نهاياتٌ مؤسفةٌ !

22:46 30/07/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 محمد باسل

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    لكلّ بدايةٍ نهاية, هذا أمرٌ بديهيٌّ لا يختلِفُ عليه اثنين! بل هو قانونٌ كونيٌّ إن صحَّ التعبير, لكنّ الاختلاف و مصدرَ الجدلِ هو طبيعةُ هذه النهاية, أهي سعيدةٌ أم حزينة؟ أتساوي روعة البداية أم أنها تعاكسها و تزيد عليها في البشاعة ؟

    شاع مؤخراً القول بأنّك إن أردتَ أن تُنهيَ نهايةً جميلة فعليكَ الالتزامُ بأفعالك وقتَ البدايات, لكنّ هذا القولَ بعيدٌ كلَّ البعدِ عن المنطقيّة, فللنهاية أحكام !

    كان موسم 2014/2015 موسماً مليئاً بالنهايات, فهذه قصّةُ العشقِ بين الأنفيلد و جيرارد تنتهي, و ذلك الهُيامُ بين كاسياس والبيرنابيو يتلاشى, وتلك العلاقةُ الرائعةُ بين تشافي وبرشلونة ترسمُ خطَّ نهايتها, وكذلك  بيرلو مع الكاتشيو, و دونوفان مع كرة القدم والأمثلة كثيرة … من هذه النهايات ما كان جميلاً, و منها ما كان مؤثراً, بعضها كان مؤسفاً, لكنّ أياً منها لم يكن مجنوناً!

    أما ما سأذكرهُ هُنا فهي نهاياتٌ مؤسفةٌ و أخرى هستيريةٌ لقصصِ عشقٍ لم يسمع عنها كثيرٌ منّا !

    الممتعُ القبيح !

    أُطلِقَ عليه اسم "غارينشا" ويعني الطائرَ القبيح, اعتُقِدَ أنه لا يمكنُ أن يزاولَ كرةَ القدمِ بسبب حالتهِ الصحيةِ, لكنّ كلّ ذلك كان هراءً أمام ما قام به, غارينشا كان مجنوناً في كل شيءٍ حتى في مراوغاته, فالكرةُ بين قدميه كحيوانٍ تم تدريبه, و دفاعُهُ عنها كملكٍ يدافع عن عرشِه, أشعل الجماهير و رقصت له المشجّعات, كان معشوقاً لهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى, كان هدافاً عبقرياً في مونديالي 1958 و 1962, لقبه الجهور بالملاك ذو السيقان الملتوية! كلّ تلكَ الروعةِ لم تشفع لغارينشا, فقد مات الملاكُ أو القبيح -كما يحلو لكم- فقيراً و مخموراً دونما أيّ رفقاء بعمر ال 49!فقيرُ الحظ لا يمكن أن يتغيّر!! 

    الحارس المتقدم!

    شاع في الآونةِ الأخيرةِ تقدمُ حرّاسِ المرمى ولعبهم لدورِ الليبرو في بعضِ لحظاتِ المباراة, من نوير إلى هيغويتا و تشيلافيرت, و هذه العادة -كغيرها من العادات-  لها مؤسسٌ, و المؤسسُ هنا هو "كاريثو", الحارسُ الأرجنتيني المجنون, و الذي احتفل به غالبُ مشجعي الفرق الأرجنتينية لكثرة ما يبدع, و لكن كما قلنا فإن للنهاية أحكام, و الذكاءُ أو ربّما التوفيقُ في أن تختار النهايةَ قبل أن تختارك, في قصّتنا هنا اختارت النهايةُ كاريثو ولم يخترها هو, فكانت الخسارة بنتيجة 6-1 أمام تشيكوسلوفاكيا في كأس العالم 1958 آخرَ ما تذكرهُ الجمهورُ الأرجنتيني من عظمة الحارس, ليشعر هو بالاكتئاب و يدوّنَ في مذكّراته بعد عدة سنواتٍ "إني لأذكر الأهداف التي سُجِّلت عليّ, و لا أذكرُ الكرات التي تصديتُ لهانهايةٌ لا تساوي مسيرته!

    إدواردو تشيريدا!

    كان يلعب لريال سوسيداد, لكنّ مقوّماته جعلت منهُ محطّ أنظارِ العملاقين ريال مدريد و برشلونة, الحارسُ الطويل كان مبدعاً و له أسلوبه الخاص في صدِّ الأهدافِ, حتى ظُنَّ أنه سيخلف زامورا, و في خِضَمِّ هذا الاهتمام الكبير من عملاقيِّ إسبانيا اختار القدرُ خياراً مخالفاً تماماً, فقد تعرّضَ الحارسُ لإصابةٍ في الركبةِ كلّفتهُ خمسَ عمليّاتٍ و اعتزالاً في غير موعده, ربما يكون هذا الاعتزال قد حرم كرة القدم من أسطورةٍ أخرى! ربّما !

    مجنونٌ وانتحر!

    أبدون بورتي, نجم نادي ناسيونال الأوروغواياني, و الذي مثلهُ في +200 مباراة خلال أربعةِ مواسمَ, و كان دائِماً ما يقابَلُ بالتشجيع على امتدادها! لكن في وقتٍ حُدِّدَ من قدرات خارج نطاق البشريَةِ, النجم الذي سطع قرر الأفول, وعندما يأفل نجمك لا تنتظر أن يقف معك الكثير من مناصريك, أبدون لم يتحمل الفشلَ بعد النجاحِ, ولا التصفيرَ بعد التصفيقِ, فاختار نهايةً مجنونةً بإطلاقه النارَ على نفسه في ملعب فريقه في منتصف الليل!

    النزول عن القمة لا يحتمله الكثيرون!

    همسة: سعادة النهاية تعتمد على النقطة التي يختار القدرُ إنهاءَ القصّةِ عندها; فاعتزال زيدان مثلاً وهو في القمة لم يكن كخروج إيكر من عرينهِ في البيرنابيَو ! لكنَها النهايات.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا