موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

بعدما كان قريباً من الانضمام إلى برشلونة الإسباني، يتجه اللاعب الهولندي الشاب ماتياس دي ليخت، لتغيير وجهته نحو نادي يوفنتوس، وذلك بعدما سافر المدير الرياضي للنادي الإيطالي فابيو باراتيسي إلى العاصمة أمستردام لإقناع اللاعب بالانضمام إلى فريق السيدة العجوز.

وعقب تعاقده مع ماوريسيو ساري في الأسابيع القليلة الماضية، يستعد يوفنتوس الآن لسوق انتقالات ساخن، في ظل رغبته بتدعيم صفوفه بعناصر مميزة من أجل السعى نحو التتويج بلقب دوري الأبطال، الغائب عن خزائن النادي منذ أكثر من 20 سنة.

ويعد دي ليخت أحد النجوم الشابة التي يبحث يوفنتوس ضمها، لعوامل عديدة، منها صغر سنه وعقليته القيادية، لاسيما وأنه يعد قائداً لفريق آياكس رغم أن عمره لا يتجاوز 19 عاماً، بجانب اقتراب جورجيو كيليني من الرحيل بعدما بلغ من العمر عتيّا.

طلب مفاجئ:

يشير الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن كريستيانو رونالدو هو كلمة السر في تغيير ماتياس دي ليخت لوجهته من برشلونة (أو باريس سان جيرمان) إلى يوفنتوس، مستندين في ذلك على تصريحات المدافع الهولندي.

وقال دي ليخت، إن كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس وقائد المنتخب البرتغالي، طلب منه الانتقال لصفوف السيدة العجوز في الميركاتو الصيفي الحالي.

Ligt

وصرح دي ليخت عقب نهائي دوري الأمم الأوروبية: “أنا ذاهب إلى الإجازة الصيفية الآن، سأفكر في الأفضل بالنسبة لي حول مستقبلي، فوجئت بطلب رونالدو ولهذا ضحكت، لم أكن أفهم الأمر في البداية”.

منعرجات كثيرة:

قبل أسابيع قليلة، توصل برشلونة لاتفاق مع أياكس على ضم دي ليخت مقابل 75 مليون يورو، ولكن لم تمر سوى ساعات قليلة حتى عرفت العملية أول منعرج حقيقي، بعدما شوهد مينو رايولا في باريس للتفاوض مع إدارة سان جيرمان بشأن المدافع الشاب.

وتقدم باريس سان جيرمان بعرض مالي يصل إلى 75 مليون يورو بالإضافة إلى راتباً مغرياً للاعب البالغ عمره 19 عاماً، وذلك من أجل رفض عرض برشلونة.

وشكل دي ليخت أولوية بالنسبة للبارسا، بحكم عمره الصغير وجودته ومهاراته، خاصة وأن الأمر يتعلق بصفقة إستراتيجية لدفاع البلاوجرانا بعدما أظهر الهولندي قدراته المميزة في بطولة دوري أبطال أوروبا مع آياكس.

وبعد هذا بأيام، سلكت الصفقة منعرجاً جديداً، بعدما تولى ليوناردو منصب المدير الرياضي في باريس سان جيرمان، ليقرر مينو رايولا نقل موكله إلى يوفنتوس، ليقلب وكيل الأعمال المشهور، الموازين مجدداً.

رونالدو هو كلمة السر!!

يرى قطاع عريض من متتبعي الساحرة المستديرة، أن كريستيانو رونالدو هو الذي لعب دوراً بارزاً في تغيير وجهة دي ليخت، مشيرين إلى أن كلمات صاروخ ماديرا عقب نهائي دوري الأمم الأوروبية، هي التي أبعدت المدافع الهولندي عن برشلونة وباريس سان جيرمان.

وهذا الكلام عارٍ من الصحة، فاللاعب في الأخير اختار النادي الذي دفع مبلغاً طائلاً مقابل الحصول على خدماته، وهو ما يعني أن لغة الأموال (لا كلمات رونالدو) هي التي تحكمت في مصيره.

يوفنتوس – حسب ما تشير إليه أغلب المصادر – سيقدم لدي ليخت راتباً سنوياً بقيمة 20 مليون يورو، وهو مبلغ أقل بكثير مما قدمه برشلونة (6 ملايين يورو) وباريس سان جيرمان (12 مليون يورو).

ورأيي هنا، أنه من غير الطبيعي أن يتقاضى لاعب بعمر دي ليخت أجراً يفوق 10 ملايين يورو، فماذا عساه يطلب بعد مسيرة 5 سنوات طافحة بالألقاب والإنجازات الفردية؟ راتبه في يوفنتوس هو 3 أضعاف راتب زميله فرينكي دي يونج الذي قدم مستويات أفضل طوال الموسم، لكن الفارق الوحيد بينهما هو وكيل الأعمال: مينو رايولا.

في الأخير، دي ليخت – أو بالأحرى وكيله مينو رايولا – اختار من دفع أكثر في النهاية، لذلك بات قريباً جداً من يوفنتوس حسب جل التوقعات، ومن يلهث وراء المال في هذا السن، لا يُمكن أن تنتظر منه خيراً كبيراً.. والأمثلة كثيرة جداً.