 2022، لكن جوسيب ماريا بارتوميو يريد عقداً جديداً يربط البرغوث بالبارسا 4 سنوات، أي حتى يكون عمره 36 عاماً.

وكالعادة، فكلما تحرك برشلونة لتجديد عقد ليونيل ميسي، إلا وعزف الكثيرون سيمفونية أن “ميسي محب للأموال”، مشيرين إلى أنه دائماً ما يطالب النادي الكتالوني بتحسين راتبه السنوي حتى يكون اللاعب الأعلى راتباً في العالم.

أرقام وتفاصيل:

في يونيو 2005، وقع ميسي عقداً لينتهي في 2010، وتم تعديل راتبه في سبتمبر من العام ذاته، بعد تألق البرغوث مع المنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس العالم للشباب بهولندا.

وفي يناير 2007، جدد ميسي عقده للمرة الثالثة، لينتهي في 2014، وبلغت قيمة فسخ التعاقد 150 مليون يورو، ومع وصول بيب جوارديولا لتدريب النادي الكتالوني 2008، رفع برشلونة راتب البولجا إلى 8.5 مليون يورو في الموسم.

19/05/2019 EIBAR eibar vs barsa FOTO: JUAN MANUEL SERRANO ARCE

وبعد السداسية التاريخية في 2009، جدد ميسي عقده مرة أخرى حتى 2016، وزادت قيمة فسخ العقد إلى 250 مليون يورو، وارتفع راتبه إلى 10.5 مليون.

ولم يعد برشلونة لتعديل عقد ميسي سوى في ديسمبر عام 2012، وذلك برفع الأجر السنوي إلى 12 مليون يورو، مع الحفاظ على قيمة فسخ العقد (250 مليون يورو).

وكان التعديل السابع لعقد ميسي، قبل ذهابه لمعسكر المنتخب الأرجنتيني الذي شارك في بطولة كأس العالم عام 2014، ليرفع راتبه إلى 20 مليون يورو سنوياً، وينتهي في 2018.

وفي يونيو 2017، جدد ميسي عقده حتى عام 2021 ليصبح التمديد الثامن للبرغوث مع البلاوجرانا منذ تصعيده للفريق الأول، وحصل ليو بموجب عقده الجديد على راتب سنوي يصل إلى 39.4 مليون يورو بالإضافة لحوافز سنوية قد تصل إلى 10 ملايين يورو، مع شرط جزائي ضخم وصلت قيمته إلى 700 مليون يورو.

تهمة لصيقة أم هي الحقيقة؟

مع دخولنا في عصر الاحتراف أصبح الوفاء عملة نادرة في عالم كرة القدم، فنجوم عديدة تترك الفرق التي صنعت معها اسمها ونجوميتها من أجل جني المزيد من الأموال أو الشهرة، بحثاً عن الأمجاد الفردية.

ومن وسط هؤلاء هناك القليلون الذين تمسكوا بالبقاء مع أنديتهم حتى في أحلك الأوقات، ولم يتخلوا عن فرقهم وجماهيرهم حتى أصبحوا معشوقين لجمهور فريقهم، وخلدوا أسماءهم في تاريخ أنديتهم كأساطير لا تنسى، ومن بين هؤلاء نجد ليونيل ميسي.

صحيح أن ليونيل ميسي يحصل على أعلى راتب سنوي في برشلونة منذ سنوات، لكن ماذا عن فرانشيسكو توتي الذي كان الأعلى أجراً في روما، ورغم ذلك نجد الكثيرين يصفونه بالوفي؟ وماذا عن ستيفن جيرارد الذي كان يتقاضى بدوره أعلى أجر سنوي في ليفربول، إلا أن ذلك لم يمنع أحداً من نعته بالمخلص والمتفاني.

الحقيقة أن “الوفاء” و”الطمع” و”الانتماء”؛ هي مصطلحات نسبية تتحكم فيها أهواء الجماهير، فاللاعب الذين ينتمي لفريقهم يسمونه “وفياً”، أما اللاعب الذي يرتدي قميص فريق آخر فيصفونه بالمحب للأموال.

ميسي لو كان لاعباً يلهث وراء الأموال، لوافق على الرحيل إلى تشيلسي في 2014 حينما قدم له رومان أبراموفيتش 500 مليون يورو، منها 250 مليون لفك الشرط الجزائي بين البولجا والبارسا، و250 مليون كراتب سنوي للاعب لمدة 5 سنوات تنتهي في 2020، ولكن البرغوث رفض العرض المقدم له، وفضل البقاء في صفوف البلاوجرانا.

ميسي لو كان لاعباً محباً للأموال، لفضل الانتقال إلى مانشستر سيتي الذي قدم له عرضاً براتب سنوي يصل إلى 50 مليون يورو، لمدة 5 سنوات، مع موافقته على دفع 250 مليون يورو، وهي قيمة الشرط الجزائي السابق في عقد النجم الأرجنتيني.

بقاء ميسي في برشلونة وعدم رغبته في الرحيل لأي نادٍ آخر، ما هو إلا ردُّ جميلٍ بعدما تكفل النادي الكتالوني بنفقات علاجه من النقص الهرموني الذي حدّ من نموه حينما كان في الـ13 من عمره. أما راتبه المرتفع فهو أمر طبيعي، خاصة وأن الرواتب والأسعار باتت مستفحلة منذ بداية الألفية الجديدة، إضافة إلى أن من يتقاضى هذا الأجر هو أحد أفضل اللاعبين في التاريخ وليس لاعباً عادياً.