سر تفوق أندية الليجا أوروبياً .. أتلتيكو مدريد وخيتافي أمثلة جديدة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سبورت 360 – سجل فريق ليفربول 61 هدفاً في 26 مباراة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي، فاز في 25 مباراة وتعادل في واحدة ولم يهزم أبداً. في المقابل سجل لاعبو أياكس أمستردام 65 هدفاً في 22 مباراة بالدوري الهولندي، وفي طريقه للفوز بالبطولة المحلية. ذهب الفريقان إلى العاصمة الإسبانية مدريد، لم ينجحوا في تسديد أي كرة على المرمى، ولم يسجلوا أي هدف، وخسروا بنتيجة هدف نظيف أمام أتليتكو مدريد، وهدفين دون رد أمام خيتافي على التوالي، في بطولتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي.

    تراجعت الليجا بعض الشيء بسبب هجرة بعض النجوم مؤخراً، إلا أن الدوري الإسباني لا يزال الأفضل على مستوى التكتيك خاصة فيما يتعلق فرق الوسط أو الفرق التي تنافس الكبار، مع وجود مدربين بقيمة دييجو سيميوني وخوسي بوردالاس، رفقة جولين لوبيتيجي وإيمانول ألغواسيل وباكو لوبيز وغيرهم، مما يجعل التفوق الإسباني في أوروبا هذا الأسبوع مستحقاً بشدة.


    أتليتكو يمثل إستراتيجية المستضعف، بمعنى: “هو شخص أو مجموعة في منافسة، عادة في الألعاب الرياضية والأعمال الإبداعية، ويتوقع أن يخسرها الناس. يُطلق على الحفلة أو الفريق أو الفرد المتوقع الفوز اسم الكلب المفضل أو الأفضل. في حالة فوز المستضعف، تكون النتيجة مفاجئة.

    يحتاج أي خصم أن يركز على الأطراف عند مواجهة فريق مثل ليفربول، لأن كلوب يركز كثيرا في لعبه على انطلاقات أظهرته، وبالتالي كلما نجحت في الحد من خطورتهم بالضغط عليهما من مناطق مبكرة، كلما زدت من ترنح خط وسط الليفر القليل هجومياً في الابتكار والصناعة والقيام بمهام لا يجيدها، مما يعني زيادة الحمل على ثلاثي الهجوم.

    لودي يواجه محمد صلاح

    هذا ما فعله سيميوني بالنص، خاصة بعد انتهاء حمى البدايات بالهدف المبكر والعودة إلى الخلف مع منتصف الشوط الأول. أنخيل كوريا مهاجم على الورق لكنه بالملعب أقرب إلى اللاعب الحر، يساند ليمار على اليسار بالضغط على روبرتسون كلما استلم الكرة، ويتحول إلى اليمين لتشكيل ثنائية أخرى رفقة كوكي، حتى يتكفل فيرساليكو برقابة ماني، بينما يقترب لودي أكثر من صلاح، وخلفه فيليبي للمساندة أمام الفرعون المصري.

    دفاعياً، أجبر أتليتكو منافسه ليفربول على استخدام وسطه أكثر من اللازم، ليتفوق توماس بارتي ومعه ساؤول ثم يورينتي على ثلاثي ارتكاز بطل أوروبا بسهولة. هجومياً، استفاد الفريق من مستوى البرازيلي لودي، أحد نجوم المباراة، لأنه لم يكتف بإيقاف أرنولد بل استغل المساحات الموجودة خلف الظهير الأيمن، ليجبر فان دايك/جوميز على الخروج من مناطق العمق تجاه الأطراف، لتكثر الأخطاء وتظهر الثغرات.

    خطة أثبتت نجاحها لتمتص ضغط ليفربول المتوقع بعد التأخر في النتيجة، لذلك ندرت الفرص بالنسبة لبطل أوروبا ومتصدر الدوري الإنجليزي، لأن صلاح لا يجيد التصرف في المساحات الضيقة، بينما ابتعد ماني عن مستواه المعهود، ووجد فيرمينو نفسه وحيداً بالمقدمة، مع صعوبة تصرف أرنولد وروبرتسون أمام ثنائي من اللاعبين يميناً ويساراً، كل هذا جعل الحل بين أقدام هندرسون وزملائه في الوسط، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.

    سيطر أتليتكو على مجريات الشوط الثاني، لم يصنع ليفربول أي فرص حقيقية، بل كان صاحب الأرض قريباً من إضافة هدف ثان لولا رعونة موراتا، مما يؤكد تفوق سيميوني وعودة الفريق المدريدي من الباب الكبير خلال جولة الذهاب أمام بطل أوروبا وحامل اللقب، الذي لا يزال لديه الفرصة الأكبر للصعود خلال مواجهة الإياب في ملعب الأنفيلد رود.


    خيتافي يحتفل بفوزه على أياكس

    “سيكون الأمر بمثابة زيارة طبيب الأسنان ثلاث مرات، عند مواجهتهم 3 مباريات في هذه الفترة”، تصريح شهير لا ينسى لخواكين كاباروس، مدرب شهير سابق في الليجا عندما واجه برشلونة 3 مرات في فترة قصيرة خلال فترة ما قبل 2014، في دلالة على قوة الفريق الكتالوني وقتها. الآن أصبح هذا التصريح يصلح عند مواجهة خيتافي تحت قيادة خوسي بوردالاس. هكذا كانت افتتاحية صحيفة “ماركا” هذا الموسم لتصف مدرب خيتافي بطبيب الأسنان صعب المراس، القادر على فرض أسلوب لعبه على الفرق كبيرها وصغيرها دون مشاكل، والذي يلعب فريقه وفق أفكاره الخاصة، في الكولسيو ألفونسو بيريز وخارجه.

    خيتافي مع خوسي بوردالاس من أصعب الفرق في مواجهتها. فريق يلعب برسم 4-4-2 لكن عكس إيبار على سبيل المثال. النادي الباسكي يلعب بضغط مرتفع، لكن الفريق المدريدي يلعب بضغط متوسط إلى مرتفع. مع وضع أكبر عدد من اللاعبين في نصف ملعبه. لا يعني ذلك ركن “الباص”، ولكن توزيع اللاعبين بشكل منظم في كل مساحة بالملعب، مما يجعل صناعة الفرص مهمة شاقة للغاية أمام أي منافس.

    أما التسجيل فإما عن طريق المرتدات الخاطفة، أو لعب الكرات الطولية تجاه الثنائي الهجومي، والفوز بالكرة الثانية على الأرض، مع ميزة الضربات الثابتة، وتمرير الكرات العرضية من أسفل الأطراف، تجاه منطقة الجزاء، للاستفادة من الكثافة العددية داخل الصندوق، سواء موقف 2 ضد 2 أو حتى 3 ضد 2 في بعض الأحيان.

    يملأ خيتافي الفراغات جيدا، ويجيد لاعبوه إجبار منافسهم على التمرير للخلف، نتيجة قلة الخيارات والرقابة القوية بطول وعرض الملعب، ويعتمد المدرب المميز بوردالاس على فكرة مميزة أثناء الاستحواذ، بلعب الكرات الطولية من الخلف تجاه عمق الهجوم مباشرة، والتفوق في الهواء لنيل الكرة الثانية على الأرض، قبل نقل اللعب تماما من جهة لأخرى، تجاه الأطراف المباشرة، مع استلام الكرة على الطرف، يتحرك الجناح في الأمام لسحب الظهير المقابل، وتشكيل الكثافة العددية داخل الصندوق.

    أمام أياكس في الدوري الأوروبي، حرم لاعبو خيتافي منافسهم من البناء المنظم للهجمات، بالضغط القوي في نصف ملعبهم، وتضييق الفراغات بين الخطوط، بالإضافة إلى التحولات السريعة في الشوط الثاني بعد التقدم بهدف في الأول، ليسجل الفريق الإسباني هدف إضافي، ويجعل مهمة الهولنديين صعبة للغاية في الإياب، مع تأخرهم بفارق هدفين، وعدم نجاحهم في تسديد أي كرة على المرمى طوال الذهاب.