Getty

موقع سبورت 360 – اكتسح برشلونة ضيفه ريال مدريد في كلاسيكو الأرض، بخمسة أهداف مقابل هدف يتيم، في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب الكامب نو لحساب الجولة العاشرة من مسابقة الدوري الإسباني، ما مكن البلاوجرانا من مواصلة التغريد وحيداً في الصدارة.

وإليكم تحليل هذه المباراة والذي سنركز فيه على برشلونة..

في المُجمل، قدّم برشلونة مباراة مثالية جداً والذي تعامل فيها الفريق الكتالوني مع ريال مدريد بذكاء كبير وبهدوء منقطع النظير، ما جعله يتعملق ويجهز على خصمه بتلك النتيجة الكبيرة.. والحقيقة أن هناك العديد من الأمور التي رجحت كفة البلاوجرانا في هذه المباراة، وسنتطرق لها تباعاً فيما سيأتي من هذا التحليل.

من بين النقاط الحاسمة في مباراة اليوم نجد التفوق الواضح لخط وسط برشلونة سواءً في بناء الهجمة أو في استرجاع الكرة! تخيلوا أن خط وسط المرينجي تسبب في فقدان الريال لـ25 كرة بالتمام والكمال، فيما لم يفقد منتصف البلاوجرانا طيلة اللقاء أكثر من 11 كرة ما يدل على الدور المهم الذي لعبه فوز برشلونة بأم المعارك.. آرثر، بوسكيتس وراكيتيتش قاموا بأدوار دفاعية ضخمة أخفت كاسيميرو، مودريتش وكروس وعزلت الثلاثي الهجومي عن البقية، كما أنهم استفادوا من المساندة المميزة للاعبي الخط الأمامي. أما رافينيا، فقد كان كلمة السر لإيصال الكرة بشكل صحيح للخط الأمامي والخروج بها تحت الضغط.

وبالحديث عن الضغط المتقدم، فإن برشلونة فرضاً ضغطاً مميزاً في الشوط الأول صعّب كثيراً من مهمة ريال مدريد في الخروج من مناطقه، وأجبره على اللجوء إلى التمريرات الطويلة التي جعلت بيل وبنزيما أكثر عزلة وبعيدين بمسافات أكبر عن ثلاثي الوسط.. برشلونة لم يكن يخشى تلك النوعية من التمريرات لأنه كان متفوقاً حتى في الكرات الهوائية ولم يجد مشاكل كبيرة في محاصرة المرينجي.

هل استفاد برشلونة من غياب ميسي؟ نعم!! والسبب في ذلك هو أن رافينيا ألكانتارا أصبح بديلاً معقولاً له.. صحيح أنه لا يقترب لمستواه بأي شكل من الأشكال، لكن اللاعب البرازيلي كان اليوم مفيداً، يتحرك بشكل صحيح ومندمجاً تماماً مع المنظومة الهجومية لفريقه، وهو ما مكنه من تقديم الإضافة المرجوة بعد غياب البولجا، أما السبب الثاني فهو رغبة جميع لاعبي برشلونة في إثبات أنهم قادرون على التنفس بدون ليو، فتشعر للوهلة الأولى أن كل لاعب يحمل داخله روح ميسي!

ظهر بعض التوتر على لاعبي برشلونة ما بين هدف مارسيلو وهدف لويس سواريز الثالث، وهو أمر مفهوم تماماً نظراً لأهمية اللقاء وأيضاً للطريقة التي كان يلعب بها ريال مدريد، لكن في المجمل، نجح الفريق في تجاوز تلك اللحظات الصعبة كما فعل تماماً أمام إنتر ميلان، عن طريق امتصاص حماس المنافس ومن ثم استغلال تهوره للانقضاض عليه هجومياً، وهو ما حدث.

أعجبتني الطريقة التي تحرك بها فالفيردي بعدما شعر بأن ريال مدريد قريب من تعديل النتيجة، المدرب الباسكي السابق لم يقف كعادته متفرجاً إلى حدود الدقيقة 80 حتى يقوم بالتغييرات، فلم يتوانَ عن إخراج فيليب كوتينيو المنهك بدنياً، كما أغلق الطرف الأيمن بإدخال نيلسون سيميدو.. والحقيقة أن هذه التغييرات جاءت بعد معاناة برشلونة مع بداية الشوط الثاني من الضغط الذي فرضه الفريق الملكي، وخاصة من الاختراقات عبر الأروقة، لكن الأمر خف بشكل كبير بعد تلك التبديلات التي تُحسب للنملة.

من بين النقاط السلبية التي يُمكن التطرق لها في مُباراة اليوم من طرف برشلونة تبقى تعامله السيئ مع الكرات العرضية خاصة تلك القادمة من جهة جوردي ألبا، ريال مدريد خلق فرصتين خطيرتين جداً في النصف الثاني من اللقاء، وكلها كانت من عرضيات مطابقة من الجهة اليُسرى والتي كان فيه مُدافعو النادي الكتالوني داخل منطقة الجزاء متساهلين جداً، ناهيك طبعاً عن أن هدف مارسيلو جاء من كرة عرضية.

كم كان مميزاً لقاء لويس سواريز وذلك رغم أن الحظ العاثر لازمه لفترات طويلة خلال المباريات السابقة.. لويزيتو جعل خط دفاع ريال مدريد يبدو وكأنه غائب تماماً، فكان يجعل من نفسه محطة رئيسية لاستقبال الكرات الهوائية كما أنه منح برشلونة ميزة كسْب الكرات الأولى واختصار المسافات عوض التدرج بالكرة من الخلف إلى الأمام، فضلاً عن أنه تفوق في جل مواجهاته الثنائية في الثلث الأخير من الملعب مستغلاً خبثه الكروي، وهو ما جعله يطرز لوحة إبداعه بهاتريك “ثلاثية” مستحقة.