جميع المؤشرات تؤكد أن برشلونة هو النادي الأقرب للتعاقد مع المهاجم الفرنسي انتوان جريزمان إن لم يوقع معه بالفعل، وذلك بعد أعلن اللاعب رحيله عن أتلتيكو مدريد في فيديو تم نشره عبر الحسابات الرسمية للنادي على مواقع التواصل الاجتماعي.

هناك عدة أندية ارتبطت بالتعاقد مع جريزمان مثل ليفربول، يوفنتوس، باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ، لكن يبدو أن برشلونة حسم الصفقة لصالحه بنسبة كبير جداً، وهو من سيدفع قيمة الشرط الجزائي البالغة 120 مليون يورو

وصول جريزمان سيتسبب برحيل بعض اللاعبين عن صفوف البرسا بشكل مؤكد، والحديث يدور مؤخراً عن بيع النجم البرازيلي فيليب كوتينيو الذي لم يقدم أي إضافة حقيقية على مدار عام ونصف.

وبعيداً عن ضحايا جريزمان في برشلونة، سوف نستعرض لكم في هذا التقرير المركز الذي سيشغله اللاعب مع الفريق، وما هي الحلول التكتيكية التي سيوفرها للمدرب إرنستو فالفيردي في الموسم القادم، أو للمدرب الجديد في حال إقالته.

4-3-3 ومشكلة جوهرية

اذا افترضنا أن جريزمان سيكون الشريك الثالث لميسي وسواريز، وهو الخيار المنطقي بكل تأكيد، يبقى السؤال المهم، كيف سيلعب جريزمان في خطة 4-3-3 التقليدية لبرشلونة ؟

المهاجم الفرنسي لا يملك صفات تجعله يشغل مركز الجناح الأيسر طوال الوقت، فهو يحب التمركز في العمق وبالقرب من حافة منطقة الجزاء، وبالتالي سيكون من الصعب على المدرب اللعب بالخطة التقليدية للنادي بوجود الثلاثي ميسي وسواريز وجريزمان، وسيكون هناك حاجة للتضحية بأحدهم على مقاعد البدلاء والدفع بعثمان ديمبيلي.

التحول إلى 4-3-2-1

أحياناً تتغير الخطة بشكل كامل من أجل لاعب واحد فقط، وهو ما قد يحدث لبرشلونة في الموسم القادم في حال وصول جريزمان، فبدلاً من اللاعب بـ4-3-3 التقليدية بلاعبين غير مناسبين، يمكن التحول إلى 4-3-2-1 التي تسمح بمرونة تكتيكية أكبر وتتناسب كثيراً مع جريزمان.

هذه الخطة أشارت إليها صحيفة آس في تقرير نشرته اليوم، والفكرة تكمن في تواجد لويس سواريز كرأس حربة، بينما يلعب جريزمان وميسي كصانعي ألعاب أو مهاجمين وهميين، ولهما الحرية بالتحرك ما بين الطرف والعمق، لكنهما سيميلان دائماً إلى العمق لفسح المجال للظهيرين كي يتقدمان، خصوصاً جوردي ألبا الذي يعد عنصر هجومي فعال جداً، وتواجد المهاجم الفرنسي على الطرف معظم الوقت سيعيقه كثيراً عن التقدم.

كما يمكن أن يلعب ليونيل ميسي كرأس حربة في هذه الخطة ويكمل جريزمان ولاعب آخر مثل كوتينيو (في حال لم يرحل) أو عثمان ديمبيلي الضلعين المتبقيين من المثلث.

 بديل مباشر لسواريز

من مزايا جريزمان أنه يجيد اللعب في عدة مراكز هجومية، وبالطبع الجميع يعلم أنه يلعب كرأس حربة في الكثير من الأحيان إن تطلب الأمر ذلك، ولن يكون أمامه أي مشكلة بتعويض سواريز في حال تعرضه للإصابة او الغياب للراحة ليكون المهاجم الأول في الفريق، وهذا الأمر يسمح بمرونة تكتيكية أعلى لأنه يتيح الفرصة لعثمان ديمبيلي التواجد على الجبهة اليسرى التي لا يتواجد بها أحد بشكل رسمي منذ رحيل نيمار.

بديل ميسي أيضاً

جريزمان سيكون اللاعب الوحيد في برشلونة القادر نسبياً أن يعوض ميسي في حال غيابه، طبعاً لا نقصد من حيث المردود أو المستوى، فالنجم الأرجنتيني لا يمكن تعويضه بأي لاعب، وإنما بالأدوار وطريقة اللعب، فهو أكثر لاعب يشبهه بين جميع لاعبي الفريق.

اللا مركزية

سلاح مهم يمكن تطبيقه في الموسم القادم بوجود جريزمان وهو عدم تقيد المهاجمين بأدوار تقليديدية ومساحة محددة ليتحركون بها، حيث يمكنهم تبادل المراكز فيما بينهم بشكل مستمر طوال المباراة، وهذه الاستراتيجية تناسب أكثر ميسي وجريزمان وديمبيلي، فجميعهم قادرون على اللاعب بأي مكان في الثلث الهجومي من الملعب، وهناك فرق عديدة طبقت هذه الفلسفة مثل ريال مدريد موسم 2016-2017 مع زين الدين زيدان وكانت ناجحة بالكثير من الأحيان.