تكتيك برشلونة في عهد جوارديولا .. فن الرعب والتيكي تاكا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أكاديمية موقع سبورت 360 – الاجتياح، ربما يكون الوصف المناسب للعملاق الكتالوني برشلونة الذي اجتاح أوروبا بأكملها في عهد بيب جوارديولا، اجتياح بكل ما تحمله الكلمة من معنى سواء من ناحية التفوق في جميع الملاعب، أو من ناحية السيطرة الكلية على المستطيل الأخضر في كل مباراة. برشلونة بيب ارتقى بكرة القدم لدرجة لا يمكن تصورها، وهو ما يدفعني لتفنيد أبرز أفكار وأساليب الفيلسوف جوارديولا خصوصاً في موسم 1\2011.

    “لن اسامح نفسي ابدًا, لقد فشلت.” هكذا التفت بيب و قال الى مساعده مانيل استيارتي عقب فوز برشلونة على مانشستر يونايتد 3-1 في قلب ويمبلي في نهائي دوري الأبطال! نبذة عن عقل هذا الرجل و هوسه بالوصول الى المثالية, لندخل الى التكتيك اعزائي المتابعين.

    1

    اللعب الموضعي او ما يعرف بال”Positional Play”: اسلوب تاريخي بدأ فيه كرويف و اعاد احيائه بيب مع البارسا. لتطبيق هذا الأسلوب بنجاح يجب ضمان ثلاث افكار. 1- التفوق العددي , 2- التفوق الفني , 3- التفوق الموضعي في الملعب. كل ذلك يتم عبر التدريبات على ارض ملعب مصمم خصيصًا لهذا الأسلوب.

    1- التفوق العددي: بيب لا يؤمن بالأرقام و التشكيلات, هي رسميات تذهب مع الريح فور انطلاق المباراة, لهذا السبب نرى الارتكاز يصبح قلب دفاع, الظهير يصبح جناح, الجناح يصبح مهاجم, و المهاجم يصبح صانع لعب او مهاجم وهمي. هذه التحركات كلها من اجل ضمان الزيادة العددية في المناطق قرب الكرة.

    2

    2- التفوق الفني: بعد ضمان التفوق العددي, تخلق هذه التحركات حالة 1 ضد 1 في جانب آخر من الملعب بسبب تحرك الخصم نحو المنطقة المكتظة باللاعبين. هنا تتبلور فكرة المهارة الفردية للأجنحة و يصبح الظهير المنافس في مأزق امام سرعة و خفة الجناح. سيناريو رأيناه كثيرًا مع ساني هذا الموسم.

    3

    3- التفوق الموضعي: اخيرًا و ليس آخرًا, احد ركائز بيب التي تعد من المستحيل التخلي عنها, كيفية خنق الخصم و حماية الفريق من المرتدة عبر الانتشار السليم في الملعب. فكرة اعتمد عليها ساكي كثيرًا و هي التمركز حسب اربعة نقاط مرجعية: الكرة, زملائك, المساحة, و الخصم.

    4

    5

    لتدريب اللاعبين على هذا الأسلوب, قسّم بيب الملعب الى 20 قسم كما نرى في الصورة. تركيزه الكبير يكون عادة بالسيطرة على مناطق رقم 6-7-8-14-14-15 لكونهم في وسط الملعب و بين خطوط الخصم. هذا الموسم شاهدنا سيلفا و دي بروين في المناطق 6-8-13-15 ال”half-space” حسب شكل الفريق في الهجوم.

    تبعًا لصورة الملعب السابقة: فلنفرض فريق برشلونة عام 2011, بيدرو معه الكرة في منطقة 16, تشافي في ال7 و الفيس في ال8. لو أراد بيدرو الدخول الى ال15, الفيس يقوم بالجري نحو 10 وصولا الى 16, و تشافي سوف يقدم لهم الدعم فينتقل الى ال8, ليصنعوا مثلث جميل يحمي من خلاله الفريق من المرتدة.

    هذه الأفكار و الانسيابية لا تأتي من عدم, بل تأتي عن طريق تفاصيل دقيقة جدًا لا ينتبه لها الكثيرون. الفريق يجب ان يلعب ما لا يقل عن 15 تمريرة لضمان صعوده بالكامل ككتلة واحدة نحو مناطق الخصم من اجل اجبارهم على الدفاع. و هذا ما رأيناه في الدوري الانكليزي هذا الموسم مع مانشستر سيتي.

    ميسي و المهاجم الوهمي: من افضل القرارات التي اتخذها بيب في مسيرته. وضع ميسي بين الخطوط في الوسط ليجعل المدافعين في حيرة معه. اذا لحق به المدافع نحو الوسط, يستغل بيدرو او فيا المساحة في الخلف. اذا لم يلحق به, ميسي يستلم بأريحية و يصبح وجهه للمرمى. يتركه للاعب الوسط؟ انييستا يتحرر!

    البناء من الخلف اسلوب اعتمده البارسا منذ زمن بعيد و اصبح يتقنه مع بيب. طبعًا الأفكار لا تعني شيء إذا لم يستطع لاعبي الفريق تطبيقها بشكل صحيح. لهذا السبب احرص بيب على تواجد مدافعين و حارس مرمى لا يمانعون اللعب تحت الضغط. سأقدم لكم بعض الجمل التكتيكية الي طبقت في البناء من الخلف.

    سيناريو 1: مهاجمين يضغطان بيكيه و ماسكيرانو, فيبتعدا نحو خط التماس مع تقدم الأظهرة الى الأمام, ينتج عن هذا الأمر مساحة خالية لبوسكيتس ليستلم بأريحية تامة و يبني اللعب. هذه الفكرة تعلمها بيب من المكسيك و تسمى “Salida Lavolpiana”

    سيناريو 2: الخصم يضغط بخمسة لاعبين للتكافؤ مع الخط الخلفي للبارسا + بوسكيتس. هنا يصبح فالديس ذو الدور الأهم كونه اللاعب السادس الذي يمكن فريقه التنفس عن طريقه ليستلم الكرة مع امكانية ارسالها الى احد الظهيرين خلف خط الضغط الأول.

    سيناريو 3: الخصم يضغط بستة هذه المرة بالإضافة الى الضغط على فالديس. يقترب تشافي الى جانب بوسكيتس, قلبي الدفاع الى حدود منطقة جزاء. بيكيه يستلم من فالديس ليمررها الى تشافي الذي بدوره يحرر الفيس و يصبح البارسا المتحكم, من المهم ان تتم بلمسة واحدة و نلاحظ المثلث الذي تكون على الطرف.

    سيناريو 4: الخصم ملتصق بكل من بيكيه, ماسكيرانو, الفيس, ابيدال و بوسكيتس. فالديس لديه الكرة و ينتظر تحرك بوسكيتس الوهمي الذي ينتج عنه تحرير تشافي و خلق زاوية تمرير له مباشرة من الحارس.

    بعد الانتهاء من بناء اللعب من الخلف نأتي الى الابداع في وسط الميدان, وسط كان فيه تشافي-بوسكيتس-انييستا من الطبيعي ان يكون هو المحرك لهذا الفريق الذي مكنه من السيطرة على جميع المباريات و فرض الأسلوب الذي يريده بيب.

    الجدير بالذكر تمركزهم في وسط الميدان, كما نرى في الصورة كان تمركزهم بشكل مائل و ليس بشكل منظم. بوسكيتس في الوسط, تشافي الأقرب اليه و انييستا متقدم اكثر نحو الأمام. هذه نقطة مهمة جدًا لإرباك الخصم و فتح زوايا تمرير عديدة من الصعب اغلاقها خصوصًا امام هؤلاء الثلاث.

    6

    تحول المثلث الى الجوهرة: مع انضمام ميسي الى الثلاثي الإسباني يتحول المثلث الى شكل جوهرة. تشافي و بوسكيتس في اساسها و انييستا و ميسي على رأسها كونهم الأمهر و الأخطر تجاه المرمى. وجود لاعبين بمهارة انييستا و ميسي تخلق حالة من الخوف لدى الخصم كونهم اساتذة في مفهوم الزمان و المكان.

    7

    التلاعب بشكل الخصم: كما ذكرت في الجزء الأول و كما هو واضح في الصورة, تشافي و انييستا يتمركزان بطريقة مماثلة جدًا لسيلفا و دي بروين هذا الموسم. يحدث هذا الأمر إما لتوسيع خط وسط الخصم و ايجاد الثغرات بين اللاعبين, او سحبهم الى جهة واحدة و ضربهم في الجهة المقابلة و بسرعة.

    8

    التركيز على الجناح: واجه برشلونة خطة ال2-4-4 كثيرًا. لهذا الأمر كان ألفيس يتقدم اكثر نحو الأمام و ينضم اليه تشافي ليخلقوا وضعية 2 على 1 مع الجناح المنافس. لا يجب ان ننسى بأن الظهير المنافس لا يستطيع المساندة بسبب تواجد بيدرو على اقصى خط التماس ليتم تثبيت الخصم.

    9

    التمريرة العرضية من تشافي\بوسكيتس الى ألفيس. تمريرة كثيرًا ما شاهدناها بسبب اندفاع ألفيس ليصبح كالمهاجم الذي يكسر فخ التسلل. يتبع هذه العرضية إما التمريرة لميسي و الإانهاء بالمرمى اذا اتيحت الفرصة. يعود الفضل لبيدرو الذي يشغل الظهير ليتحرر ألفيس بهذا الشكل.

    تمركز الأجنحة: يطلب جوارديولا من الأجنحة ان يبقوا على خط التماس من اجل: 1- توسيع عرض الملعب 2- شغل أظهرة المنافس 3_ السماح لميسي بالنزول نحو الوسط بأريحية أكبر بسبب انشغال الدفاع بتحركات فيا و بيدرو 4- خلق الثغرات بين الظهير و قلب الدفاع.

    الحالة الدفاعية: قسّم بيب الجانب الدفاعي الى حالتين: الدفاع مع الكرة و الدفاع من دون كرة. الدفاع مع الكرة مفهوم استخدمه البارسا كلما ارتفع اداء الفريق المنافس في المباراة. تكتيك طبقه بيب بامتياز هذا الموسم ايضًا مع السيتي. التمريرات القصيرة كفيلة بأن تحبط خصمك و تحرمه من الكرة.

    اما الجزء الأهم هو الدفاع من دون كرة. هنا اصبح البارسا على مستوى آخر من الجدية و الشراسة في استرجاع الكرة بأقل من 6 ثواني. الضغط المتبع كان عبارة عن إغلاق زوايا التمرير على الخصم و اجباره على لعب كرة طويلة غير دقيقة. بيب جعل البارسا مميز جدًا في هذا النوع من الضغط.

    10

    شكل آخر من الضغط عندما تكون الكرة مع حارس الخصم. ميسي يبقى بين قلبي الدفاع, فيا و بيدرو مع الأظهرة, تشافي و انييستا يتقدمان لحماية الوسط من التمريرات الكاسرة للخطوط, بوسكيتس يحمي قلبي دفاع البارسا, ألفيس و ابيدال مع الأجنحة, و بيكي و ماسكيرانو احد منهم يساعد بوسكيتس و الثاني يغطي.

    11

    في الختام, فريق البارسا عام 2011 لعب كرة قدم اعتبرت واحدة من الأمتع على مر العصور. فريق تاريخي امتلك مدرب و لاعبين ممتازين تشعر آنذاك بأنهم الصورة الكاملة لكرة القدم. بيب استطاع ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه و ها هو الآن يخطو خطا ثابتة مع السيتي.

    لمتابعة الكاتب عبر تويتر

    @kboumehdi94