عندما بكَت الشياطين!

23:01 06/01/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 هاني الدسوقي

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي

    عفواً لقسوة العنوان ولكني لم أجد كلمات أكثر من تلك الكلمات دقة وإحساسا أُعبر بها عن مشاعر قرابة الخمس وسبعون ألف مشاهد اكتظ بهم ملعب الاولد ترافورد يودعون أعظم من درب ناديهم على مر التاريخ.

    فى الثاني عشر من مايو 2013 كانت آخر مباراة للسير أليكس فيرجسون على أرض الاولد ترافورد وأمام سوانزي سيتي وكان السير قد أعلن قبلها اعتزاله تدريب كرة القدم بنهاية الموسم الكروي وكأنه قد أعلن انتزاع قلوب الملايين من عشاق الفانلة الحمراء.

    قرابة السبع وعشرون عاماً قضاها السير في كنف مانشستر كانت كفيلة بأن يتم حفر اسمه بحروف من ذهب ليس فقط باعتباره أعظم من درب مان يونايتد على مر التاريخ بل لأنه صاحب جل الفضل فيما وصل إليه مانشستر من تاريخ وبطولات.

    في نوفمبر 1986 كانت البداية يوم أن أعلنت إدارة مانشستر يونايتد عن تعيينها للاسكتلندي الشاب ذي الخمس وأربعين عاماً لقيادة ناديهم.بدأت الرواية ولم يكن المؤلف يدرك أنها ستكون أعظم رواية كروية في تاريخ الانجليز وانتهت الرواية في مايو 2013 حيث كان الاعتزال الدرامي للسير وما بينهما كانت قصص روائية تكتظ بها الأرفف والمكتبات.

    أحفاد ويليام شكسبير وتشارلز ديكنز لم يتخيلوا للحظة أن فيرجسون سينافسهم برواية يخلدها الزمان.

    مانشستر يونايتد هذا النادي العريق يترنح في عام 1986 وينتقل من هزيمة إلى أخرى بل ويصل للمرتبة التاسعة عشر على شفا حفرة من الهبوط ولم تجد إدارة النادي بداً من التغيير ووقتها كان القرار التاريخي لمارتين ادواردز وإدارته بتعيين الاسكتلندي فيرجسون بدلاً من رون أتكينسون.

    كان ليفربول هو المهيمن على الكرة الانجليزية وهو حامي عرينها ب 16 لقباً للدوري ومن بعيد كان الأرسنال وايفرتون ب 8 ألقاب لكل منهما  ولنا أن نتخيل أن مانشستر بعراقته كان يلاحقهم بصحبة أستون فيلا ب 7 ألقابٍ لكلٍ منهما ! لم تكن جماهير الشياطين الحمر تحلم  سوى بأن يقتربوا من انجازات جارهم ليفربول ولكن السير لم يتمنى ذلك قط فأحلام وتطلعات السير كانت أن يسطر تاريخاً لمانشستر يتغنى به العالم ويمجده وقد كان.

    مباراته الأولى كانت أمام أوكسفورد وخسرها بهدفين دون مقابل لم تكن الخسارة قاسية على فيرجسون قدر ما أحزنه ما شاهده من أداءٍ مؤسفٍ للاعبين وصفهم بأنهم مجموعة من السكارى في حالة من اللا مبالاة الغريبة وأداء باهت وانعدام للروح فى الملعب.

    وقتها أدرك فيرجسون أن المهمة قاسية وأن التحدي كبير ومخيف ولكنه قبل التحدي بجرأةٍ يحسد عليها.

    في موسمه الأول مع اليونايتد أنقذ فيرجسون الفريق من الهبوط وأنهى به الموسم ضمن أندية الوسط وفي موسمه الثاني أنهى الفريق المسابقة في المركز الثاني وصيفاً لليفربول ثم وفي موسمه الثالث قبع في منطقة الوسط ويأتي الموسم الرابع لفيرجسون مع يونايتد بما لا يتخيله أحد ! تذبذب رهيب في الأداء ونتائج سيئة يصارع بها الهبوط وكان من الطبيعي أن ينقلب الجمهورعلى أليكس ويطالب برحيله واللافتات تملأ جوانب ملعب الاولد ترافورد والإعلام ينتقده ويجلده بسياطً من نار.الأمواج تلاحقه من كل اتجاه  ولكن الإدارة لم تعر الانتقادات أي آذانٍ صاغية فقد كان الكل داخل نادي مانشستر يؤمن بمشروع فيرجسون العظيم فوثقوا فيه ولم يخذلهم.

    في هذا العام حقق فيرجسون أول بطولة له وهي بطولة الكأس ولكنها لم تشفع له عند جماهير يونايتد فليفربول ما زال القائد المتوج وهم يجرون أذيال الخيبة عاما تلو العام عام آخر بعده ويحقق فيرجسون بطولة كأس الكؤؤس الأوربية على حساب برشلونة الأسباني ومن هنا كانت البداية.

    لم ينقض عام آخر إلا وفيرجسون يدخل الفرحة إلى قلب كل عاشق لمانشستر يونايتد .فيرجسون يطير بفريقه إلى عنان السماء ويلتقط بطولة الدوري الانجليزي الغائبة عن اليونايتد لأكثر من ربع قرن.فيرجسون حول الحلم إلى حقيقة ويومها أقسم أنه سيرد لمدينة مانشستر كبرياؤها المفقود منذ سنين عديدة.ست سنوات كاملة استغرقها فيرجسون لكى يصنع سلماً للتاريخ على عكس ما يقول الكثيرون فان فيرجسون لم يستغرق السنوات الستة لكي يفوز بأول بطولة بريميرليج فى مسيرته فالسير فيرجسون كان يصنع سفينة كسفينة نوح يسبح بها منفردا على صدارة التاريخ الكروي الانجليزي لسنوات وسنوات وقد برع فى صنعها .

    فيرجسون نظم وآمن واجتهد و صبر وتحمل فكان له ما أراد ومن يومها والبطولات والانجازات  تتوالى على خزائن القلعة الحمراء ولكل منها رجل واحد اسمه فيرجسون.

    فيرجسون هو من أعطى قبلة الحياة لمانشستر يونايتد الميت إكلينيكيا قبل توليه المسئولية سبع وعشرون عاماً كاملة قضاها في أركان مانشستر يبني قواعد المجد بكل همة ونشاط وها قد فعل وترك ارثاً لناديه ينوء بحمله الجميع.

    ثلاثة عشرة بطولة للدوري أضافها فيرجسون لمانشستر جعلته يتصدر قائمة البريميرليج ويلاحقه الكثيرون فها هم جماهير ليفربول أراهم يحاولون معادلة رقم يونايتد.

    – تسعة عشر لقباً محلية موزعة ما بين كأس الاتحاد الانجليزي وكأس الدوري والدرع الخيرية .

    – بطولتان لدوري أبطال أوربا وبطولة لكأس الكؤوس الأوربية وبطولة سوبر أوربي.

    – كأس العالم للأندية مرتان فى نسختها القديمة والحديثة.

    يا رباه ! ما هذا الذي فعلته يا فيرجسون؟ كيف صنعت كل هذا المجد ؟ لا أبالغ إذا قلت أن ليلة وداع فيرجسون كانت الليلة التي بكى فيها كل عاشق لفانلة الشياطين الحمر ولا أبالغ إذا قلت أن كل قطعة من عشب الأولد ترافورد أكاد أشعر بها وهي تتألم لفراقك يا فيرجسون.

    أليكس فيرجسون كان هو الرجل الذي اجتمع على حبه الجميع والرجل الذي صنع تاريخ مدينة بأكملها .. من السهل أن تكون مدرباً لكرة القدم ولكن من المستحيل أن تكون أليكس فيرجسون.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا