من الصعب وصف مدرب بقامة عظيمة مثل دييجو سيميوني بـ “المرتجف” فالأرجنتيني يستحق كل الإشادة على مشواره العظيم مع أتلتيكو مدريد، لكن حينما يتعلق الأمر بمواجهة برشلونة بطل الدوري الإسباني وبقيادة ليونيل ميسي فلا أجد أي كلمة أخرى تستطيع أن تعبر عن حاله لأنه بالفعل “يرتجف في الظلام”.

سيميوني لا يقوى على مواجهة برشلونة خصوصاً في بطولة الدوري أو في بطولات إسبانيا المحلية بشكل عام، فخلال 19 مباراة لم يحقق أي انتصار بل تلقى 12 هزيمة، أي بنسبة تفوق 63% وهو رقم كارثي إن صح التعبير.

أتلتيكو سيميوني دائماً تشعر بأنه فريق مهزوز أمام برشلونة، فريق لم يحضر جيداً للقاء، بل أنه يصبح في بعض الأحيان هش دفاعياً على غير العادة، وسيء في استغلال الفرص على غير العادة أيضاً، وهو ما يؤكد فقدان الفريق لتركيزه.

حينما يفقد الفريق تركيزه ضد منافس محدد 19 مرة فهذا يدل بشكل واضح على وجود خلل في طريقة إعداد المدرب لهذه المباراة، مثلما يدل بأن المدرب خائف تماماً من هذه المواجهة بما ينعكس بشكل واضح على أداء فريقه في الملعب.

وفي الحقيقة المسألة لا تتعلق بالأرقام فحسب، فالذاكرة مليئة بمباريات نشعر أن سيميوني أضاعها على فريقه بشكل سيء، فخلال الموسم الماضي على سبيل المثال كان الفارق بين أتلتيكو وبرشلونة 5 نقاط في سلم ترتيب الدوري الإسباني، أي أن الروخي بلانكوس كان يملك فرصة حقيقية لتحقيق لقب المسابقة في حال نجح بالعودة من معقل البرسا بالانتصار.

في الأحوال الطبيعية نقول أن خسارة برشلونة شيء صعب، لكن في مواجهة الموسم الماضي كانت الظروف في صالح أتلتيكو، البرسا خاض لقاء مرهق ضد لاس بالماس يوم الخميس قبل مواجهة أتلتيكو بأقل من 72 ساعة، وسافر لمسافة طويلة أيضاً، وظهر على لاعبيه القلق الشديد بعد التعادل مع لاس بالماس والذي تبلور بالاعتراض على قرارات الحكام بشكل شرس، طبعاً هذا التوتر ناجم من اقتراب أتلتيكو منهم على سلم الترتيب قبل المواجهة المرتقبة.

كان يفترض بهكذا حالة أن يدخل سيميوني اللقاء بشخصية قوية لتعميق مشاكل برشلونة ووضعه في دائرة الشك الحقيقي، لكن المدرب الأرجنتيني بقي يرتجف في الظلام كعادته ليقدم في الشوط الأول من أسوأ أداء شاهدناه لأتلتيكو في الموسم! فريق لم يستطع تخطي وسط ملعبه، بل لم يملك الشجاعة على تخطي وسط الملعب، وشعرنا أن كل همه في اللقاء أن تمضي الدقائق سريعاً لينتهي كل شيء.

خسر أتلتيكو بهدف نظيف رغم أن برشلونة لم يقدم الشيء الكثير في اللقاء بشهادة عشاقه في تلك المواجهة، فيما لم يحاول سيميوني استغلال الفرصة الذهبية للاقتراب أكثر من الصدارة، فرصة لا تسنح له كثيراً لكنه أهدرها ولم يتشجع لاغتنامها.

هذا السيناريو كان يمكن القبول به لو حدث لأول أو ثاني أو حتى ثالث مرة، لكن سيميوني كان يظهر بنفس العقلية والشخصية في كل مواجهة ضد البرسا، مما جعل سجله خالياً من الانتصارات ضد العملاق الكتالوني باستثناء انتصارين حققهما في دوري أبطال أوروبا.

غداً سيخوض دييجو لقاء قمة مرتقب ضد برشلونة، نزال سيمنحه صدارة الدوري الإسباني بعد طول انتظار وهو حلم من المفترض أن لا يتنازل عنه بسهولة، وسنرى إن كان سيتشجع هذه المرة لاغتنام الفرصة أم سيبقى على حاله المعتاد.

شاهد .. صراع صلاح وراموس يتحول لفيلم متحرك