هوية فريق كرة القدم

18:19 20/09/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 اسلام صالح

    * هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    كل فريق في العالم يمتلك بصمة مثل البصمة الوراثية في جسم الإنسان DNA يصعب تغييرها لأنها هي من ترسم ملامحه وشخصيته ولكن هناك من يحاول بتغيير هوية بعض الفرق , مابين هذا وذاك دعونا نوضح الفكرة .

    فريق كرة القدم بنادي برشلونة مثلا يمتلك فلسفة خاصة في كيفية لعب الكرة وهو اللعب القصير والسريع , التمرير علي الأطراف لفتح المساحات , واستخدام خطة  ,4-3-3والضغط العالي علي حامل الكرة   هذا ليس من عصرنا الحالي  فقط بل علي مر عصور متعددة من كرويف مرورا بفان جال وريكارد وتوهجت تلك الفكرة بلمسة خاصة من بيب جوارديولا صنعت فريقا سيظل محفورا في تاريخ الكرة , تلك الفلسفة اقترنت بأجواء الكامب نو وأعلام كتالونيا , هنا ما أقصده بالضبط (هوية النادي ).

    هل تتذكرون تاتا مارتينو ؟ ذلك الأرجنتيني الذي درب برشلونة موسم 2013-2014 , ذلك المدرب الذي حاول تغيير هوية الفريق , صنع أسلوب لعب معتمدا علي تقدم الأظهرة وإرسال العرضيات ..ماذا كانت النتيجة ؟

    لم يفز النادي الكتلوني بأي بطولة معه سوى كأس السوبر الإسباني ,وساء مستوي معظم نجوم الفريق وفي النهاية أقيل .

    حاول تاتا أن يضع بصمته لكنه فشل لأنه اصطدم بشئ صعب تغييره .

    جالاكتيكوس مدريد ومورينيو

     ريال مدريد منذ زمن طويل وفكرة جمع  النجوم  في فريق واحد تسيطر علي كل من أداروه منذ سانتياجو برنابيو عندما

    أتي بدي ستيفانو , بوشكاش وخينتو مرورا بفلورنتينو بيريز عندما أتي بفيجو ورونالدو الظاهرة وبيكهام وزيدان ثم بعد ذلك ألونسو , كاكا وكريستيانو رونالدو .

    تلك هوية النادي الملكي التي تمتزج بفخر جماهيره بأسماء النجوم علي مر التاريخ الذين لعبوا بقميصه وتغنوا بأسمائهم في سانتياجو برنابيو .

    بقدوم جوزيه مورينيو لانتشال النادي من أزمة دامت لسنوات قرر مورينيو التخلي عن تلك الهوية ولم يضع في حسبانه أسماء اللاعبين الكبيرة  بل اهتم بالأداء فقط وتلبية احتياجات الفريق ..فأتي بأوزيل ,خضيرة و دي ماريا ..أسماء لم تكن معروفة حينها , تلك السياسة بالإضافة لرغبة مورينيو في جعل لاعبي الفريق كالجنود علي حد تعبيره  أدت لاصطدامه مع غرور وكبرياء نجوم بحجم  راموس وبيبي وكريستيانو رونالدو وكانت النهاية عندما أجلس كاسياس رمز ريال مدريد علي دكه البدلاء ..حينها هو قرر الرحيل دون تحقيق نجاحات تتناسب مع اسمه واسم ريال مدريد , برغم ذلك أنه أحدث نقلة نوعية في النادي وكسر حواجز مثل عبور دور 16 في دوري الأبطال والفوز علي برشلونة والفوز بالكأس والدوري .

    لم يفلح مورينيو في ما كان يصبو اليه بتأسيس ريال مدريد جديد

    بايرن ميونخ وبيب جوارديولا

    رغم عدم مرور عام منذ قدوم جوارديولا للعملاق البافاري إلا وفاز بالدوري صحبة كأس آخر ومع ذلك تجد غضبا في الإعلام الألماني ومن نجوم كبار مثل ماتيوس وبيكنباور وغيرهم من أدائه مع بايرن ميونخ ..لماذا ؟

    هم يشعرون أنه قد تم سرقتهم في شخصيتهم , اللعب المباشر للأجنحة , الالتزام التكتيكي , القوة البدنية .. كلها أشياء استبدلها جوارديولا بأسلوبه الناجح مع برشلونة من التمرير العرضي القصير والاستحواذ علي اللعب وغيرها .

    استغني بيب أيضا عن شفاينشتايجر وهو أحد نجوم النادي في العقد الأخير , استغني عن توني كروس موهية ألمانيا في خط الوسط , خلافات مستمرة مع توماس موللر مهاجم الفريق , تغيير مركز فيليب لام من الظهير للاعب الوسط  وأتي بتشابي ألونسو وتياجو ألكانترا الذين   يدعمون فكرته وأسلوبه الذي يريد تطبيقه .

    يحاول بيب إقناع الجميع في ألمانيا أنه يفعل ما في مصلحة بايرن ميونخ , بالفعل هو يريد تغيير هوية النادي .

    أرسين فينجر ونجاحه في تغيير شكل الأرسنال

    قبل قدوم فينجر للنادي اللندني عام 1996  كان أرسنال فريق كرة يعتمد علي الكرات الطويلة واللعب البدني , أسلوب انجليزي قديم متعارف عليه حتي كان يعرف بالفريق الممل , تمكن فينجر من تغيير كل هذا ..بناء لعب من الخلف , تمرير علي الأرض والتدرج بشكل سليم بالكرة , تعاقد مع باتريك فييرا , تيري هنري ودينيس بيركامب ليدعموا فلسفته وبالفعل حقق الدوري عدة مرات منهم الدرع الذهبي بلا هزيمة عام 2004 .

    تجربة ناجحة أليس كذلك ؟بلي  لقد نجح فينجر في تغيير DNA  أرسنال .

    هناك أندية وبلدان كثيرة لها تقاليد في في كرة القدم  مثل تميز ليفربول برؤوس الحربة علي مدار تاريخه من دالجليتش لراش لأوين وفاولر لتوريس وسواريز .

    وامتياز الطليان بالحراس والمدافعين العظام علي مدار تاريخهم مثل زوف وبوفون .. مالديني كانافارو وغيرهم .

    فعندما يفقد الفريق شيئا من هذا ينهار ويتخبط حتى يتمكن من إيجاد العنصر الذي كان يميزه .

    بين كل التجارب السابق ذكرها قصص بين السطور وعوامل متعددة أثرت في أبطال حكاياتها , هناك من فشل تماما مثل تاتا مارتينو , وهناك من لم ينجح كما كان متوقع مثل مورينيو , وهناك من نجح ولكن لم ينل الإعجاب مثل بيب جوارديولا , وهناك من نجح في التجربة فعلا  مثل أرسين فينجر .

    نستنتج أنه كي تنجح في تجربة مثل التي نناقشها ولكي تضع بصمتك علي فريق يجب أن تعطي صلاحيات من الإدارة  مثل التي كانت لفينجر من تحكم تام بشكل النادي والتعاقدات وغيرها , وأن يدعمك الإعلام حتي لا تتعرض لما يتعرض له جوارديولا , وأن يحبك ويدعمك نجوم الفريق حتى لا تلقي مصير مورينيو , وقبل كل هذا أن تكون قد أقنعت جمهور ناديك بفكرتك وفلسفتك حتى لا يصبون جم غضبهم عليك , هل يعني ذلك أنه يجب علي المدرب الالتزام التام بتقاليد النادي في لعب الكرة وعدم وضع بصمته , هذا غير ممكن ولكن يجب أن يحتاط المدرب وينفذ المدرب ما يريده تدريجيا حتى لا يحدث هزة في أرجاء الفريق وأن يكون مدعوما ممن سبق ذكرهم .

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا