موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

يتمتع ليونيل ميسي، نجم نادي برشلونة، بقدرة خارقة على حسم الأمور داخل أرضية الملعب وكثيراً ما كانت قرارته هي العامل الأبرز في إنهاء النتيجة لصالح فريقه، لكن الأخبار التي تؤكد أن الأرجنتيني له يد في اتخاذ القرارات الإدارية عادت لتظهر من جديد.

وأورد موقع “لو 10 سبورت” الفرنسي، أن ليونيل ميسي، يتحكم في مصير إرنستو فالفيردي فالفيردي مع الفريق الكتالوني، فلو رغب الدولي الأرجنتيني في رحيل المدرب، فإن إدارة النادي لن تتردد في القيام بذلك.

ومن جهة أخرى، أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن “البرغوث” طلب من إدارة برشلونة، التعاقد مع الفرنسي أنطوان جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد، والألماني جوشوا كيميتش الظهير الأيمن لبايرن ميونخ، والهولندي ماتياس دي ليخت مدافع آياكس أمستردام.

مواقف سابقة:

وسبق أن اتُّهم ميسي بأنه كان وراء قرار إقالة بير غراتاكوس، مدير العلاقات بنادي برشلونة، بسبب تصريحات قال فيها إن برشلونة فريق جماعي، في إشارة منه أن الفريق ليس عبارة عن لاعب وحيد “ميسي”، لتأتي الإقالة بعد أقل من 24 ساعة دون الإفصاح عن السبب.

ولم يكن هذا الموقف هو الوحيد الذي يدل على أن ميسي له الكلمة الأولى داخل النادي الكتالوني، فقد شنّ في وقت سابق هجوماً على خافيير فاوس، نائب رئيس برشلونة للشؤون الاقتصادية، ووصفه بأنه لايفهم شيئاً في الكرة، وذلك بعدما رفض زيادة راتب البولجا في العقد الذي وقعه مع النادي في 2013.

وقال ميسي وقتها: “إن السيد فاوس شخص لا يعرف شيئاً عن كرة القدم ويريد أن تكون إدارة برشلونة كما لو أنها شركة، والنادي ليس كذلك، برشلونة من أكبر الفرق في العالم ويستحق أن يمثله أفضل المسؤولين في العالم أيضاً”.

وإثر ذلك قام رئيس النادي ساندرو روسيل حينها بتلبية طلب ميسي وتجاهل نائبه الذي اعتذر من النجم الأرجنتيني بعد ذلك، وقال: “أفضل لاعب في العالم يستحق أفضل عقد في العالم من الناحية المالية”.

وعلى صعيد المدربين خرجت العديد من التقارير الصحفية، التي تدعي أنه لا يتم تعيين أي مدرب جديد للفريق الأول دون استشارة وموافقة ميسي عليه، وهذا ما حدث عندما تعاقد النادي مع تاتا مارتينو وإرنستو فالفيردي.

اتهامات لا أساس لها من الصحة:

ما يجعلني أميل إلى التأكيد على أن ميسي بعيدٌ عن شُبهة فرض رأيه لضم لاعبين أو رحيل لاعبين أو التعاقد مع مدربين بعينهم، هو أن جل اللاعبين الهجوميين الذين تعاقد معهم برشلونة في السنوات الأخيرة يلعبون في نفس المراكز التي يشغلها البولجا، فما الذي يدفع ليو لمطالبة إدارة البلاوجرانا بضم لاعبين من شأنهم أن يزاحموه داخل أرضية الملعب؟.

كوتينيو، أندريه جوميز، عثمان ديمبيلي وأنطوان جريزمان، كلهم لاعبين يشغلون نفس المراكز التي يلعب فيها ميسي، فالأول والثاني صناع لعب ويفضلان التواجد خلف المهاجمين لتزويدهم بالتمريرات البينية والتسديد من خارج منطقة الجزاء، أما الفرنسييْن فأحدهما جناح أيسر والآخر يلعب في جل الأوقات كمهاجم ثانٍ سواء مع أتلتيكو مدريد أو منتخب الديوك.

FBL-ESP-LIGA-ATLETICO-BARCELONA

ثم ماذا عن رحيل زملائه المقربين عن الفريق الكتالوني؟ وأخص بالذكر هنا نيمار دا سيلفا الذي يحافظ على علاقته القوية مع ميسي ويزوره بين الفينة والأخرى في مدينة برشلونة؟ أليسَ ميسي “ديكتاتورياً” للدرجة التي تسمح له بإجبار وإرغام الإدارة على تحصين النجم البرازيلي؟

دليل آخر؟ على الرغم من إعلان برشلونة الاتفاق مع ميسي على تجديد عقده حتى عام 2023، إلا أن اللاعب لم يوقع حتى الآن على العقد الجديد، الأمر الذي يوضح عدم قدرة النجم الأرجنتيني على اتخاذ قرار التوقيع قبل أن يحصل على الضوء الأخضر من الإدارة، مع العلم أن المفاوضات بين الطرفين استغرقت وقتاً طويلاً.

في الأخير، صحيح أن هناك بعض الأمور الرياضية التي يتحكم فيها ميسي مع برشلونة، لكن ذلك يندرج ضمن كونه “النجم الأول” بالفريق، فلا محيد ولا مناص من أن يستشير معه المدربين لمعرفة رأيه في بعض الجوانب الفنية، وكذا معرفة الخطط والعناصر التي يرتاح فيها ومعها داخل أرضية الملعب، قصد الاستفادة من قدارته الجبارة.