موقع سبورت 360 – يقال إننا نُولد وحدنا ونموت وحدنا، هذه هي الحقيقة الأبدية، ومع ذلك بين الميلاد والممات نادراً ما يعيش الإنسان في الحياة وحده، فهناك أصدقاء وأشقاء وأبناء عمومة وأسرة ومعارف، وهناك شخص واحد تُحبه بشكل مختلف عن الآخرين، وصديق واحد يتأصل فيك.. وهذا هو الجانب الوردي في الحياة.

ولأن علاقات المحبة والوصال والود دائماً ما تكون هي السائدة والطبيعية في كرة القدم، باعتبارها من أهم أهداف اللعبة، فقد نشر موقع “سبورتس كيدا” الناطق باللغة الإنجليزية، تقريراً يُبرز فيه أبرز العلاقات الوطيدة التي جمعت ليونيل ميسي، نجم برشلونة، باللاعبين المنحدرين من البرازيل، رغم كون هذا الأخير أحد أكثر البلدان التي يكرهها الشعب الأرجنتيني بصفة عامة.

رونالدينيو.. علاقة الأستاذ بالتلميذ:

هل تتذكرون أول هدف سجله ليونيل ميسي بقميص فريق برشلونة الأول في مسابقة رسمية؟ إنه ذلك الذي جاء بتمريرة حاسمة من رونالدينيو، وقد ساهم ذلك الهدف في بزوغ نجم البولجا بعدما أذهل الجميع في لاماسيا.

ثلاث سنوات وأربعة أشهر و21 يوماً هي بالضبط المدة التي قضاها رونالدينيو وميسي جنباً إلى جنب بقميص برشلونة، فخلال تلك الأيام الـ1240 الفاصلة بين أول ظهور للأرجنتيني ورحيل صديقه البرازيلي، كان الاثنان بمثابة سلاح فتاك في هجوم البلاوجرانا.

العلاقة التي جمعت ميسي برونالدينيو كانت متينة جداً، فاللاعب البرازيلي كان بمنزلة الأستاذ الذي لا يتوانى في إمداد تلميذه بيد العون كلما كان في حاجة لذلك، خاصة وأن البولجا كان صغيراً وقتها ولم يشتد عوده بعد.

داني ألفيس.. إعادة تعريف الصداقة:

يرتبط النجمان ليونيل ميسي وداني ألفيس بعلاقة وطيدة ومتينة داخل الملعب وخارجه، وقد ساهم الثنائي في النجاحات المستمرة للفريق الكتالوني، حيث فتحا شارعاً باسمهما في الجهة اليمنى، ودمرا بانسجامهما وتفاهمهما أعتى الدفاعات في القارة العجوز.

تشير الأرقام إلى أن داني ألفيس صنع 42 هدفاً لميسي أكثر من أي لاعب آخر في برشلونة، وقد اعترف اللاعب البرازيلي في أكثر من مناسبة بأن البرغوث الأرجنتيني هو أفضل لاعب في العالم، ما يؤكد أن علاقتهما كانت وثيقة ومتماسكة.

ومنذ رحيل ألفيس عن برشلونة، أصبح ليونيل ميسي يميل كثيراً للعمق، بسبب افتقاده لظهير أيمن هجومي، وهو ما جعل الجهة اليمنى للفريق الكتالوني تبدو ميتة هجومياً، لدرجة أن إدارة البلاوجرانا لم تجد لحدود اللحظة، اللاعب القادر على سد فراغ “الجناح البرازيلي”.

نيمار.. التاريخ يُعيد نفسه:

بالنسبة للبرغوث الأرجنتيني، فإن وجود لاعبين كبار في برشلونة ساهم بشكل كبير في سرعة تأقلمه مع الفريق خلال أيامه الأولى، والرجل الذي لعب دور الأستاذ والشقيق الأكبر كان رونالدينيو، كما أشرنا إلى ذلك سابقاً.

التاريخ أعاد نفسه في عام 2013، عقب انضمام نيمار دا سيلفا إلى برشلونة، لكن الأدوار هذه المرة مختلفة، إذ أصبح ميسي هو الأستاذ الذي يملك عالم كرة القدم بين يديه، ويسعى لتقديم المساعدة لنجوم آخرين كما حدث معه في حقبته الأولى.

وثارت الشكوك حول قدرة نيمار على الانسجام مع طريقة وأسلوب برشلونة خصوصاً وأنه لا يزال شاباً وأمامه سنوات عديدة في عالم اللعبة، إلا أن اللاعب البرازيلي لم يكن قلقاً من هذه الناحية بسبب وجوده إلى جانب تلميذ مواطنه.. ليونيل ميسي.

وقد تطورت العلاقة بين ميسي ونيمار ليشكلا إلى جانب لويس سواريز، أفضل ثلاثي هجومي في التاريخ، حيث كسروا حاجز الـ100 هدف في موسمهم الأول، لكن رابط الصلة بين الأرجنتيني والبرازيلي بدأ بالتدهور حين قرر راقص السامبا مغادرة برشلونة سعياً منه للخروج من ظل البولجا.

باولينيو.. شراكة من لا شيء:

عقب رحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان، خلت تشكيلة برشلونة من أي لاعب برازيلي، لكن سرعان ما تعاقدت إدارة البلاوجرانا مع لاعب خط المنتصف، باولينيو جونيور، قادماً من الدوري الصيني، وذلك بهدف المزج بين الحس المهاري والجانب البدني.

الكثير من الغضب اجتاح عشاق برشلونة بسبب التعاقد مع لاعب من الدوري الصيني بقيمة 40 مليون يورو، لكن لغة الأقدام أكدت عدم صحة كل القراءات الأولية، ليتألق باولينيو ويسجل في آخر المطاف 9 أهداف ساهمت في تتويج البلاوجرانا بثنائية الدوري والكأس.

تواجد باولينيو على أرضية الملعب كان يساعد ميسي كثيراً، لأنه لاعب يقوم بالزيادة الهجومية داخل منطقة الجزاء، ما يجعل البلاوجرانا بمهاجم وهمي حقيقي عندما تتقدم خطوط الفريق، كما أنه يمتاز بملكة حسن التمركز داخل منطقة الجزاء، وهو أمر يمكنه من اقتناص الكرات الثانية المرتدة من دفاع الخصوم، أو كرات تبدو ميتة.

في كلاسيكو الذهاب بين برشلونة وريال مدريد، نجح باولينيو في الانفراد مرتين بالحارس كيلور نافاس إثر تمريرتين سحريتين من ميسي، وقد تكرر الأمر نفسه في مباريات أخرى، حيث يستغل باولينيو انشغال المدافعين برقابة البولجا، من أجل الانسلال إلى مناطق الخصوم وتسجيل الأهداف.

كوتينيو، مالكوم وآرثر.. صداقات الحاضر:

في الوقت الحالي، يملك برشلونة 3 لاعبين منحدرين من الأراضي البرازيلية، وهم فيليب كوتينيو وآرثر ميلو ومالكوم دي أوليفيرا، ويبدو أن ليونيل ميسي في طريقه للمحافظة على علاقاته الطيبة مع راقصي السامبا، لدرجة أنه تبادل التصريحات الودودة مع الثلاثي المذكور خلال الصيف المنصرم.

ميسي مُطالب في الوقت الحالي بأن يتقمص دور الأستاذ من أجل مساعدة آرثر ميلو ومالكوم على التأقلم والتكيف مع أسلوب برشلونة، خاصة وأن الأول لم يعتد على الأجواء الأوروبية، بينما لا يزال الثاني شاباً يبحث عن موطئ قدم في تشكيلة إرنستو فالفيردي.

يمكنك أيضاً مشاهدة: تطور شعار نادى برشلونة على مر التاريخ