لماذا لم ينجح مارادونا في برشلونة ورحل سريعاً ؟

رامي جرادات 16:06 24/03/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • على مدار تاريخ كرة القدم، حدثت أمور عديدة غير منطقية، وما زالت الجماهير لا تجد تفسيراً مقنعاً لها حتى يومنا هذا، ومن الحالات الشهيرة لذلك، رحيل دييجو أرماندو مارادونا عن برشلونة عندما كان في قمة مستواه ونجوميته، ,السؤال الحاضر دائماً، لماذا يقوم نادي بالتخلي عن لاعب يصنف على أنه الأفضل في التاريخ ؟

    قصص مثل هذه، لا يوجد تفسير واحد لها، أو بمعنى أصح، هناك أسباب عديدة وراء الوصول للنتيجة التي أثارت علامات استفهام على مدار 35 عاماً، وفي هذا التقرير، سوف نزيل الغموض حول جميع التفاصيل المتعلقة برحيل مارادونا عن صفوف البرسا.

    الانتقال إلى برشلونة

    بعد بطولة كأس العالم 1982 التي أقيم في إسبانيا، توقع الجميع بقاء مارادونا وعدم عودته للأرجنتين في ظل اهتمام برشلونة بالحصول على خدماته بعد المستوى المميز الذي قدمه في المونديال، وهو ما حدث بالفعل، حيث تعاقد معه النادي الكاتالوني مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني، وكان حينها مبلغاً قياسياً.

    مسيرته في برشلونة

    في موسمه الأول خاض مع الفريق 24 مباراة وأحرز 16 هدفاً، وواصل  الأسطورة الأرجنتينية التألق في الموسم الثاني بتسجيله 14 هدفاً خلال 19 مباراة، وقاد الفريق لتحقيق لقبي كأس ملك إسبانيا وكأس الليجا (بطولة سابق).

    ويتضح من خلال هذه الأرقام أن مارادونا كان يصنع الفارق عند مشاركته، لكن المشكلة كانت تكمن أنه كان يغيب عن نصف الموسم تقريباً بسبب الإصابات، وكانت الإصابة الأقوى التي تعرض لها في بداية الموسم الثاني والتي أجبرته على الغياب عن 18 مباراة متتالية.

    لماذا رحل بعد موسمين ؟

    هنا يأتي التعقيد والجدل، لكن القصة بدأت بوصول المدرب الأرجنتيني لويس مينوتي لتدريب الفريق في نهاية موسم 1982-1982 الذي كان الأول لمارادونا في برشلونة، ونجح هذا المدرب بالفعل في تحقيق بعض الإنجازات، لكنه فشل في الفوز بلقب الليجا بسبب الغيابات التي كان يعاني منها الفريق للإصابة، طبعاً دييجو كان أحد أبرز الغيابات.

    في الموسم الثاني، كان لويس مينوتي غير راضياً عن سلوك مارادونا خارج الملعب، كما كان غاضباً منه لعدم التزامه بالتدريبات كما يجب، ورغم ذلك، كان مينوتي متمسكاً بمواطنه ويحاول جاهداً إرضائه لأنه يعلم أنه أفضل لاعب في العالم والسبيل الوحيد لتحقيق الانتصارات.

    مينوتي حاول إرضاء مارادونا بأي شكل، لدرجة أنه قام بتغيير موعد التدريبات من الصباح إلى المساء، وعندما انتقدته الصحافة وطلبت منه تفسير لذلك، قال “المباريات تلعب في المساء، لذلك يجب أن نتدرب في المساء للحفاظ على الإيقاعات الحيوية”، لم يفهم أحد أن القرار كان لتسهيل على مارادونا الحضور للتدريبات لأنه لم يكن يستيقظ مبكراً بسبب كثرة السهر في الليل.

    وفي الوقت الذي كان يفتعل فيه مارادونا مشاكل عديدة خارج الملعب، ولا يلتزم بالتدريبات، كانت الإدارة تطلب من مينوتي معاقبته، لكن الأخير كان يرفض ذلك ويجيبهم “معاقبة النجم الأول في الفريق ستكون عقاباً للفريق نفسه”، حيث كان يرى أنه من غير المنطقي إقصاء أهم لاعب طالما هو متاحاً.

    مع مرور الوقت، نفذ صبر مينوتي على مارادونا، ووعد إدارة برشلونة بالفوز بلقب الليجا موسم 1984-1985، لكنه اشترط على إدارة البرسا بيع مارادونا لكي يجدد عقده مع النادي، طبعاً لم يوافق الرئيس خوسيه لويس نونيز في البداية، لكن مجلس إدارته لم يكن يمانع الفكرة، وتم بالفعل بيه مارادونا في صيف 1984 عندما تقدم نابولي بعرض قياسي لا يمكن رفضه يبلغ 7 ملايين يورو.

    في الموسم التالي، تم إقالة مينوتي وتعيين تيري فينابلز بدلاً منهم، وبالفعل، نجح برشلونة في تحقيق لقب الليجا في ذلك الموسم، واتضح أن مينوتي كان على صواب عندما طلب بيع مارادونا.

    العراك الشهير في مباراة أتلتيك بيلباو

    بعد وصول مارادونا إلى برشلونة، كادت مسيرته أن تنتهي على يد نجم أتلتك بيلباو غويكوتشيا الذي تدخل عليه بعنف في أول لقاء لهما، ولقب بعد ذلك بـ “جزار مارادونا”، لكن الأسطورة الأرجنتينية لم ينسى هذه الواقعة أبداً.

    في نهائي كأس ملك إسبانيا، التقى برشلونة مع أتلتيك بيلباو مجدداً، وحدث عراك شهير بين اللاعبين كان بطله مارادونا وغويكوتشيا أمام أنظار ملك إسبانيا الذي كان يتواجد في المدرجات، وتفاقمت الأمور بعد أن قامت الجماهير بإلقاء زجاجات ماء وأمور أخرى إلى أرضية الملعب، الأمر الذي تسبب في العديد من الإصابات.

    هناك اعتقاد أن هذه المباراة التي كانت الأخيرة لمارادونا، هي من أحد الأسباب الرئيسية لرحيله، حيث شعر برشلونة أنه لم يعد هناك مجال للسيطرة على اللاعب، خصوصاً بعد الانتقادات التي تعرض لها من الصحافة والجماهير على سلوكه العنيف.