ميسي المتباكي .. حينما تدعي كره مورينيو ثم تتقمص شخصيته

رامي جرادات 19:28 08/07/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • وأخيراً، اكتشفنا أن ليونيل ميسي بشرٌ مثلنا، لم يأتِ من كوكب غريب كما ادعى البعض، ليس لأنه لم يقدم الأداء المنتظر منه في بطولة كوبا أميركا، بل لأنه علق فشله على نظرية مؤامرة خلقها من وحي خياله كما يفعل معظمنا بشكل دائماً.

    بعد مباراة قطر انتقد ملاعب البرازيل التي تقام فيها البطولة، وكرر نفس الانتقاد بعد مباراة فنزويلا، لكن بشكل أكثر حدة، ثم تصاعد بهجومه متهماً البرازيل بأنها تتحكم في اتحاد أمريكا الجنوبية بعد الإقصاء من منتخب راقصي السامبا، واختتم مشوار تصريحاته في البطولة بهجوم عنيف على الحكم والاتحاد البرازيلي واتحاد أمريكا الجنوبية بعد طرده أمام تشيلي.

    عندما تكون واحداً من أفضل لاعبي التاريخ إن لم تكن أفضلهم، ثم تكون حصيلتك في كوبا أميركا تسجيل هدف من ركلة جزاء وصناعة هدف في مباراة ليس لها أي قيمة، ستتحول إلى كائن بشري يتهم جميع من حوله، يلوم كل شيء وأي شيء باستثناء نفسه، الآن فهمنا من أين جاءت قناعة عشاقه “البرغوث لا يقارن”.

    ميسي قدم مباراة كبيرة ضد البرازيل، من منا لم يقرأ هذه الجملة على مواقع التواصل؟ لمجرد أنه سدد كرة على القائم، وراوغ بعض اللاعبين، يرى البعض أنه لا يستحق الإقصاء، أذكر مباريات مع برشلونة كان يسجل فيها هدفين ويصنع هدف ثم يخرج البعض لانتقاده بسبب تراجع مستواه، لكن الآن المعادلة تغيرت، طبيعي أن يسعد عشاقه بتحسن مستواه أمام السيليساو بعد أن شاهدوه يتقمص دور أندريه جوميز في أول 4 مباريات.

    يرى ميسي أنه تلقى بطاقة حمراء بسبب اتهاماته للبرازيل بالتلاعب في البطولة، لكنه لم يسأل نفسه مثلاً لماذا قام بدفع ميديل عندما كان يريد الحجز على الكرة لحين خروجها من الملعب، وقبل أن يستعيد وجهه البريء ليتلقى 3 دفعات، لا يهم، ميسي يفعل ما يريد حتى لو اعتدى على لاعبي الخصم بشكل متعمد وبدون اللعب على الكرة.

    الغريب أن ميسي تباكى كثيراً منذ بداية البطولة ولحين انتهائها، وهذا يذكرنا بعدوه اللدود جوزيه مورينيو الذي لطالما لم يعجب نجوم برشلونة، وعلى رأسهم البرغوث، لكن لا مشكلة باستعارة شخصيته لمدة ثلاث أسابيع لكي يجعل الناس تتغاضى عن مستواه السيء، ويركزون على تصريحاته الخيالية.

    أي فريق في العالم استفاد من التحكيم في بعض الأحيان، برشلونة والأرجنتين ليسا استثناء، ولم نشهد ميسي يعترف بأحقية الخصم في أي يوم، البعض سيقول أن هذا كان في زمن ما قبل الفار، الآن يمكن للحكم إعادة كل شيء للتأكد، صحيح اتفق مع وجهة النظر هذه، لذلك لم يقم الحكم باللجوء لتقنية الفار عندما قام جيرارد بيكيه بإعاقة ماكتومناي لاعب مانشستر يونايتد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

    أن تحول خطأ ارتكبه الحكم في مباراة البرازيل وتعرضك للطرد أمام تشيلي في مباراة لا يكترث لها أحد إلى مؤامرة كونية للإطاحة بك من البطولة أمر غير مفهوم من صحاب الكرة الذهبية 5 مرات.

    عشاق ميسي يلومون “الخشبات”، رغم أنهم هم من صعدوا بنجمهم المفضل إلى نصف النهائي، ولم يكن له أي دور في ذلك، بينما يدعي ميسي أن هناك من يتحكم في كل شيء ليمنعه من الفوز، لا يهم العذر بعد الآن، فالحقيقة هي أن الأرجنتين لم تحصد أي لقب كبير في عهد الأفضل في التاريخ، حقيقة تعد المحرك الأساسي لتحول ميسي إلى مورينيو بين ليلة وضحاها.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على الأخبار الغريبة وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.