كومان - برشلونة - الدوري الإسباني

سبورت 360 – وصل كومان إلى برشلونة الصيف الماضي في ظروف مختلفة عن التي اعتاد النادي الكاتالوني عليها في سنوات سابقة، وكان السؤال ما إذا كان سينجح اللاعب الكبير السابق في استعادة نجاحات البارسا.

كان الأمر صعباً حيث وصل المدرب الهولندي إلى كاتالونيا بعد تجربة سيئة للمدرب كيكي سيتيين وخروج بنتيجة كارثية من دوري الأبطال أمام بايرن ميونخ بالخسارة بثمانية أهداف مقابل هدفين.

ولكن الآن والموسم يوشك على نهايته فإن برشلونة نجح في تحقيق لقب كاٍ ملك إسبانيا، كما ينافس بقوة على لقب الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد والريال، والأهم هو أن المدرب نجح في إعادة الاستقرار وأعطى أسباب لضرورة استمراره.

1- القتال في موسم صعب إدارياً

لم تكن الأمور مستقرة داخلياً في برشلونة على جميع الأصعدة، وخصوصاً وأن الموسم الحالي شهد الشهور الأخيرة في فترة حكم الرئيس السابق بارتوميو وإقامة انتخابات جديدة في منتصف الموسم.

فاز خوان لابورتا بالانتخابات وتم تعيين مجلس إدارة جديد مما جعل من الصعب استقدام أية لاعبين في سوق الشتاء كما أن ذلك أحدث فراغاً إدارياً ولكن البارسا ظل فريقاً متماسكاً.

2-السيطرة على غرف الملابس رغم أزمة ميسي

طالب ليونيل ميسي بالرحيل في الصيف الماضي وتسبب ذلك في خلق أزمة كبيرة ونوعاً من عدم الوضوح فيما يخص مستقبل الفريق وخصوصاً لما يمثله ميسي من قيمة كبيرة.

رغم ذلك ظل الانضباط موجوداً داخل منظومة الفريق بسبب قدرة المدرب الهولندي على التواصل وبناء علاقة ثقة مع اللاعبين رغم الخلافات مع الإدارة السابقة ورغم عدم وضوح مستقبل ميسي الذي بقى في النهاية بعد تمسك الإدارة السابقة باستمراره وعدم تفعيل الشرط الجزائي الذي كان سيمكنه من الرحيل.

3- منح الفرصة للاعبين قادرين على قيادة مشروع برشلونة

كان من أهم ما جاء به كومان عند وصوله إلى برشلونة هو تغيير المناخ العام والتخلص من لاعبين كانوا يشكلون قوة داخل الكواليس مثل فيدال ولويس سواريز.

وضع كومان ثقته أكثر بلاعبين أكثر شباباً وقادرين على قيادة برشلونة لسنوات طويلة قادمة مثل أراوخو ومينيجزا وديست وبيدري وموريبا، مما أحدث انتعاشة كبيرة ونظرة أفضل لمستقبل البلاوجرانا.

4- استعادة النسخة الأفضل من ديمبلي

من أبرز ما فعله كومان هو تأثيره الرائع على الفرنسي عثمان ديمبلي، حيث ظهر الجناح الفرنسي أخيراً منضبطاً وقادراً على التدرب باحترافية كاملة مما أبعده عن الإصابات.

بالإضافة إلى ذلك فإن ديمبلي كان من اللاعبين المؤثرين والحاسمين عند مشاركته في المباريات واستعاد بعضاً من توهجه الذي عُرف عنه عندما كان في دورتموند.

5- تحمل تكلفة إصابات الدفاع

شهد الموسم الحالي لفريق برشلونة أكثر من ضربة للفريق فيما يتعلق بالإصابات المؤثرة، حيث كان على البارسا أحياناً اللعب بدون أفضل مدافعيه.

تعرض جيرارد بيكيه وأراوخو للإصابة ولكن رغم ذلك نجح الفريق الكاتالوني في أن يمضي قدماً بدونهما، ويرجع الفضل في ذلك لأسلوب لعب الفريق الذي قلل الضغط على الدفاع بمرور الوقت بالإضافة لاكتشاف قدرات مينيجزا بالإضافة إلى فرينكي دي يونج في مركز الليبرو أو قائد الدفاع في بضعة مباريات.

6- العودة لتحقيق الألقاب

ليونيل ميسي - برشلونة - كأس ملك إسبانيا

ليونيل ميسي – برشلونة – كأس ملك إسبانيا

حقق برشلونة لقب كأس ملك إسبانيا على حساب أتلتيك بلباو ولم يكن الأمر سهلاً، حيث مر الفريق ببضعة مطبات، حيث احتاج للعودة في مباراة غرناطة بعد التأخر 2\0 للفوز بنتيجة 5\3 بعد أشواط إضافية ثم القيام بريمونتادا ضد إشبيلية في نصف النهائي.

كان الفوز على أتلتيك بلباو والعودة للفوز بلقب الكأس وهو أول لقب للبارسا منذ عامين أمراً ضرورياً، وذلك لإعادة الروح المعنوية العالية إلى النادي واللاعبين.

7- المنافسة على لقب الدوري الإسباني

كانت بداية الموسم صعبة ومضطربة بالنسبة لفريق برشلونة، وفقدت كتيبة كومان الكثير من النقاط مما أحدث نوعاً من فقدان الثقة في قدرة الفريق على العودة للمنافسة.

لكن كومان نال ثمار الصبر على اللاعبين الجدد وإعادة تجديد دماء الفريق، وذلك بالنتائج المميزة والتوليفة الجيدة التي ظهرت في آخر شهرين في الليجا مما قلص الفارق مع أتلتيكو مدريد وأصبح البارسا يملك نفس حظوظ الريال واتلتيكو في ملامسة كأس الدوري الإسباني.

8- استعادة هوية وأسلوب برشلونة

برشلونة - الدوري الإسباني

برشلونة – الدوري الإسباني

كان من الواضح أن برشلونة يفتقر للأريحية في الاداء وغابت المتعة عن أسلوب لعب الفريق ما قبل قدوم كومان وحتى في بداية الموسم.

لكن مع مرور الوقت تمت استعادة هوية الفريق الهجومية وظهر أن الفريق بات يعلم جيداً ما يفعله على أرضية الميدان دفاعياً وهجومياً بأسلوب ونهج يقوم على الاستحواذ والمبادرة دائماً.

9- الهجوم الأقوى رغم الظروف المعاكسة

انتوان جريزمان - برشلونة - الدوري الإسباني

انتوان جريزمان – برشلونة – الدوري الإسباني

رغم خسارة أفضل مهاجمي برشلونة لسنوات طويلة بعد رحيل لويس سواريز، ثم إصابة أنسو فاتي الطويلة إلا أن البارسا احتفظ بقدرات هجومية كاسحة.

مازال برشلونة قادراً على إحراج أي منافس على الجانب الهجومي وإيجاد حلول وخلق فرص، حيث أنه الآن الهجوم الأفضل في الدوري رغم تلك المعطيات.

10- استعادة أجواء وروح الفريق الواحد

منذ مدة طويلة لم يظهر أن برشلونة فريقاً متمسكاً ومتحداً، ولكن هذا عاد فقط مع كومان وظهرت نتائجه واضحة بعد التتويج بلقب الكأس.

أظهرت لقطات ما بعد الفوز باللقب روح المجموعة التي غابت عن برشلونة لفترة ليست بالقصيرة، عبر عناق بيكيه والكثير من اللاعبين مع المدرب تقديراً لعمله.