برشلونة ولعبة العروش.. كيف تخرّب ملحمتك في الرمق الأخير؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – أهدر نادي برشلونة فرصة إنهاء موسم تاريخي بتكرار الثلاثية عندما خسر بهدفين مقابل هدف أمام فالنسيا، في نهائي كأس ملك إسبانيا، أمس السبت، ويأتي هذا بعد خروجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، على يد ليفربول.

    ووصفت وسائل الإعلام الإسبانية موسم برشلونة بأنه مخيب للآمال رغم التتويج بلقب الدوري المحلي للمرة الثامنة في آخر 11 موسماً، ليصبح مستقبل المدرب إرنستو فالفيردي على المحك، رغم الدعم الذي يتلقاه من نجوم الفريق.

    وحاول برشلونة التعلم من دروس السنوات الماضية، لكنه فشل في ذلك، لينحدر مستوى الفريق في الأمتار الأخيرة من الموسم، وهو ما يدفعنا في هذه السطور لرصد بعض التشابهات بين البارسا والمسلسل الشهير “لعبة العروش”.

    لعبة العروش:

    استطاع مسلسل “لعبة العروش” على مدار المواسم الأولى تحقيق معدلات مشاهدة غير مسبوقة فى جميع أنحاء العالم، إلا أن الموسم الأخير لم يكن عند مستوى التطلعات، حيث تراجعت تقييمات المسلسل الأمر تسبب في غضب المتابعين.

    ولقي الموسم الأخير ردود فعل متباينة من عشاق المسلسل ونقاده على حد سواء، إذ وقّع أكثر من مليون مشاهد على عريضة لإعادة إنتاج الحلقة الأخيرة بسيناريو أفضل.

    D7b-btSXoAAfWP2

    وجاء الموسم الأخير الذي احتوى على ست حلقات، صادماً ومخيباً لآمال الكثيرين، وأصبحت حلقاته هي الحلقات الأقل تقييماً في تاريخ المسلسل كله، وتنحدر أكثر مع كل حلقة جديدة تُعرض.

    وتميّز المسلسل، الذي بدأ في 2011، بالحبكة القوية والشخصيات المرسومة بحِرفية ودقة شديدة، وتطور الأحداث وبناء الشخصيات عبر الاهتمام الشديد بالتفاصيل، والغرس والتمهيد للأحداث التالية ببراعة وبشكل مدروس بدقة، بالإضافة للحوارات القوية جداً بين الشخصيات.

    لكن في الأمتار الأخيرة من المسلسل، بدأ الانحدار مع التكثيف غير المبرر للحلقات والأحداث، وظهر أثر ذلك بوضوح في الموسم الثامن، حيث أصبحت التنقلات تتم بسرعة شديدة تليق بطائرات وليس سُفن أو مشاة.

    وشرعت ثغرات الحبكة في البروز أكثر، وأصبح الأبطال يتخذون قرارات غبية غير متسقة مع شخصياتهم في المواسم السابقة، ليكون الموسم الأخير مخيباً لآمال المتابعين بعدما خرب مؤلفو المسلسل هذه الملحمة الرائعة في الرمق الأخير.

    ويرجح الكثيرون أن سبب الانحدار يعود إلى ابتعاد جورج مارتن عن الإشراف على كتابة سيناريو المسلسل منذ الموسم الخامس، بسبب رغبته في التفرغ لإكمال الكتاب السادس من سلسلته الذي يحمل عنوان “رياح الشتاء”.

    وتناوب ديف هيل وبراين كوغمان على كتابة حلقات الموسم الثامن، ليفقد المسلسل بوصلته، إذ لم يعد مهتماً بالحبكة وبالبناء الدرامي وبالخيارات المنطقية المتسقة مع طبيعة الشخصيات.

    برشلونة:

    وتلقت جماهير برشلونة، ضربة أخرى بخسارة لقب كأس ملك إسبانيا ضد فالنسيا، لينهي الفريق الكتالوني موسمه بالتتويج بالليجا فقط، رغم كل التوقعات في بداية الموسم التي كانت تشير إلى إمكانية حصد الثلاثية.

    وبدا أن برشلونة لم يتمكن من استنباط قوة ذهنية كافية لتجاوز آثار الخسارة الأوروبية، حيث كان الموعد القاري في أنفيلد قاسياً هذا الموسم، خاصة وأنه أوقع برشلونة ضحية سيناريو مشابه للعام الثاني توالياً.

    GettyImages-1139307785 (1)

    ففي الموسم الماضي، تقدم النادي الكاتالوني في ربع النهائي على روما الإيطالي بأربعة أهداف مقابل هدف في الذهاب، قبل أن ينتقل إلى الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية، حيث خسر بثلاثية نظيفة وودع المسابقة القارية.

    ودائماً ما يبدأ برشلونة مواسمه بشكل مبهر، ويحقق الانتصارات المتتالية، ويصول ويجول نجومه في مناطق الخصوم، لكنه سرعان ما يتهاوى في الأمتار الأخيرة من الموسم، ليهدم الفريق كل ما بناه طيلة 8 أشهر مثلما هو الحال مع مسلسل “لعبة العروش”.

    ولا تتوقف التشابهات عند هذا الحد، فقد لعب ليونيل ميسي دور “جون سنو”، حيث قاد فريقه برشلونة لمواجهة جميع خصومه طوال الموسم، وانتصر في كل المعارك وكان قريباً أكثر من أي وقت مضى من تحقيق حلمه والجلوس على “عرش أوروبا”، لكنه فشل في الأخير في تخطي ليفربول لتُحاصره الانتقادات رغم كل الأهداف التي سجلها منذ شهر أغسطس الماضي.

    وكما قلنا عن “لعبة العروش”، فإن ابتعاد جورج مارتن عن الكتابة أفقد المسلسل الشهير متعته، وهو ما ينطبق على برشلونة، فمنذ رحيل خوان لابورتا وقدوم ساندرو روسيل وصديقه جوسيب ماريا بارتوميو، تخلى الفريق الكتالوني عن مبادئه وتجرد من أسلوبه المعتاد، لدرجة أن الجماهير شجعت فالنسيا ضد فريقها في نهائي الكأس حتى يرحل فيلسوف المدرسة “الواقعية”، إرنستو فالفيردي.